رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"أنا هو نور العالم" وهذه هى المرة الثانية التى تأتى فيها عبارة "أنا هو" يتبعها خبر . لقد أخبرنا يوحنا فى المقدمة أن الكلمة المتجسد " فيه كانت الحياة" وأن "الحياة كانت نور الناس والنور أضاء فى الظلمة والظلمة لم تدركه" (1: 4-5) ومرة أخرى يكمل المجاز ويستفيض فيما قاله سابقاً. ويؤكد يوحنا أن يسوع قال عن نفسه أنه " نور العالم" وعبارات مشابهة فى مناسبات مختلفة – على سبيل المثال 8: 12و 9: 5 و 12: 35-36، 46. وبالرغم من أن يوحنا لم يحدد تماماً متى قال يسوع ماقاله فى (8: 12) لكنه يعطينا خلفية عن المكان الذى حدث به كل ذلك إذ قال أنه كان عيد المظال وأن يسوع صعد إلى الهيكل (7: 14) فى أثناء الإحتفالات بعيد المظال يتم طقسين دينيين هامين ولهما مغزى كبير. الأول هو سكب الماء على الناحية الغربية من المذبح من قبل الكهنة اللاويين بينما يغنى المنشدون تسبحة هلل الكبرى (مزمور 113: 18) أما نحن فنبارك الرب من الآن وإلى الأبد هللويا والثاني هو إضاءة عدة شموع ضخمة فى محيط الهيكل. ويشير يوحنا أن يسوع إتخذ من هذين الرمزين فرصة لتوضيح تعاليمه (7: 37-38 و 8: 12) النور هو مجاز قوى فى إشارات العهد القديم، عظمة وجود الله فى السحابة التى قادت الشعب إلى أرض الميعاد (خروج 13: 21-22) وحفظتهم من أعدائهم (خروج 14: 19-25) تعلمت إسرائيل أن تنشد: "الرب نورى و خلاصى" (مزمور 27: 1) وكانت كلمة الله وشريعته هى نور لسبيل الذين يحفظون أحكامه (مزمور 119: 105 وأمثال 6: 23) نور الله يسطع فى الرؤيا (حزقيال 1: 4، 13،26-28) والخلاص (حبقوق 3: 3-4) النور هو الله فى عمله (مزامير 44: 3) ويقول لنا أشعياء أن خادم الرب قد إختير ليكون نوراً للأمم ليأتى بالخلاص إلى أقصى الأرض (أشعياء 49: 6) وعندما تأتى الأيام الأخيرة يكون الله نفسه هو نور شعبه (أشعياء 60: 19-22 ورؤيا 21: 23-24) وربما لأن زكريا 14: 5-7 تحمل مغزى خاص من جهة الوعد بنور دائم فى اليوم الأخير و الوعد بأن تتدفق المياه الحية من أورشليم، لذلك إختيرت لتكون جزءا من قراءات طقس هذا العيد. مع كل هذه الآيات حاضرة فى الأذهان، ووسط هذه الشعائر القوية لابد وأن إعلان يسوع كان ذو قوة مذهلة. وهذه النبرة العالمية مذهلة أيضا إذ هو ليس فقط نور اليهود ولكنه "نور العالم". وهذه الإشارة إلى النور ليست فقط مادية أو معنوية، فكما يوضح لنا عندما قال يسوع: "إن كان أحد يمشى فى الليل يعثر لأن النور ليس فيه" (11: 9-10) والإشارة إلى أن النور ليس فيه تبين أننا إنتقلنا من النور الحسى إلى الحقيقة الروحى. ثم يعلق قائلاً: "يسوع يقول لسامعيه أن الذى يرفضه ولا يقبله فى حياته يكون فى خطر كبير". إجمالاً من كل ما سبق سوف نجد أن الفكرة الأساسية فى الفقرات التى وردت فيها عبارة "أنا هو نور العالم" هى أن "يسوع هو النور الوحيد وعلى البشر أن يقبلوا مجىء هذا النور بالترحاب والإيمان إذ بعيداً عنه سيكونون فى ضياع أبدى. كون يسوع هو نور العالم كله وأن مصير البشرية يعتمد على موقفهم منه يخبرنا شيئاً غاية فى الأهمية عنه". وان قال لكما احد لماذا تفعلان هذا فقولا الرب محتاج اليه.فللوقت يرسله الى هنا مر3:11 أشكرك أحبك كثيراً يسوع يحبك ينتظرك |
|