رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هدية وليد المزود لنيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس أسقف بورسعيد وكل تخومها هدية وليد المزود لنيافة الحبر الجليل الأنبا تادرس أسقف بورسعيد وكل تخومها يأتي عيد الميلاد المجيد بعد صوم يدوم عدة أسابيع، كما تعلم الكنيسة تشبهاً بموسى النبي الذي صام 40 يوم لكي يستقبل كلمة الله المكتوبة على لوحي حجر فوق جبل الشريعة.. فهكذا تعلمنا الكنيسة أن نصوم، ليس لكي نستقبل كلمة الله المكتوبة على لوحي حجر وإنما لكي نستقبل الإله المتجسد.. "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" لقد جاء المسيح ليحرر العالم من أثقال المادة وأغلالها ويفكه من قيود الخطية وأسرها.. ففي ملء الزمان أخذ جسداً من العذراء واتحد به اتحاداً كاملاً بغير افتراق ولا امتزاج ولا تغيير، شابهنا في كل شيءما خلا الخطية. •وعند ميلاد المسيح نرى منظرين متناقضين تماماً: - منظر المجوس الذين أتوا ليتحققوا عن الطفل المولود لكي يسجدوا له ويقدموا هداياهم. - ومنظر الملك هيرودس وكهنة اليهود المضطربين، الذين بحثوا أيضاً عن الطفل المولود ولكن لكي يقتلوه ويتخلصوا منه. إن الله ينظر إلى القلب ولا ينظر إلى المظاهر الخارجية فهو يعرف أفكار الإنسان لذلك نظر الله إلى قلب المجوس الطيب وأحبهم ولذلك أرشدهم إلى الوليد الجديد بواسطة نجم عجيب. وهذا درس لنا أيضاً إذا أردنا أن نبحث عن الله، فلنطلبه بكل قلب صافى ليس من أجل منفعة أو ضيقه زمنيه، بل نطلبه حباً فيه لكي نسجد له مقدمين هدايانا. فإنه مكتوب:"اطلبوا الرب مادام يوجد.. ادعوه فهو قريب" فلا يمكن أن يرفض الله أي إنسان يطلبه فإن كنت في ضيقة فأطلبه وإن كنت في سعادة فأطلبه. فأنت لا تستطيع أن تحيا بدون قوة الله التي تسندك كل أيام حياتك. فلقد طلب المجوس الله فأخذوا البركة من غيرهم وسبقوا اليهود وكهنة اليهود وهيرودس.. لقد فرح المجوس جداً عندما رأوا الطفل يسوع وقدموا له هداياهم: - ذهباً: علامة الملك وإشارة إلى ملكوت الله. - لباناً: إشارة إلى الكهنوت فهو الكاهن الأول إلى الأبد. - المر: إشارة إلى طريق الصليب الذي كان مزمعاً أن يسلكه من أجل البشرية كلها. وأنت يا عزيزي: ما هي الهدية التي يمكن أن تقدمها لوليد المزود في هذا العيد؟! - نحن كثيراً ما نحتفل بهذا العيد بمظاهر خارجية فقط لكن قلوبنا مبتعدة تماماً عن الله كما يقول الكتاب: "هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عنى" فحياتنا مملوءة تكاسل وتهاون ورخاوة وبحث عن الخطية وسعى وراء الشر بعيداً عن وصايا الله. إننا نحتفل بالعيد بطريقة فيها رياء، من الخارج مظاهر الاحتفال، وفى الداخل قلب مملوء اختطافاً وشراً مصراً على الخطية وعلى البعد عن طريق الله. يا أحبائي: في هذا العيد يجب أن نخجل من المجوس.. الذين لم يعرفوا المسيح ولكنهم بحثوا عنه حتى عثروا عليه وسجدوا له وقدموا له هداياهم.. ونحن.. ماذا فعلنا لك يارب! ما موقفنا في هذا العيد ؟!ماذا نقدم؟!! (نحن نبحث عنك يارب.. ونريد أن نرجع إليك.. لأنك أنت هو الطريق والحق والحياة) فهو ملك السلام الذي جاء ليعطى السلام للعالم، فهو الذي تهللت الملائكة قائلة من أجله "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" هيا بنا نبحث عنه مع المجوس،ونقول له: أين أنت يارب! لقد عشنا سنين بعيداً عنك.. عشنا مع الشيطان ومع أفكار الخطيئة.. مشينا في تيارات خاطئة.. فماذا استفدنا؟ وماذا كسبنا؟ سوى كل هم وغم 00 ومشاكل وأمراض أثقلت كاهلنا وأتعبتنا.. - مسكين هذا الإنسان الذي يبعد عن الله ولا يحاول أن يبحث عنه.. - مسكين من يبعد نفسه عن النور ومن يبعد عن النور يسير في الظلمة. لأن الرب يسوع المسيح هو (نور العالم) الذي جاء لكي ينير لكل إنسان في العالم. إن الله لا يهتم بالأشياء المادية، الله يريد القلب الصافي والنفس الوديعة. الله يريد الروح والجسد المملوءين سلاماً. هذا هو أفضل شيء تقدمه لله.. ليتنا نفرح قلب الرب في العيد: + بتقديم توبة حقيقية والرجوع عن طريق الخطية + بمحبة تملأ قلوبنا تجاه الله والناس.. فهذه هي رسالة المسيح لقد جاء ليبشر بالمحبة في العالم كله وفى قلوب أولاده: "بهذا يعرف العالم إنكم تلاميذي، إن كان لكم حباً بعضكم لبعض" + إن كل نفس يجب أن تقدم لربنا هدية في هذا العيد، وأنت ما هي الهدية التي تقدمها لمولود المزود في هذا العيد؟ |
|