انفراد: مستندات تحاليل الرئيس الطبية قبل العملية الجراحية التى سيجريها بعد أيام
■ مرسى أجرى 5 تحاليل طبية يوم 1 نوفمبر الماضى هى وظائف كبد وكلى وصورة دهون ونزف وسرعة ترسيب وهيموجلوبين سكر ■ الرئيس أجرى تحليل دلالات أورام.. ووظيفته كشف انتشار ورم موجود من عدمه.. أو التأكد من تحول ورم حميد إلى خبيث
أين اختفى الرئيس محمد مرسى؟
سؤال مؤكد أنك سمعته خلال الأيام الماضية كثيرة، فمنذ أحداث الاتحادية التى سقط أبناء مصر فيها شهداء أمام بوابة القصر الرئاسى، ومرسى قليل الظهور، لقاءات عابرة مع مسئولين ومفكرين وكتاب فى سياق ما يسمى بالحوار الوطنى، بيانات باهتة تصدر عن المؤسسة الرئاسية، التى تركت مرشد الإخوان المسلمين ونائبه خيرت الشاطر يتحدثان عن وفى كل شىء، وكأن البلد ليس فيها رئيسا على الإطلاق.
لا يمكن نستهين بالطبع بما تردده بعض المصادر القريبة من دوائر صنع القرار، أن مكتب الإرشاد وصل إلى قناعة بأن الرئيس محمد مرسى لا يمكن أن يتولى شئون البلاد وحده، وأنه لا يستطيع بمفرده أن يتصدى لقوى المعارضة، لذلك كان طبيعيا أن يظهر محمد بديع من ناحية وخيرت الشاطر من ناحية أخرى، فى رسالة واضحة أن الرئيس ليس بمفرده، وأنهما شريكان فى الحكم، وبعد أن ظل هذا الكلام يتردد طويلا دون أن يكون عليه أى دليل، أصبح حقيقة واقعة لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يتنكر لها.
لكن هل السبب السياسى وحده كاف لإقناعنا أن الرئيس محمد مرسى قلل ظهوره، الرجل حتى امتنع عن الهواية الوحيدة التى يعيش ويتعيش عليها، وهى القيام خطيبا بعد كل صلاة جمعة يؤديها، ولم يكن يردعه عن ذلك شىء؟
الحقيقة أن السبب السياسى ليس وحده، فهناك ما هو أكثر.
فى نهايات نوفمبر الماضى كانت قد تسربت أخبار أن الرئيس مرسى يستعد للسفر إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية تتعلق بالعمليات الجراحية السابقة التى أجراها فى الماضى، وحددت التسريبات يوم 2 ديسمبر كموعد للسفر، لكن يبدو أن الأحداث التى شهدتها مصر منذ إعلان مرسى الإعلان الدستورى الديكتاتورى فى 21 نوفمبر حالت بين أن يتحرك الرجل أو يترك البلاد، لأن هذا كان سيثير الشكوك فى الحالة الصحية للرئيس محمد مرسى.
الآن هناك أخبار مؤكدة أن الرئيس محمد مرسى سيجرى عملية جراحية يوم 25 ديسمبر الحالى، أى بعد أيام قليلة، ومن المفروض أن يسافر إلى الخارج تحديدا إلى ألمانيا، لكن هل يمكن أن يسافر الرئيس هذه المرة أم يؤجل السفر لأن الأحداث متعاقبة ومشتعلة بأكثر مما يتوقع أحد.
لدينا هنا دليل بالمستندات أن الرئيس محمد مرسى يستعد لإجراء عملية جراحية، قد لايكون لدينا موعدها، وقد يكون مكانها ليس ألمانيا بالمناسبة، لكن المؤكد أنها سيجرى العملية، خاصة أنه أجرى تحاليل طبية، أكدت لنا مصادر طبية متخصصة أن هذه التحاليل لا يقوم بها إلا من سيقدم على إجراء جراحة، وأنها ليست فحوصات طبية عادية.
صورة التحاليل الطبية التى لدينا أجراها محمد مرسى فى 1 نوفمبر الماضى، وصادرة باسمه السيد الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وهى تحاليل لا تكشف خللا معينا لكنها تشير إلى الحالة الصحية العامة.
التحاليل التى أجراها الرئيس تتضمن تحليل وظائف كبد وكلى وصورة دهون، ومن التحليل يتبين أن الدهون الثلاثية عالية، وذلك نتيجة ارتفاع السكر فى الغالب، التحليل الثانى هو تحليل نزف، والنتيجة فيه طبيعية، التحليل الثالث تحليل دلالات أورام، ولا يجرى هذا التحليل إلا فى حالتين أن يكون لدى الإنسان ورم بالفعل ويريد التأكد هل انتشر فى مكان آخر أم لا، أو يكون هناك ورم حميد بالفعل ويريد أن يتأكد هل تحول إلى ورم خبيث أم لا؟
التحليل الرابع الذى أجراه مرسى كان هيموجلوبين سكر، ويظهر التحليل أن سكر الرئيس غير منضبط، فنسبته 9 بالمائة، بينما النسبة الطبيعية لا تتجاوز 6 بالمائة بأى حال من الأحوال، أما التحليل الخامس فهو تحليل سرعة ترسيب فى الدم والنسبة فيه عالية عن المعتاد.
ما الذى يجعلنا نشير إلى هذه التحاليل تؤكد استعداد الرئيس لإجراء عملية جراحية، ألا يمكن أن تكون مجرد تحاليل عادية، فحوصات دورية قام بها الرئيس للاطمئنان على حالته الصحية العامة؟
لو كانت هذه الفحوصات الطبية عادية لاكتفى مرسى بتحاليل الهيموجلوبين وصورة الدهون ووظائف الكبد والكلى، لكنه أجرى تحليل سرعة ترسيب ودلالات نزيف، وهذه لا يمكن أن يجريها إلا إذا كان يستعد لعملية جراحية، ثم أن تحليل دلالات الأورام يمكن أن يضعنا أيدينا على العملية التى يمكن أن يجريها الرئيس، خاصة أن هناك سوابق له فى إجراء عمليات تتعلق بأورام فى المخ، وهو ما اعترف به ولم ينكره بالمناسبة.
لقد كانت هناك ملاحظات دقيقة لمن تابعوا حالة الرئيس الصحية من المتخصصين، بل إن المشاهدة السطحية عكست أن الرئيس مرسى يعانى، وتحديدا بعد ظهوره فى الحوار التليفزيونى الذى حاول فيه أن يستر عورة إعلانه الدستورى بحديثه عن دوافعه ومبرراته.
الرئيس فعليا يعانى من التهاب العصب السابع، وتحديدا من الناحية الشمال، وهو مايجعله فمه يميل إلى اليمين قليلا والعين مغلقة إلى حد ما، والتهاب العصب السابع يأتى فى الغالب من ضغط المخ.
كل ما نملكه أن ندعو للرئيس محمد مرسى بالشفاء، لكن بعيدا عن الدعوات.. هل يمكن أن يعلن الرئيس محمد مرسى وبشفافية كاملة، عن حقيقة إجرائه للعملية من عدمه، وعن هذه التحاليل الطبية التى نتأكد فى صحتها ودقتها، أم يتركنا للصدفة نكتشف أن رئيس البلاد المنتخب الديمقراطى سافر من أجل إجراء عملية جراحية لا نعرف عنها شيئا.
ظهور قيادات جماعة الإخوان المسلمين ليس لأسباب سياسية فقط، ولكنهم يعلمون أن الرئيس مريض، يسدون الفراغ الذى يتركه وراءه، وهو فراغ على الأقل فى الخطب التى لا تنقطع، لكننا وببساطة شديدة نعود بهذا الوضع إلى أواخر عصر مبارك، إلى تلك السنوات التى كان فيها مبارك مريضا لا يستطيع أن يقوم بمهام عمله الرئاسى، ويتولى قيادة مصر ابنه جمال، فهل يفعلها المرشد والشاطر الآن، مرسى مريض وهما يحلان محله.
إننا حقا لا نريد للرئيس الشر، نريد فقط أن نعرف.. ونريد منه فقط أن يعترف بأنه مريض ويحتاج العلاج.. فالمرض ليس عيبا، لكن إخفاءه هو العيب.. أليس كذلك يا سيادة الرئيس.