رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دروس من الكتاب المقدس البداية الاربعاء 19 ديسمبر 2012 القس رافائيل ثروت من فضلك افتح كتابك المقدس واقرأ (1صم 16) ترعرع داود فى ظروف غير مستقرة سياسياً ذلك أن شاول بدأ بإنطلاقة مبشرة بالخير ولكن السلطة نفخت صدره فتدخل فى الشئون الدينية وأدى ذلك إلى تصادم مباشر مع صموئيل النبى ناصحه المخلص . فهنا تخاصم النبى مع الملك وأبلغه أنه حُرِمَ من معونة الله وحمايته . وبعد ذلك أوحى إلى صموئيل أن يذهب إلى بيت لحم ليقيم خلفاً لشاول . من تختار يارب ؟ ها هم يمرون أمام صموئيل واحداً واحداً تبدو عليهم علامات الجسامة والوسامة بينما عبق الهواء برائحة الذبيحة التى أوقدت تحتها النار . وما أن رأى صموئيل " أليآب " بكر يسى يقترب حتى حدثه قلبه أن هذا هو مختار الرب يقيناً . وابتسم أليآب لصموئيل مستبشراً وواثقاً وقد برزت عضلاته المفتولة وصموئيل متأهب لمسح ثانى ملك لإسرائيل وبينما صموئيل قابض على قرن الدهن يوشك أن يصب ما به على أليآب إذ جاءه صوت الرب يقول : " لا تنظر إلى منظره وطول قامته لأنى قد رفضته لأنه ليس كما ينظر الإنسان . لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب " ( 1صم 6:16-7 ) . عندئذ أشار صموئيل إلى أليآب أن يمر فجاوز المذبح مدهوشاً وربما إنجرحت مشاعره ولو قليلاً . ثم استدعى يسى " أبيناداب " ولكن هذا أيضاً لم يختاره الرب وعبر " شمة " من أمام المذبح ويسى يدعو بنيه واحداً واحداً إلا أن الرب لم يختر هؤلاء ( ع 10 ) . وقد ظلت العبارة تتكرر بانتظام طقسى فيما بنو يسى الحاضرون يمرون واحداً واحداً من أمام صموئيل دون أن يختار الرب أياً منهم . هنا سأل صموئيل بعبارة موجزة هل كمل عدد بنيه فذكر يسى " داود " وهو لا يكاد يستحق الذكر لأنه ولد صغير يرعى الغنم إلا أن صموئيل قاطعه بأمر صريح " أرسل وأت به لأننا لا نجلس حتى يأتى إلى ههنا " ( ع 11 ) . وفيما خيم الصمت المكان ماعدا صوت الشحم المتقطر من الذبيحة التى على حجارة المذبح الساخنة وراح أبناء يسى يتبادلون نظرات التساؤل وعلا وجه يسى القلق والترقب . كان صموئيل ينتظر مجئ داود بهدوء وإذا داود يظهر أمام المذبح أشقر ، وسيماً، يحسن العزف كما يحسن الحديث شجاعاً كسائر إخوته وإن كان لا يزال صغيراً على القتال . وفى الحال قال الرب لصموئيل: " قم امسحه لأنه هذا هو " ( ع 12 ) . هكذا وزيت المسحة يقطر من شعر داود ابتدأت حكايته الطويلة مع الخدمة والقيادة . لماذا اختار الله داود ؟ لم يكن داود يعيش فى عائلة غنية أو يذهب إلى مدرسة ممتازة ويسكن فى حى راق أنيق بل كان أصغر ولد فى عائلة كبيرة أبناؤها من أميين ( زوجتى يسى ) وكان أبوه طاعناً فى السن وجوه العائلى ليس خال من المخاصمة والمنازعة . إنما على رغم كل ذلك كان قلب داود سليماً ومستقيماً ... " قد انتخب الرب لنفسه رجلاً حسب قلبه " ( 1صم 14:13 ) . فعمل داود على رعاية غنم أبيه بجد وشجاعة وشب ليكون هو الرجل الذى اختاره الله ملكاً على إسرائيل . عزيزى الخادم ... المظهر لا يكشف عن حقيقة الناس وقيمتهم ولكن من حسن الحظ أن الله يحكم حسب القلب والأخلاق وليس حسب المظهر وحيث أن الله وحده هو الذى يستطيع أن يحكم على الناس حكماً دقيقاً وبينما نصرف كل أسبوع ساعات فى تجميل مظهرنا الخارجى علينا بالحرى أن نهتم أكثر بتنمية أخلاقنا الداخلية وقلبنا ... بينما يستطيع جميع الناس رؤية وجهك فإنه لا يعرف حقيقة قلبك وهو أهم شئ فيك سوى أنت والله المهمة الأولى نحن لا نعلم ما قاله صموئيل لداود - إذا كان قد قال شيئاً على الإطلاق - يوم سكب زيت المسحة على رأس الفتى . ولكن عموماً ما حدث كان من شأنه أن يعصف بسهولة فى رأس قائد المستقبل وتنفخ صدره استكباراً . غير أن روح الرب تسلم زمام السيطرة على داود " من ذلك اليوم فصاعداً " ( ع 13 ) . فعاد يرعى أغنام أبيه ويؤدى دور المرسال بين أبيه وإخوته الكبار الخادمين فى جيش شاول ولا شك أنه كان يسائل نفسه وهو يراقب الخراف ترعى عما تكون الخطوة التالية إلا أنه كان يتعلم أن الرب راعيه مما جعله على ثقة بأنه يقوده حتماً . " أرسل إلى داود ابنك الذى مع الغنم " ( ع 19 ) لما وصلت هذه الرسالة من بلاط الملك شاول تلقاها داود معجباً ولا شك وإن لم يكن مدهوشاً فها هى الخطة تتحقق أخيراً وهوذا الملك الممسوح على إسرائيل يُستدعى إلى القصر . وعلى هذا تخيل خيبة الأمل التى منى بها داود لما تبين له أنه مدعو لا ليتولى مهمة خطيرة بل لحمل سلاح الملك والعزف له على العود عندما يباغته الإكتئاب ويستولى عليه الحزن . فقد كان مدعواً للقيام بمهمة عادية عازف البلاط فحسب . وشتان بين هذا وما دار بخلده إذ كان دهن المسحة يتقطر على جبينه فى أثناء تلك الذبيحة السرية التى جرت فى بيت لحم . ولكن لأن قلبه كان سليماً ومستقيماً قام بمهمته خير قيام وكسب من ذلك الكثير حيث كان أول ملك فى إسرائيل ينشأ فى القصر ... فهو شأنه شأن موسى الذى تربى فى بلاط فرعون ثم خرج منه ليقود شعبه . عزيزى الخادم ... تذكر داود الذى أدى كل المهمات المطلوبة منه بكل أمانة عازفاً على آلته بكل ما أوتى من براعة وعيناه وأذناه مفتوحة مسلماً أمره لله وواثقاً بأنه سيدبر كل شئ . وتذكر كلمات رب المجد يسوع : " الأمين فى القليل أمين أيضاً فى الكثير " ( لو 10:16 ) |
|