رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عاش القديس نيلوس الجديد في الفترة بين القرنين العاشر والحادي عشر. كان يصبو إلى الحياة مع الله والتكرّس له وحده. كان غنياً ذا أملاكٍ كثيرة ومكانةٍ رفيعة في المجتمع، لكنه قرّر ترك كلّ شيءٍ والترهب. في طريقه إلى الدير حاربه الشيطان... أراد أولاً أن يعيده إلى العالم بقوله له: أنت الآن شاب، عندما تكبر وتختبر الحياة، اذهب حينها إلى الدير. لكنّ القديس نيلوس أجاب الفكر: إذا كنتُ أريد الله للغد فهذا يعني أني لا أريده في الحقيقة ولا أريد أن أقدّم له ذاتي. عاد الشرير ليحاربه ثانيةً متخذاً هيئة راهب وقال له: إلى أين تذهب؟ إياك وذلك الدير؟ لقد كنت أعمل عندهم. إنهم رهبانٌ غريبو الأطوار... أحدهم مريضٌ بحبّ الشراهة والآخرُ يدين أخاه، وذاك يحبّ المجد، وآخرُ لا يعجبه شيء... إنهم ليسوا برهبان... لم يذكّره الشرير هذه المرة بشَبابه وبمتع الحياة! إنما يضع في قلبه فكراً جديداً إذا ما تمّ قبوله فإنه سيقلب حياته رأساً على عقب. ماذا فعل إذاً؟ حاول الشريرُ أن يجعله غير متقبّلٍ للإخوة. إذ إنّ الراهب يمكنه أن يعيش بسلامٍ في الدير، فقط عندما ينظر إلى كلّ أخٍ على أنه أيقونة حيّة للرب، وكما أنّ بعض الأيقونات قد تُمحى عنها صورة القديس لكننا مع ذلك لا نكفّ عن تبجيلها وتوقيرها فكيف إذاً بالأحرى عليّ أن أنظر إلى أخي! لم ينجح الشيطان هنا أيضاً في زرع الفكر الشرير، فتابع القديس طريقه عاقداً عزمه على أنه لن يدين أحداً، ومدركاً أنه عندما يدين فإنه يفصل نفسه عن أخيه وبالتالي عن الله، وأنه إذا لم ينحنِ أمام أخيه مقبّلاً قدميه وقائلاً له من كلّ فؤاده: "يا أخي أنت في قلبي"، فلن يرى يوماً واحداً هنيئاً في الدير وبالتالي لن يهنأ بالعيش مع الله. لكنّ الشيطان لم يتركه، وأراد هذه المرة أن يلقيه إما في اليأس أو في الكبرياء. فقد أخذت صورةُ امرأةٍ، كان يعرفها سابقاً، تلاحقه أينما ذهب ومهما فعل، سواء كان يصلّي أو يقرأ أو يرتّل... لم ينفعه الصوم الشديد ولا كثرة المطانيات ليقاوم هذه التجربة الجديدة. كان أمامه أمرين، إما أن يسيطر عليه اليأس والقنوط من جراء هذه التجربة، أو أن يصاب بالكبرياء إذا ما تغلّب عليها. لكنّ القديس فهم أخيراً أنه لا شيء سوى رماد وتراب. وجاءه صوت يقول له أنّ ما يقرّبه من الله ليس كثرة الجهاد بمقدار ما هو معرفته لذاته واعترافه بضعفه أمام الله. أدرك حقيقتين: الحقيقة الأولى هي أنّ النسك بحدّ ذاته ليس هو الهدف، والحقيقة الثانية أنّ التعب والجهاد لا يعبّران عن قوة الإنسان إنما عن رغبته. من أقواله: - إنّ المرض من أفضل النعم التي يمنحها الله للإنسان. - أتريد أن تصبح قديساً! فاعلم إذاً أنّ التعب هو سبيلك نحو القداسة لكن بشرط ألا يكون تعبك عبارة عن واجبٍ عليك القيام به وإنهاءه. - القديس إنسانٌ حيوي، يسير إلى الأمام على الدوام. - كلما كان الله غائباً وغير منظورٍ بالنسبة لي، فإنّ جهادي سيكون ذا أهمية أعظم. - ما هو الصوم؟ إنه انتظار الله وترقّب حضوره واللقاء معه، إنه الجوع إلى الله. - ما أهمية مطالعاتي الروحية إن لم يكن لديّ اليقين أنّ الله حاضرٌ فيها. للأب إميليانوس (سيمونوبيترا) |
22 - 12 - 2012, 09:04 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: من سيرة القديس نيلوس الجديد
شكرا على السيرة العطرة
|
||||
23 - 12 - 2012, 05:15 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: من سيرة القديس نيلوس الجديد
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس البار نيلوس أريكوسا |
القديس نيلوس السينائى |
القديس نيلوس السينائي |
القديس نيلوس الزاهد |
من اقوال القديس نيلوس السينائى |