"أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح؟ ... تعال وانظر"
(يو 1: 46 )
كانت الناصرة وطناً ليوسف ومريم بعد عودتهما بالطفل يسوع من أرض مصر "لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيُدعى ناصرياً" (مت 2: 23 ) . ليس أن نبياً بالذات تنبأ بهذه الأقوال، ولكن "الأنبياء" بصفة عامة تنبأوا أنه سيكون محتقراً. وكانت الجليل مُحتقرة بصفة عامة (مت 2: 23 ) . والناصرة محتقرة من الجليليين. فلما جاء فيلبس إلى نثنائيل الذي من قانا الجليل وقال له "وجدنا الذي كتب عنه موسى ... يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة" قال له نثنائيل "أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح"؟ معبراً بذلك عن نظرة الاحتقار لتلك القرية. ولقد تنبأ الأنبياء عن المسيح أنه سيُحتقر ويُعيَّر. فهو "مُحتقر الشعب" (مت 2: 23 ) "محتقر ومخذول من الناس" (مت 2: 23 ) .
ولقد دُعي الرب "يسوع الناصري" وهذا الاسم ــ اسم الاحتقار ــ ورد أربع عشرة مرة في الأناجيل، وسبع مرات في سفر الأعمال ــ أي إحدى وعشرين مرة في العهد الجديد. والله لم يحتقر الناصرة، ولكن الإنسان احتقر يسوع لأنه جاء من الناصرة. والجمع يقول لبارتيماوس الأعمى "يسوع الناصري مجتاز" لكن الأعمى مفتوح البصيرة يصرخ قائلاً "يا ابن داود ارحمني". والعسكر أيضاً في جثسيمانى يطلبون يسوع الناصري (يو 18: 5 ،7). وهكذا تسميه الجارية التي أنكره أمامها بطرس (يو 18: 5 ) وأيضاً بيلاطس في الكتابة التي وضعها على الصليب يقول "يسوع الناصري ملك اليهود" (يو 18: 5 ) .
ولكن الله رفّع - هذا الذي أتضع ولم يكن في نظر اليهود سوى "يسوع الناصري". ففي صباح القيامة ينطق الملاك بنفس هذا اللقب للنساء اللواتي أتين إلى القبر قائلاً "أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، قد قام" (مر 16: 6 ) . فيجعله من ألقاب أمجاده. وتلميذا عمواس تكلما أيضاً عن "يسوع الناصري" وأنه كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب. وفى سفر الأعمال يبرز اسم الاحتقار هذا باعتباره الاسم الوحيد "تحت السماء الذي به ينبغي أن نخلص" (مر 16: 6 ، 12). وأخيراً ينطق الرب نفسه بهذا الاسم عن نفسه وهو في قمة المجد مُخاطباً شاول الطرسوسى قائلاً "أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده" (مر 16: 6 ) .