رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"أسلام للولد ؟ فقالت سلام" (2مل4: 26) في عُمق أتون الآلام استنشقت الشونمية نسيم السلام الهادئ. وهكذا كل ذهن روحي عندما تأتى التجارب لصاحبه، يجد ويختبر هذا السلام، إذ يأتي الرب يسوع إلى أعماق نفسه ويقول له "سلام لك". لقد حلـَّقت نفس بولس وسيلا نحو السماء في تسبيحات السلام، بينما كانت أرجلهما في المقطرة في السجن الداخلي، لأن الذهن الروحي ينصب متأملاً في الامتيازات المجيدة وفى كنوز مواعيد الله الثمينة بغناها العظيم. لماذا لا يكون هذا المؤمن سعيداً؟ لقد فُدى بواسطة المخلص الذي أطاع حتى الموت موت الصليب، وتجهز له خلاصاً "كاملاً" وأُعطى حق التمتع بهذه البركات السامية الـمُفرحة، وله أن يعيش تحت تأثيرها، وأن يجد فيها بلسماً يخفف من حدة الآلام والأحزان التي يجوز فيها وهو سائر في البرية. ماذا يهم هذا الشخص لو تراكمت عليه الآلام مثل الأحجار التي انهالت على رأس استفانوس، إذ يقدر أن يرى السماوات مفتوحة ومخلصه الـمُحب يرمقه بعين العطف والحنان؟ ماذا يهمه حتى ولو انفرد في وحشة مثل يوحنا الحبيب في جزيرة بطمس، إذ يستطيع أن يسمع صوت السيد يكلمه بكلمات التعزية والتشجيع؟ ماذا يهمه إن دخل إلى أتون الأحزان المتقد؟ إنه سيتمتع برفقة الرب له في التجربة الـمُحرقة. ماذا يهمه لو كان مثل الرسول بولس له شوكة في الجسد، فإنه يستطيع أن يسمع صوت الرب قائلاً "تكفيك نعمتي"! ماذا يهمه لو كان مثل الرسول بطرس يطلبه الشيطان ليغربله كالحنطة، إذا كان يسند قلبه على تلك الكلمات المباركة التي قالها الرب لبطرس "طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك"! قد يكون أفقر مخلوق على الأرض، ولكنه لا يصل إلى مستوى ذاك المجيد الذي افتقر وهو غنى لكي نستغني نحن بفقره. قد يكون مُصاباً بأمراض كريهة مثل لعازر وأيوب، ومع ذلك فهو جميل وحلو في نظر الله. أخي .. اختبر السلام في أتون الآلام لأن منبعه رئيس السلام الرب يسوع الذي له كل المجد، ورنم معنا قائلاً : إن تطمُ حولي النائباتْ كاللجِ وسطَ البحرِ يَدُمْ سلامي فـي ثبــاتْ أساسهُ في الصخرِ |
|