|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإفراط في الرعاية يترك الأولاد غير ناضجين شيء آخر يؤذي الأولاد، هو إفراط الأهل في الرعاية، أي الإفراط في العناية والمبالغة في شغل البال والقلق. إسمعوا هذا الحدث: أمّ كانت تشكو لي أنّ ابنها البالغ من العمر خمس سنوات، كان لا يُطيعُها . كنتُ أقول لها »أنتِ تُخطئين« لم تفهم قَوْلي. وفي مرّةٍ من المرّات ذهبنا بسيّارة تلك الأم مشواراًَ إلى شاطئ البحر وكان ابنها معنا وهناك أفلتَ الصـغير من يدها وركض نحوالبحر. وعلى الشاطئ تجمّعت كومة رمل،انبسط البحر فجأة من خلفها. قلقت الأم وكادت أن تصرخ، أن تركض لأنّها شاهدت الصغير على كومة الرمل ويداه ممدودتان ليتوازن. هدّأتُ أنا من روعها، حينها أدارت ظهرها نحو الإبن وكنتُ أراقبها بطرف العين. عندما قطع الولد الأمل من إثارة أمّه ودفْعِها إلى الصراخ كالعادة، نزل هادئاً شيئاً فشيئاً واقترب منّا. وهذا ما حدث ! عندها تلقَّنتِ الأمّ درساً في التربية الصحيحة. أمّ أخرى كانت تشكو أنّ ابنها الوحيد لم يكن يأكل أصناف الأطعمة كلّها وخصوصاً اللبن. وكان هذا الصغير في الثالثة من عمره على وجه التقريب وكان يعذِّب أُمّه كلّ يوم. قلتُ لها : "ستفعلين ما يلي: ستفرغين الثلاّجة من كلّ الأطعمة وتضعين مكانها كميّة معيّنة من اللبن وستعانون أنتم الأهل والأولاد لبضعة أيّام. أتى وقت الطعام؟، ستعطين بطرسَ لبناً. سوف لن يأكله. عند المساء قدّمي له الطعامَ نفسه. في اليوم التّالي الشيءَ نفسه. إيه، سيجوع فيما بعد، سيختبر شيئاً. سيبكي، سيصرخ. ستتحمّلون ذلك وسيأكل اللبن فيما بعد بطيبة خاطر».هكذا حصل وأصبح اللبن الطعام المفضَّل لبطرس. هذا كلّه ليس بصعب. ولكن أُمّهات كثيرات لا يتبعنَه فيُلقِّنَّ أَولادهنَّ تربيةً سلبيّةً جدّاً. أُمّهات يلاحقنَ أَولادهنَّ دائماً ويضغطنَ عليهم، أي يُفرِطْنَ بالعناية بهم، فَشِلْنَ في عملهِنَّ. في حين أنّه يجب عليك أن تترك الولد يهتمّ وحده لتقدُّمه، عندها ستنجح. عندما تلاحق أَولادكَ باستمرار، تنطلق منهم ردّة فعل، فيتكاسلون ويضعفون وغالباً يفشلون في حياتهم. هذا النوع من الإفراط في الحماية، يترك الأولاد غير ناضجين. قبل بضعة أيّام، أتت أُمّ يائسة لفشل ابنها المتكرِّر في امتحانات الدخول للجامعة. تلميذ ممتاز في الابتدائي، ممتاز في التكميلي، ممتاز في الثانوي. بعدها كان فشل الولد، كان الإهمال، كانت ردّات فعلٍ غريبة. "أنتِ تُخطئين، قلتُ للأمّ، وأنتِ متعلّمة! ماذا كان سيفعل الولد؟ كلّ السنوات ضغط، ضغط، ضغط،” لِتكنْ الأوّل، لا تُخَجِّلُنا، عليكَ أن تصير عظيماً في المجتمع…..“. تراجع فجأةً، والآن لم يعد يريد شيئاً. عليكِ أن توقفي هذا الضغط والإفراط في الحماية وعندها ســترَيْن كيف يعود الولد إلى توازنه . سوف يتقدَّم حين تتركينه حرّاً« . • يريد الولد بقربه أُناساً صلاتهم حارّة يريد الولد بقربه أُناساً صلاتهم حارّة . لا أن تكتفي الأمّ بالملاطفة الحسّيّة لولدها، بل وأن تقدّم في الوقت نفسه دفء الصّلاة. يشعر الولد في عمق نفسه بالدفء الروحيّ الذي تبعثه أُمّه سريّاً له، فينجذب نحوها. يشعر بأمان واستقرار، عندما تغمره الأمّ سرّاً بالصّلاة الدائمة، الحارّة، والمصرّة، وتحرّره ممّا يُضيِّق عليه. تعرف الأمّهات القلقَ، والنُصْح والكثير من الكلام ولكن لم يتعلّمنَ الصّلاة. النّصائح والإرشادات العديدة تُسيء كثيراً. لا للكلام الكثير للأَولاد. الكلام يقرع الأذنَين، أمّا الصّـلاة فتذهب إلى القلب. يُحتاج إلى صلاةٍ مع إيمانٍ وإلى مثالٍ صالحٍ ولكن دون قلق. وفي يومٍ من الأيّام أتتنا إلى الدير أمٌ يائسة من وضع ابنها يورغو. كان ملبّكاً جدّاً، يعود متأخّراً ليلاً بصحبة زمرةٍ سيّئة الأخلاق، وكانت حالته تسوء يوماً بعد يوم،وكانت الأمّ تضطرب وتبكي . قلتُ لها: - لا تقولي أنتِ أيَّ شيء، بل صلّي فقط . أقمنا ساعة صلاة مشتركة عند الساعة العاشرة والعاشرة والربع، قلتُ لها أن تصمت وأن لا تسـأل ابنها متى يخرج من البيت ولا متى يعود إليه…. بل أن تقول له بمحبّةٍ كبيرة: »كلْ، يا يورغو، في الثلاّجةِ طعامك«. وأن لا تقول له غير ذلك. بصورة عامّة أن تعامله بمحبّة دون أن تترك الصّلاة. بدأت الأمّ بتطبيق ذلك، وما إن مرَّ عشرون يوماً حتى قال لها ابنها: - أمّي، لماذا لا تكلّمينني ؟ - يورغو حبيبي، أنا لا أُكلِّمك؟ - أُمّي، تُضمرين شيئاً نحوي لذا لا تكلّمينني. - ما تقوله لي أمرٌ غريب، يا يورغو. كيف لا أُكلِّمك؟ ألا أُكلِّمكَ الآن؟ ماذا تريد أن أقول لك؟ أمّا يورغو فلم يُجبها. وبعد هذا أتت الأمّ إلى الدَير وقالت لي: - يروندا, ماذا يعني هذا الذي قاله لي ابني ؟ - لقد نجحت خطّتُنا ! - أيّة خطّةٍ ؟ - إنّي قلتُ لكِ أن لا تتكلّمي معه، أن تصلّي فقط في السرّ وسوف يعود الولد إلى رشده. - أتعتقد أنّ هذا هو الحلّ؟ - هذا وحده هو الحلّ، قلت لها. يريد الأهمّيّة، يريد أن تعطيه الملاحظة » أين كنتَ؟ ماذا فعلتَ؟« . أمّا هو فيصرخ ويُقاوِم ويعود أكثر تأخُّراً في الليل. - واعجباه ! كم من الأسرار المخفيّة!! - أفهمتِ ذلك، والحالةُ نِصب عينَيكِ؟أراد بمشـاجرتكِ له، أن يقوم بما يحلو له. وعدم هذه المشاجرة يُزعجه. وبدل انزعاجكِ أنتِ من سوء تصرّفه ينزعج هو الآن بلا مبالاتكِ واهتمامكِ . وفي يومٍ أعلمَ يورغو أهله في البيت أنّه سيترك عمله ليذهب إلى كندا. لقد قال لربّ عمله: - " أنا تاركٌ العمل، جِدْ آخر بديلاً عنّي«. أمّا أنا، فقلتُ للأهل خلال هذه الأثناء : - نحن، علينا بالصّلاة . - ها هو حاضرٌ للسفر..... سأُنزِلُ به إلى الهاوية! قال الأب. - كلاّ، لا تزعجه، قلتُ له. - لكنّ الولد اتّخذ قراره بالرحيل، يروندا! - لِيَرحلْ. أُعطوا ذواتكم للصّلاة وأنا معكم. بعد يومَين أو ثلاثة أيّام كان الأحد. باكراً جدّاً، قال لهم يورغو: - أنا راحلٌ، سأذهب مع أصحابي. - حسناً، مثلما تريد، قالوا له. ذهب، آخذاً أصحابه برفقة فتاتَين وشابَّيْن، واستأجروا سيّارة واتّجهوا بها إلى منطقة خلكيذا. ذهبوا إلى هنا وهنالك، بعدها راحوا إلى دَير القدّيس يوحنّا الروسيّ ومنه أكملوا طريقهم إلى مناطق ماندوذي والقدّيسة حنّة، حتى وصلوا إلى فاسيليكا. ذهبوا ومارسوا السباحة في البحر الإيجي. أكلوا، شربوا، لَهَوْا. وبعدها أخذوا طريق العودة وكادَ الليل يُرخي عتمته. كان يورغو يقود السيّارة. وفي منطقة القدّيسة حنّة، اصطدم بحائط منزل. فتشوَّهت السيّارة. ما العمل الآن ؟ ساروا بالسيّارة روَيداً روَيداً وأتوا بها إلى أثينا. وصل إلى البيت قبل بزوغ الفجر. لم يقُلْ له أهله شيئاً. أمّا هو فارتمى على سريره ونام. وعندما استيقظ من نومه قال لوالده: - يا أبي، حصل ما حصل..... يجب الآن إصلاح السيّارة والكلفة كبيرة. قال له: - أنتَ تعلم يا ولدي أنّني مديونٌ، وأَخواتِكَ ما زلنَ على عاتقي..... ماذا سيحِلُّ بنا؟ - ماذا أفعل أنا، يا أبي؟ - إفعل ما تريد. أنتَ بالغٌ وعاقلٌ. إرحَلْ إلى كندا لِتحصل على المال، إلخ... - لا أستطيع، قال له. يجب الآن إصلاح السيّارة. - لا أدري، قال له، رتِّب أنتَ أُمورك. إستغرب الولد قَوْل أبيه ورَحَل..... ذهب، فوجد ربَّ عملِه وقال له: - يا سيّدي، حصل ما حصل معي. لن أَترك عملي، فلا تتعاقد مع غيري. - حسناً، حسناً، يا بنيّ!! - ولكنّني أُريد مالاً. - نعم، ولكنّكَ تريد الرحيل. وتوقيع والدِك واجبٌ. - أنا سأُوقِّع لكَ. والدي لا يتدخَّل. هذا ما قاله لي. سأعمل أنا وسأفيكَ مالكَ. أليس ما حصل أعجوبة من الله؟ وعندما عادت الأمّ مجدَّداً قلتُ لها: - نجحت الطريقة التي اتّبعناها وصلاتنا سُمِعت من الله. والحادث كان من الله وسيبقى الولد في البيت وسوف يعود إلى رشده. هكذا حصل من خلال صلاتنا. حصلت أُعجوبة. صامَ الأهل وأقاموا الصّلاة والصّمت ونجحوا. ثمّ بعد فترة قصيرة أتاني الولد دون أن يوجّهه أحدٌ من أهله. أصبح يورغو عنصراً جيّداً وهو يعمل الآن في شركة طيران وأسّس عائلةً صالحةً |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أكتر 7 طرق واضحين ربنا بيكلمنا من خلالهم 😍👇 |
يشوع يتحدث إلى جماعة إسرائيل كرجال ناضجين |
إله الرعاية (ع15) |
زوّادة اليوم: كونوا واضحين متل الشّمس : 15 / 10 / 2019 / |
الرعاية.. |