رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جئت لأتمم مشيئتك
فى المزامير 37 – 38 يتحدث المرتل عن انتظار الرب ، فقد عانى داود النبى الكثير من شاول وأبشالوم وخيانة أخيتوفل الخ ..... والآن إذ تمتع بالخلاص بعد معاناة قاسية ، خاصة على يدى إبنه المتمرد أبشالوم ، تحولت مراثيه إلى تسابيح شكر يقدمها بوحى الروح القدس . تعتبر تسبحة الشكر هذه مزمورا مسيانيا حيث تركز على شخص السيد المسيح وعمله . وتشهد الرسالة إلى العبرانيين ( 10 : 5- 10 ) أن السيد المسيح هو المتحدث هنا حيث يقدم خبراته ، يقدم نفسه بكونه ذاك الذى جاء ليتمم إرادة الآب ، والذى نزل إلى الجحيم ، إلى عمق طين الحمأة ، يحمل خطايا شعبه . كما يقدم الشكر بقيامته ، مقدما التسبحة الجديدة التى يترنم بها شعبه الذى خلصه ونجاه . يعتبر هذا المزمور من أروع المزامير ، يجب ربطه بمزمور الآلام المجيدة ( مز 22 ) الذى يرتبط بتسبحة القيامة . " انتظارا انتظرت الرب ، فاصغى إلى ، وسمع تضرعى " [ 1 ، 2 ] . تكرار الكلمة " انتظارا انتظرت " يكشف عن الجدية والمثابرة ، وقد استخدم الرب ذات الأسلوب حينما أعلن " شهوة أشتهيت أن آكل الفصح " لو 22 : 15 . لعل المرتل أراد أن يقول إنه إذ سقط تحت عبء آلام وضيقات لا قدرة لإنسان أن يخلصه منها ، ولا رغبة له فى تدخل ذراع بشرى لخلاصه ، لبث ينتظر مترقبا بإيمان يد الله التى تجرح وتعصب ( أى 5 : 18 ) ، تسحق وتشفى . يقدم لنا السيد المسيح نفسه مثلا فى انتظاره للأب ، مسلما إرادته بين يدى الآب ، سواء فى بستان جثسيمانى أو اثناء المحاكمة وهو الإله المعبود يصلى كما نصلى نحن ، ويصرخ كما نصرخ ، ويطلب أن تتم إرادة الآب فيه ، مع أنها واحدة مع إرادته ... ينتظر كمن يحتاج إلى عون ، وهو حامل الكل بقدرته ، وذلك كنائب عنا يعمل لحسابنا وبإسمنا وكمثال لنا ، إذ يقول الرسول : " الذى فى أيام جسده ، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه " عب 5 : 7 . إنه يعلمنا كيف نغلب وسط آلامنا وفى صراعنا الروحى لننال الأنتصارات المجيدة . " واصعدنى من جب الشقاء ، ومن طين الحمأة " [ 2 ] . فى وسط الآلام شعر المرتل أنه كما فى جب الشقاء ملطخ بالوحل ، كلما حاول رفع قدميه يغوص بالأكثر ، وليس من منقذ أو معين . إنه يذكرنا بإرميا النبى ( إر 38 ) الذى طرح فى الجب بسبب شهادته للحق . " وأقام على الصخرة رجلى ، وسهل خطواتى " [ 2 ] . الصخرة هى ربنا يسوع ( 1 كو 10 : 4 ) الذى نزل إلى الجحيم ، لا عن خطية ارتكبها وإنما لأنه " وضع عليه إثم جميعنا " ، وحملنا فيه من الجحيم بكونه الصخرة والطريق ، نتكىء عليه ونختفى فيه فلا نغوص فى طين الحمأة ، بل تتشدد أرجلنا ، ولا تزل خطواتنا . فى نور الإيمان الحى نسلك ونجاهد فى خطوات ثابتة . " وجعل فى فمى تسبيحا وسبحا لإلهنا ، فيرى كثيرون ويخافون ويتوكلون على الرب " [ 3 ] . إذ يتمتع المؤمن بالسيد المسيح الصخرة كأساس إيمانه وحياته الجديدة يختبر الحياة المقامة الغلبة للخطية والموت ، ينفتح لسانه ليترنم بالتسبحة الجديدة ، تسبحة النصرة ، اللائقة بإنساننا الجديد ، يختبر مراحم الله جديدة فى كل يوم . " طوبى للرجل الذى اسم الرب رجاؤه ، ولم ينظر إلى الأباطيل ولا إلى الوساوس الكاذبة " [ 4 ] . إذ نقبل السيد المسيح طريقا لنا نسلك طريق الصليب الضيق ، نتمتع بالحياة المطوبة لأننا لا نضع رجاءنا فى الأباطيل الزمنية وخداعات العالم الكاذبةبل فىاسم الرب المصلوب . ليكن الله رجاءنا ، فإن ذاك الذى خلق كل شىء هو أفضل من الكل ! " وأنت أيها الرب إلهى جعلت عجائبك كثيرة ، وفى أفكارك ليس من يشبهك " [ 5 ] . حتى إن قدم لنا بنو البشر عونا عن صدق وإخلاص إنما يقدمون ما لديهم من أمور زمنية باطلة ، أما الرب فيقدم عجائب كثيرة خلال حكمته الفائقة المعلنة فى الصليب : يقدم خلاصا من الخطية ، وتحررا من إبليس ، وتبريرا ، وتقديسا ، وبنوة لله ، ومجدا أبديا ! يقدم سلسلة طويلة من عجائب محبته الفائقة التى تكشف لنا عن أفكاره الإلهسة من نحونا . " ذبيحة وقربانا لم تشأ ، بل جسدا هيأت لى . والمحرقات التى من أجل الخطيئة لم تسر بها . فحينئذ قلت : ها أنا قادم . فى أرض الكتاب مكتوب : من أجلى هويت أن أعمل مشيئتك يا الله . وناموسك فى وسط بطنى " [ 6 – 8 ] . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أعني لأتمم مشيئتك، فأنت المخلص وأنت الخلاص |
مزمور 40 - جئت لأتمم مشيئتك |
+ المزمور الاربعون + ( جئت لأتمم مشيئتك ) |
من أمتلأ قلبه بحب الله |
مزمور 40 - تفسير سفر المزامير - جئت لأتمم مشيئتك |