توجهات خاطئة حول الكتاب المقدس
لنيافة الأنبا موسى
حول العهد القديم:
يحاول البعض - من خارج الكنيسة القبطية - أن ينال من قدسية العهد القديم، مدعين أن أسفاره ليست موحى بها من الله. قال بهذا بعض غير المسيحيين، وبعض رواد مدارس نقد الكتاب المقدس، وإستجاب له بعض أبناء الكنيسة القبطية. لهذا رأينا أن ننبه إلى هذا الإنحراف الخطير الذى أصاب البعض، حتى من العالم الأرثوذكسى، حتى أن أحدهم قال بجسارة: "أنا أكفر بهذا الإله الجزار
وقال آخر : "إن أنشودة اخناتون هى مصدر الالهام لداود النبى، ومنها اقتبس مزاميره" :
† "لقد رفضت الأمم التوراة لسخافتها، وعدم إنسانيتها، ولم تقبل ناموس موسى الذى ينادى بإله عنصرى غاصب غاضب. وفى نفس الوقت، قبلت هذه الأمم المسيحية، بدون توراة، كما بشر بها بولس ويوحنا، إذ قدما المسيحية متجردة من كل ما سبقها فى الفكر اليهودى".
† وقال كاتب سورى سنة 1984 : "ان المسيحى الذى يقيم دينه على التوراة، ويعتبرها الأساس أو القاعدة التى يرتكز عليها، يصبح أرضاً خصبة لتقبل كل دعاية يهودية أو تفسير يهودى للإنجيل".
† وقال آخر : المسيح أسس شريعة جديدة متكاملة تتناقض تماماَ مع شريعة موسى" ... "الدعوة للمسيحية لا تحتاج إطلاقاً إلى العهد القديم"... "إن أصابع يهودية لعبت دورها بمهارة فى كتابة وترجمة التوراة... فشهدت إضافات وضعها أحبار اليهود لتأكيد خرافات وأكاذيب، تقدس الشعب اليهودى، وتربط الإنجيل بالتوراة"...
كيف هذا بينما قال السيد المسيح: "لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإنى الحق أقول لكم، إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد، أو نقطة واحدة من الناموس، حتى يكون الكل" (مت 17:5،18). وقال معلمنا يوحنا: "إن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة، يحذف الله نصيبه من سفر الحياة" (رؤ 19:22).وقال معلمنا بولس الرسول: إن "كل الكتاب هو موحىّ به من الله..." (1تى 16:3)، وقال معلمنا بطرس الرسول: "كل نبوة الكتاب، ليست من تفسير خاص،
لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون، مسوقين من الروح القدس" (2بط 20:1،21)."وعندنا الكلمة النبوية، وهى أثبت، التى تفعلون حسناً إن إنتبهتم إليها، كما إلى سراج منير، فى موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح فى قلوبكم" (2بط 19:1).
كما قال القديس أغسطينوس: "أن العهد الجديــد مخبــوء فــى القديـم، والعهد القديم مكشوف فى الجديد".. هناك - بالفعل - صلة عضوية وجوهرية، بين العهدين