أنا فلول .. ومراتي أجندة

مريم فكرى · رقم المشاركة : ( 1 ) 19 - 05 - 2012, 01:26 PM

أنا فلول .. ومراتي أجندة

كتب : عمرو سهل
في كل بيت في المحروسة يضم ما بين جنباته إما " فل" من أصحاب دعوى الاستقرار، وهي على الرغم من كونها معتبرة ووجيهة إلا أنها في نظر الطرف الآخر من البيت الملقب من الفلول بـ "الأجندة" دعوة للتخاذل والتراجع عن أهداف الثورة.
فقرت الدخول مرتديا طاقية الإخفاء متقمصاً شخصية الأستاذ عصفور التي أداها عبد المنعم مدبولي في الفيلم الشهير "طاقية الإخفاء" حاملاً معي ورقة وقلما لأدون الحوار التالي .. تابعوا ماذا دار بين الأستاذ فلول والسيدة أجندةll
ـ "يادى الثورة وسنينها هو أنا كل ما أقولك حاجة تقوللى ما هو كل الفلول أمثالك بيفكروا كده من إمتي كان لك في السياسة بطلي زعامة الله يخليكي".
ـ وإيه دخل الثورة في اللي بأقوله ولا أنت بتطلع غلك فيها بعد ما علمتنا الشجاعة ومقاومة الظلم والظلمة.. يأكل الزوج ما تبقي من مساحة أظافره من شدة الغيظ، ويقرر أن يأخذ خطوتين للوراء متجهاً إلى الكنبة ممسكاً بالريموت كنترول متابعاً برامج التوك شو، وبمرور الوقت نسي الخلاف ودعا زوجته المشغولة مع الأولاد في مراجعة الواجبات المنزلية بصوت عال: يا "أجندة" تعالى اسمعي برنامج جامد جدا.. ترد عليه أكيد بيشكر في حبايبك الفلول اللي دمروا البلد وخربوها.
يرد بهدوء الواثق: يا حبيبتي أنا مش ضد مرشحك بس أنا خايف على مستقبل البلد وعيالنا.. وهنا تلتفت الزوجة إلي زوجها وتنظر إلي عينيه قائلة: تفتكر كده.. بس إحنا عملنا ثورة ولازم نجرب ناس جديدة بفكر مختلف، حرام دم الناس يروح هدر، أنا زيك أشاركك الخوف على مستقبل أبنائي ونفسي مشاكلهم تتحل.
ـ الزوج يبدو مقتنعا ولكنه أكثر خوفا منها علي وظيفته: يا حبيبتي أنا بأقولك الانتخابات هذه المرة على هوية دولة ومسارها ولم يعد أمامنا وقت.. ليقطع حديثهما صوت المعلق التليفزيوني معلنا رفض البرلمان وتعليقه إقرار قرض صندوق النقد الدولي لأنه من باب الربا؟!
يلتفت الزوجان إلى الشاشة في ذهول انقطع بسببه أنفاسهما ويرددا في صوت واحد :نعم...إيه..تاني
وهنا وجد الزوج ضالته والثغرة التي ينفذ منها إلي عقل زوجته: عاجبك أول القصيدة كفر، الحكاية مجرد عناد بين البرلمان والحكومة وإحنا ضايعين في الوسط.
الزوجة تشعر بالهزيمة ولكنها ترفضها معلنة: هم برضه لسه بيجربوا وأكيد عندهم حل.. انت عايز تهاجم وخلاص.
تغادر الزوجة الكنبة المقر الدائم للعائلة لإعداد كوب من الشاي، لتشرد بعينيها إلى خارج النافذة لتلتقط عيناها لافتة لأحد المرشحين المحسوبين على تيار الثورة لتدخل في حوار عميق: هل معقول أن يكون زوجي محقا فيما ذهب إليه، وأكون ممن يصفهم بالمقامرين بمصلحة الوطن، ليقطع شرودها صوت براد الشاي معلنا بلوغه مرحلة الغليان لتعود على الكنبة لتجد زوجها يضرب كفا بكف منتفخة أوداجه قائلا: أما ولاد.....
تبادره الزوجة: مالك يا فل ؟
ليشير إلى التليفزيون: أصلي ما شوفتش بجاحة كده الراجل بيقول إن الانتخابات لو أتت بمرشح غير ثوري، فسوف نشعل ثورة جديدة هي إيه الحكاية بلطجة ده ولا ايه!! أه لو يسلموني دبابة أدوس بيها على دماغهم الخربانة ديه؟!
وتجد الزوجة الفرصة لترد على زوجها وإحراز هدف في مرمي عقله: وهي ديه بقي تبقي ديمقراطية يعني ما أنت هتتصرف زيهم.. الزوجة طيب غير المحطة أنا زهقت ليقررا التحول إلى التليفزيون المحلى، ليعلن المذيع في النشرة تحسن الأحوال الاقتصادية وارتفاع مؤشرات النمو وتجاوز آثار الثورة وان البلاد على طريق التقدم والرقي.
وهنا التفت الزوجان لبعضهما وبعد دقيقة صمت يدخلان في نوبة ضحك هستيري مرددين :سعد زغلول قالها ما فيش فايدة..ما فيش فايدة....