منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 12 - 2012, 06:46 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

الأبناء وما تعكسه عليهم مواقف الآباء؟

د.فيصل غرايبه - هناك الكثير من النواحي الاجتماعية والنفسية التي تنعكس على شخصية الابن في طفولته وفتوته وشبابه من اتجاهات الآباء في الحياة ومن مواقفهم تجاه هؤلاء الأبناء، تلك الانعكاسات التي تشكل عناصر أساسية في بناء شخصية الابن وتحدد مسار الاستجابات في مواقف الابن من الآخرين ومن المجتمع والحياة بشكل عام.
إذ أن الأسرة التي يتقبل فيها الآباء والأمهات تصرفات الأبناء ويشعرونهم بالمحبة ويحيطونهم بالاهتمام وخاصة عند مواجهتهم لمشكلة أو موقف صعب، ومكافأتهم عند نجاحهم في دراستهم أو نشاطاتهم أو المهام التي توكل إليهم، بما فيها عبارات التقدير والثناء والتعبير عن ثقتهم بهم، ومسامحتهم عند ارتكاب الأخطاء، وتشجيعهم على التحصيل العلمي والإنجاز العملي، يشعر الأبناء بالطمأنينة، والثقة بالنفس ويوجد لديهم الدافعية للإنجاز، والانفتاح على المحيط والتعامل مع الآخرين بارتياح.كما أن الأبناء الذين يعاملون بمرونة وتلقائية، تتيح لهم مناقشة قضاياهم قبل اتخاذ قرار حولها، وعرض مشكلاتهم الخاصة دون تردد، ويسمح لهم بممارسة النشاط الذي يميلون إليها، ويشجعون على المشاركة مع الأقران ويعاملون دون تمييز بين الأخوة يرقون إلى حالة من الاتزان النفسي الاجتماعي والشعور بالرضا والسعادة.
إن الأبناء الذين يعيشون أجواء ديمقراطية داخل الأسرة، حيث يسمح لهم بمناقشة ما يتعلق بالحياة الخاصة بدون خوف أو خجل، ويعطيهم آباؤهم وأمهاتهم مجالا مناسبا لاختيار أصدقائهم أو زملائهم المقربين في المدرسة، واختيار ملابسهم ضمن الإطار القيمي للمجتمع، يوفرون بذلك أجواء مناسبة وراحة نفسية تساعد على إطلاق الطاقات الذهنية للأبناء، تصعيد دافعيتهم للإنتاج وبذل الجهد المفيد لهم ولأسرهم وخاصة في دراستهم وتعلمهم وزيادة خبراتهم، تستبعد فيها انفعالات الغيرة والخوف والغضب، ويحل محلها شعور بارتياح يعبر عنه بالمرح والاعتباط.مقابل ذلك فان الأبناء الذين يمارس عليهم التسلط والقهر والكبح والضغط والإكراه، فإنهم ينتقلون إلى أجواء عدم الثقة داخل الأسرة التي تسودها المشاحنات والمناكفات، تعطل الطاقات العقلية وتحد من الدافعية لديهم، وتزيد من اعتمادهم على الآخرين، إذ ضعفت الثقة الذاتية، وانعدم الشعور بالمسؤولية،مع انعدام الرغبة لديهم في أداء أدوارهم الاجتماعية،ولا يشعرون بالانتماء إلى أسرهم لأنهم يشعرون بأن آباءهم لا يحبونهم، وينطوون على أنفسهم، و يستبدلون النجاح الواقعي بالنجاح التخيلي أو الموهوم، مما يسبب حالة عصابية أو نفسية مضطربة.
وليعلم الآباء أن الأبناء الذين يمكنهم آباؤهم من الاستقلالية،ويشجعونهم على إدارة شؤونهم بأنفسهم،وتحقيق أهدافهم دون الاعتماد على الآخرين، والتصرف من غير مساعدة أحد،وترك الحرية لهم باختيار أصدقائهم،والدفاع عن حقوقهم، وتقدير اقتراحاتهم حول الأمور الخاصة بالأسرة، وتشجيعهم على المبادرة وعلى تحمل المسئولية تعزز ثقتهم بأنفسهم لتولي أدوار قيادية في الأعمال الجماعية وفي اختيار هواياتهم وميولهم الشخصية بأنفسهم وتحديد سبل ممارستهم لها،إذ أن التنشئة الاجتماعية على هذا النحو تساعدهم على تحقيق ذواتهم،وتنمي فيهم القدرة على مواجهة المواقف الحياتية المختلفة بثقة واقتدار وبدون توتر.
إن عملية البناء السليم للشخصية الابن ليست سهلة وليست محددة بقوانين ومعالم، وهي تتطلب الدراية والأناة والحكمة من الآباء.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نصائح لتعامل الآباء مع اكتئاب الأبناء
ما يزرعه الآباء يحصده الأبناء
كيف يجب أن يتعامل الآباء المؤمنين مع موت أحد الأبناء؟
جرائم الأبناء برعاية الأباء والأمهات!
توارث الأبناء لخطايا الآباء


الساعة الآن 10:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024