"هذه أسماء الأبطال الذين لداود .. بناياهو بن يهوياداع .. هو الذي ضرب أسدى موآب... فجعله داود من أصحاب سره"
(2صم 23: 8 ، 20-23)
هذا البطل نجده يتميز بسبعة أمور تشير جميعها إلى ربنا المعبود: في شخصه وفى عمله، ذاك الذي هو موضوع الكتاب المقدس كله.
1 - بناياهو .. ابن: مما يذهب بأفكارنا مباشرة إلى "الابن" الوحيد الحبيب؛ الذي هو في حضن الآب (يو 1: 18 ) .
2 - ذي بأس: أي الشجاع، الذي فيه القوة والعز، صورة للذي ذهب في مشوار طاعته لمشيئة أبيه حتى موت الصليب بخطوات ثابتة، لا يخشى أحداً، بل نسمعه يقول عن تلاميذه في البستان "إن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون" (يو 18: 8 ) .
3 - كثير الأفعال: أو "المآثر الحلوة"، وليس كثير الأقوال نظير الكثيرين اليوم. قيل عن موسى إنه "كان مقتدراً في الأقوال والأعمال" (أع 7: 22 ) ، أما بخصوص المسيح فنقرأ "جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلـِّم به" (أع 7: 22 ) . لقد سبقت أفعاله أقواله، فعاش كما قال (أع 7: 22 ) .
4 - من قبصئيل: خرج هذا البطل من قبصئيل والتي تعنى "حزمة" أو كومة الله"، كرمز لبطل الدهور كلها والذي خرج من عند الآب وقد أتى إلى العالم (يو 16: 28 ) .
5 - ضرب أسدى موآب: صورة لنُصرة المسيح على العدو مرتين: في البرية، وفى البستان قبل أن يواجهه أخيراً في الصليب.
6 - نزل وضرب أسداً في وسط جب يوم الثلج: ومَنْ الذي "نزل" ليضرب العدو الأشرس (الشيطان) سوى ربنا يسوع، الذي احتمل ليلة شديدة البرودة هي ليلة آلامه، ختمها ببرودة الموت، بعد أن قاسى برودة الترك من أحبائه، بل وأقسى من ذلك الترك من إلهه في ساعات الظلمة الرهيبة. إن نُصرة بناياهو هنا تشير بوضوح إلى نُصرة المسيح على العدو المرعب، في الموقع المرهب، وفى الزمن الأصعب.
7 - وضرب رجلاً مصرياً ذا منظر: وكما حدث بخروج الشعب إذ خلص من فرعون [الشيطان]، ومن مصر [العالم] ذي المنظر، هكذا المسيح بعمله أنقذنا من هذا العالم الحاضر الشرير، إذ صُلب لنا وصلبنا له (غل 1: 4 ، 6: 14). واليوم، بعمل المسيح، أمكننا الانتصار على كل الأعداء: الجسد (موآب)، والشيطان (أسد الجب)، والعالم (المصري).