رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"إذاً بقيت راحة [سبت] لشعب الله" (عب 4: 9 ) تحدَّث الرسول في عبرانيين 4 عن ثلاث راحات مختلفة في الماضي، ضاعت كلها: أولاً: راحة الخليقة التي تشوهت بدخول الخطية (ع3،4). ثانياً: راحة كنعان التي خاب الشعب في امتلاكها لعدم الإيمان (3: 11، 18، 4: 3، 5، 6). ثالثاً: راحة الملك التي فشل فيها الشعب أيضاً وسُبى إلى بابل (ع7، 8). من ثم يتحدث الرسول في ع9 عن الراحة الباقية، فيقول "إذاً بقيت راحة لشعب الله". والرسول يتحدث هنا عن الراحة كشيء مستقبل. فنحن الآن لا نعيش في سبت الراحة، بل في أيام العمل والاجتهاد، وهذا ما يوضحه الرسول "لأن الذي دخل راحته استراح هو أيضاً من أعماله، كما الله من أعماله. فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة" (عب 4: 10 ، 11). من هذه الآية نفهم أننا لم ندخل تلك الراحة بعد، التي يقول عنها الوحي إنها راحة الله، والتي سندخلها عن قريب جداً بمجرد أن يأتي المسيح فينتهي التعب تماماً. والكتاب المقدس يتحدث عن راحات مختلفة للمؤمن: راحة الضمير؛ وهذه حصل عليها كل المؤمنين بغفران خطاياهم، وعلى حساب دم المسيح. ثم راحة القلب ننالها بحياة الشركة، وهى التي أشار إليها المسيح (متى11: 29) عندما قال "تجدوا راحة لنفوسكم". وكذلك راحة الجسد؛ وهذه نحصل عليها عند لحظة الانطلاق لنكون مع المسيح (رؤ14: 13) . لكن لازالت أمامنا راحة الله نفسه في نهاية الرحلة. من الجميل أن ندرك هذه الحقيقة المعزية، أننا تمتعنا براحة النعمة، لكننا لم نبلغ بعد راحة المجد. ففي السماء ننتظر راحة الله وذلك عندما نفرغ تماماً من كل ما يتعلق بالخطية وبالإنسان وبالعالم. ليس هنا إذاً المكان المناسب للراحة، وطالما نحن في عالم البؤس والخطية فلا مجال لراحة الله الـمُحب بعد، لكن بقيت راحة سبت لشعب الله. وهذا يذكّرنا بأول سبت في الكتاب المقدس حيث لا يذكر الكتاب فيه مساء وصباح، كما أنه لن تعقبه أيام أخرى، بل أبدية في السعادة والفرح مع المسيح. لي راحة بقيت عنـده أسعى لكي أرى مجده هذا انتظاري لا بعده غايتــــــــي المسيــــــــــح |
|