رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجارب في حياتك جاء المسيح الى يوحنا المعمدان ، الى الاردن ليعتمد منه ، وخطا في النهر واحنى رأسه وصب يوحنا الماء عليه . " وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ " انشقت السماوات ، والروح ، روح الله نزل مثل حمامة ٍ عليه ، وصار صوت ، صوت ٌ من السماء : " أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " ( مرقس 1 : 11 ) السماء انشقت ، انفتحت وروح الله نزل بشكل ٍ ملموس ٍ محسوس ، وصوت الآب يُعلن ويؤكد ويصرّح : هذا هو الابن الحبيب الذي يُسر به . وبعد ذلك في ذروة الاعلان ، للوقت ، في الحال " أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ ، وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ . وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ." من الغلبة والنصرة والمجد الى القفر والبرية والوحوش والشيطان . عجيب وغريب عمل الروح ، وسط النجاح والفوز والرفعة ، للوقت يخرجنا الله الى البرية ، الى الانعزال والانزواء والتجارب . بالأمس نحلّق في سماء البهجة ، واليوم نغوص في اعماق الألم ، وهو .. هو ، الروح الذي ينزل من السماء المفتوحة . هو .. هو ، الروح الذي يقودنا الى البرية الجافة . الصوت الذي يُعلن انك ابنه الحبيب الذي سُرّ به . نفس الصوت يدعوك أن تمر في بوتقة التجربة . للوقت حالا ً ، ما ان نرتفع حتى ننخفض . ما ان نعلو ونسبح في الاعالي وسط سحاب الفرحة حتى نجد انفسنا نحط على ارض ناشفة جافة ٍ مليئة بالاشواك . وفي الحالين الروح هو الذي يرفع وهو الذي يُخفض . والله الذي يسمح بالتحليق وهو الذي يسمح بالهبوط . التجارب في حياتك ليست صدفة ، ليست عشوائية . الله لا يسمح للشيطان ان يتلاعب بك ويلهو . التجارب في حياتك مقصودة ، مدبرة ، مرتبة ، معدّة ٌ تماما ً . يجعلك الروح تمر بها ليهيئك لعمل عظيم مجيد يعدّك له . يدربك على النزال ، على الصبر ، على التسليم الكامل له . واعلم ان التجربة تقويك وتدربك وتؤهلك للنصرة . في التجربة تخدمك الملائكة ، في التجربة تسندك يد الله . |
|