رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجمع آرل وبداية إضطهاد قسطنطيوس للبابا أثناسيوس
يقول البابا أثناسيوس فى كتابه عن تاريخ الأريوسية الجزء الرابع (3): [ حنث أورساكيوس وفالنس : لم يستطع ورثة أفكار يوسابيوس وأتباعه فى التخطيط والإنحطاط الأخلاقى أن يحتملوا السلام الذى بدأ يستتب بين اثناسيوس ( البابا يتكلم عن نفسه ) وبين الأساقفة الذين بلغ عددهم أكثر من 400 أسقف - بحسب تجمعهم فى سرديكا / صوفيا (4) - من روما العظمى وكل إيطاليا وكالابريا وأبيولا وكامبانيا وبروتيا وسردينيا وفورسيكا وكل أفريقيا ، مع اساقفة الغال ( فرنسا) وبريطانيا وأسبانيا وعلى رأسهم المعترف العظيم هوسيوس مع أساقفة باتونيا ونوريكم وسيسيكيا ، ودلماطية ، وداردانيا وداسيا وموسيا ومكدونية وتساليا وأخائية وكريت وقبرص وليكيا ، ومعظم أساقفة فلسطين وأبشوريا ومصر وطيبة وكل ليبيا والخمس مدن . وهكذا لم يطق هؤلاء المارقون هذا التجمع السلمى الكبير ، فإمتلأوا حسداً وحقداً وخوفاً لئلا يفلت من مصيدتهم الذين وقعوا فى غوايتهم وتبدأ ضلالة هرطقتهم تنفضح وتقاوم فى كل مكان . وفى سنة 351 م إستطاع هؤلاء المارقون أن يستميلوا أورساكيوس وفالنس ، فعادوا إلى قيئهم الأول وتمرغوا فى حمأة سلوكهم غير الشريف ، وكانوا يتحججون لحياتهم بحياتهم المعيبة هذه بخوفهم من الأمبراطور قسطانس الكلى القداسة !! ولكن إن أخذنا بعذرهم هذا فما الذى أجبرهم أن يخونوا زملائهم ؟ ولكن لم يكن من سبب للخوف بل هو الكذب والغش ، هذا بحد ذاته يجعلهم بالحق تحت الدينونة ! لأنه ما من جند ذهبوا إليهم ولا أمراء ولا كتيبة ولا حتى المبراطور مر بهم ، ولا أحد دعاهم أن يكتبوا هذا الخبث بأيديهم ، ولكنهم بمحض إرادتهم ذهبوا إلى روما وسجلوا على أنفسهم فى وثائق الكنيسة دون أى عوامل لتخويف أو ضغط ، حيث لم يكن هناك داع للخوف إلا الخوف من الرب وحده ولا ضاغط إلا من حرية الضمير ، وبالرغم من أنهم عادوا مرة أخرى للأريوسية ولكن للأسف ، فإن عذر الخوف الذى قدموه .. وهذا عذر غير شريف بحد ذاته ، ليسلكوا هذا السلوك المعيب لم يكن داعياً لهم للخجل ] (4) ويقول البابا أثناسيوس أيضاً : حدث الإمبراطور قسطنطيوس فى أقسامة [ لقد جمع هؤلاء الأساقفة المارقون ( الأريوسيين) أنفسهم وذهبوا إلى الإمبراطور قسطنطيوس وتوسلوا إليه ضدى ( أثناسيوس) قائلين إن أثناسيوس أرسل رسائل ضد هؤلاء الأساقفة إلى جميع أنحاء العالم ، وإن الغالبية العظمى من الناس قبلوا الشركة معه ( أى معى) وحتى الذين كانوا معنا إستمال معظمهم والباقون على وشك أن ينضموا إليه ، وهكذا سنبقى لوحدنا وليس نحن فقط بل وأنت أيضاً سيلصق بنا تهمة أننا هراطقة ، والآن يتحتم أن تقمع هذا الرجل وتناصر عقيدتنا ( الأريوسية ) لأن هذا يعينك كملك هكذا كانت رسائلهم الأثيمة غير الشريفة ، ولما كان الإمبراطور فى طريقة لمحاربة ماجنتيوس ( سنة 351 م) لاحظ مقدار ترابط شركة الأساقفة جميعاً مع أثناسيوس ، فطار صوابه وإشتعلت نار الحقد فى قلبة ، وفى الحال غير رأيه وصمم على الحنث فى قسمه وتناسى كل ما كتبه (لى) بخط يده وإستهان بالواجبات التى قطعها على نفسه تجاه ذكرى أخيه ، لأن قسطنطيوس فى خطاباته لأخيه وفى مقابلته لأثناسيوس أقسم أنه لن يتصرف إلا بحسب رغبات الشعب وما يوافق عليه الأساقفة ، ولكن لأنه إذ كان ذا اخلاق دنيئة أخذته غيرته لكى يتناسى كل وعوده وأقسامه ورسائله ، كما صنع فرعون قديماً مع شعب إسرائيل حتى هلك مع كل مشيريه ] (5) المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 235 وما بعدها (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) Athanas., Hist of the Arias. IV, p. 279. (4) Athanas., Apol. countra Arianas. 50. note 10 . (5) Hist. of the Athanas> IV. p. 279. (55) Ibid. p. 280. |
|