رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوالى يبحث بنفسه عن أثناسيوس
[ وعرض من الأمور غير المبهجة .. أن الأمبراطور قسطنطيوس أبن قسطنطين الكبير مال إلى إعتقاد آريوس الكافر بابن الإله وحركه الأريوسيين الذين كانوا عنده فى القسطنطينية ، وهم أيضاً كان يحركهم أبيهم الشيطان ، أن يرسل ليستحضر أثناسيوس أسقف الإسكندرية إلى عنده ويصيرة أن يضبط إعتقاد آريوس ، فإن هو أجاب ثبته على كرسيه ، وإن عصاة نقاه ورتب فى موضعه غيره ، وإن الملك أصدر منشوراً إلى أرتاميوس وإلى الإسكندرية ، وهذا كان أريوسياً أيضاً ، يقول له عند وقوفك (قائتك) على كتابنا هذا للوقت والحين تقبض على أثناسيوس الأسقف وترسله إلينا مع من تثق فيه ولما وصل الكتاب للوالى أهمل جميع أشغاله وبحث عن الأسقف فى مواضع كثيرة فلم يجده ، وكان يتقصى عليه من كل أحد ، فقيل له إنه كان يكثر من ذكر رهبان طبانسين ، ويميل إليهم ويودهم لعله يكون قد أختفى عندهم ، وأن الوالى نهض بذاته وأخذ معه جنده وأصحابه وركب فى البحر وتوجه إلى هناك ، وكان يومئذ الطوباوى تادرس قد أخذ قوماً من أخوة بافو وركبوا فى مراكب بحرية وقصد إفتقاد الأديرة ، فصادف الدوقس وهو صائر إلى دوناسة ، وسلم عليه وجاز من حيث لم يعلم تادرس إلى أين هو متوجه ، ولا الوالى قال له شيئاً ، فلما حصل تادرس بقرب الدير الفوقانى المعروف بكابور ورأى من بُعد نازح الوالى أيضاً وهو سائر فى البحر ، فعلم وقتئذ بالنعمة الساكنة فيه ما قد حدث ، وأن الوالى متوجه إلى دير طبانسين يطلب الأسقف ، فخير الأخوة الذين معه فى الأمر ، فقالوا يجب أن نرجع إلى ديرنا فى بافو لئلا يجئ الوالى هناك ويزعج الأخوة ولنسرع لكى نسبقه ، فأجابهم تادرس قائلاً : قد قطعنا هذه المسافة البعيدة وجئنا إلى هنا وقربنا من الأخوة الذين كانوا قصدنا فلنتمم بمعونة الرب خدمتنا ولا نرجع من طريقنا ، والرب هو المدبر والحافظ لنا ولأخوتنا الذين فى بافو والذين فى كل موضع ، وساروا فى طريقهم وأما الوالى أرتاميوس فوصل إلى طبانسين ليلاً ونزل بظاهر الدير ورتب الجند رماه القسى أن يحاصروا الدير ويحرسوه لئلا ينزل من كواه إنسان ، وجلس هو وأصحابة الخصيصيين به بمعزل . أما ألأخوة فى داخل الدير فجبنوا كثيراُ إذ لم يعلموا ما هو حادث ، ولما أضاء النهار أستعى الوالى بقوم من الرهبان المقدمين فيهم وقال لهم بواسطة ترجمان : " أين هو أبوكم ؟ " فأجابه الأب باكسيوس الذى كان قد شجع الرهبان قبل خروجه من الدير عندما نظر جبنهم وقال لهم : " تقووا بالرب ولا تخافوا " وقال للدوق : أيها السيد ، ابونا غائب فى بقية الأديرة لإفتقاد الأخوة " فقال الوالى : وأين الثانى منه " فأورده الأب بصرفتين الأقنوم الكبير ، فقال له الدوق بمعزل : " قد وصلنى أمر أمبراطورى بأن أقبض على الأسقف أثناسيوس وأرسله إليه ، وطلبته فلم أجده ، وقد قيل لى أنه عندكم فأعطونى إياه وكونوا معافين " فأجابه الأب بصرفتين قائلاً : " اما اثناسيوس الأسقف فهو أبونا ومقدمنا لكنى ما أبصرت له وجهاً ولا أعرفه ، ولا جاء عندنا ، وها الدير بين يديك فتشه لتعلم صحة قولى " فأمر الوالى بتفتيش الدير مهلاً مهلاً فلم يجده ، وعندما أراد الخروج قال للرهبان : " هلموا كلكم وأعملوا على صلاة وكان معه أسقف أريوسى عرفه بعض الأخوة ، ومن ألسقف أستدلوا ان الوالى أريوسياً أيضاً .. فأجابوه قائلين : " لا يمكننا ذلك لأن معنا وصية من أبينا أن لا نصلى مع من كان أريوسياً ، ثم أنفصلوا عنه ، ثم عملوا الأسقف وحده صلاة وجلس مع الوالى والأسقف وأصحابه . وبينما هم جلوس قفز الوالى وحده من بين الجماعة كهارب مكدود وكان فزعاً لأن منخره كان ينزل منه الدم وكان يقول : " بالكاد أفلت من الموت لأجل الرؤيا التى ظهرت لى الآن ، إلا أن الرب شاء أن يترك حياتى ، وعلى هذا الحال ترك الدير ورحل عنه ، وأما ألاب تادرس فلما رجع إلى الدير وسمع ما كان مجد الرب (3) ] المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 272- وما بعدها (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) سيرة القديس باخوميوس وتعليمه - طبعة سنة 1891م ص 157 - 158 |
|