رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبّة الله الثالوثي للبشر الإصحاح الخامس عشر من إنجيل معلّمنا لوقا يحوي حديثًا شيّقًا للسيِّد المسيح مع العشّارين والخطاة الذين كانوا يلتفُّون حوله، ويحبُّون سماع كلامه.. وهو أيضًا حديث مملوء بالأسرار العميقة، ولكن من خلال ثلاث قصص بسيطة، أو هي ثلاثة أمثال، أراد بها الرب أن يكشف عن محبّة الله الثالوثي للبشر، وهي مَثَل الخروف الضال، ومَثَل الدرهم المفقود، ومثل الابن الضال والأب الحنون...... بقية لقاء المحبة مَثَل الخروف الضال يُعَبِّر عن محبة الابن الذي نزل من السماء لكي يبحث عن الإنسان، ويردّ إليه الجنس البشري الذي هو الخروف الضال.. ومَثَل الدرهم المفقود يقود فيه نور الروح القدس الكنيسة، لكي تفتِّش عن الدرهم المفقود حتى تجده وتفرح به.. ومَثَل الابن الضال فيه تظهر محبة الآب وأحضانه المفتوحة للخطاة التائبين. ففي هذا الإصحاح صورة رائعة لعمل أقانيم الثالوث القدّوس من أجلنا، ومحبّته الفائقة من نحونا..! المَثَل الأول: الخروف الضال.. يؤكِّد العديد من آباء الكنيسة الأولين أنّ الخراف المائة هي خليقة الله العاقلة.. التسعة والتسعين هي الملائكة، والخروف الذي ضلّ هو الإنسان. لذلك أرسل له الله ابنه الوحيد متجسِّدًا إلى العالم لكي يردّه إلى الشركة مع باقي الخلائق السماوية العاقلة مرّة أخرى.. ويوجَد في صلوات الكنيسة ما يؤكِّد هذه الفكرة.. فهناك صلاة يصلِّيها سِرًّا الأب الكاهن الخديم في كل قدّاس قبل صلاة الصُلح، وهو واقف عند باب الهيكل، تُسمَّى صلاة الحِجاب، يقول فيها: "يا الله الذي من أجل محبتك للبشر.. أرسلت ابنك الوحيد إلى العالم، ليردّ إليك الخروف الضال، نسألك يا سيّدنا، لا تردّنا إلى خلف إذ نضع أيدينا على هذه الذبيحة المخوفة غير الدمويّة، لأننا لا نتّكل على بِرّنا بل على رحمتك؛ هذه التي بها أحييت جنسنا. نسأل ونتضرّع إلى صلاحك يا محبّ البشر، أن لا يكون لنا دينونة.. ولكن محوًا لخطايانا، وغفرانًا لتكاسُلنا..". لذلك فإنّ هذا المثل يكشف عن محبّة الابن لنا نحن البشر. المَثَل الثاني: الدرهم المفقود.. وهو المَثَل الذي يَظهر فيه عمل ومحبّة الروح القدس كقائد ومُرشِد ومعين للكنيسة لكي تبحث وتفتِّش باجتهاد عن أي درهم مفقود، حتّى تستعيده بفرح.. المَثَل الثالث: الأب الحنون وابنه الضال.. وسنلاحظ من البداية أنّ القصّة تبدأ بإنسان كان له ابنان.. فمحور المَثَل هو الأب وليس الابن.. هو أب غني في محبّته.. لا يفرغ ما عنده من خير، ولا ينتهي ما عنده من حُب.. يحترم حرّية أولاده واختياراتهم.. يعطيهم بفيض، ويقدِّم لهم أفضل ما عنده.. ينتظر بلهفة عودة الغائب، ويخرج ليراضي المتمرِّد ويتفاهم معه.. لا يريد أن يخسر أحدًا من أبنائه، مهما شَذُّوا في اختياراتهم.. لا يبحث في أخطاء أولاده وماضيهم الرديء، بل يفرح بتوبتهم وعودتهم إلى بيت العِزّ والأمان.. يريد أن يفرح مع أبنائه باستمرار، يفرح بخلاصهم وعودتهم من طريق الضلال والموت، ويفرح بإقامة ذبيحة ثمينة لهم ليأكلوا ويشبعوا ويفرحوا معه، فهذه الذبيحة هي خُبز البنين، هي ذبيحة الصليب المبذولة من أجل حياة العالم..! هذه هي محبّة الآب بكلّ وضوح.. هي محبّة ليس لها مثيل في العالم، محبّة تأسُر النفس وتملك على القلب، محبّة تُشبع الإنسان فلا يعود يحتاج إلى محبّة أخرى غريبة.. نحن أسرى محبّة الثالوث القدُّوس.. وبمرور الوقت، ومع النمو في عِشرته كل يوم، نتمتّع أكثر فأكثر ونتغذّى بهذا الحُب، ويظلّ هو غذاءنا إلى ما لانهاية..!! القمص / يوحنا نصيف |
12 - 12 - 2012, 01:27 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: محبّة الله الثالوثي للبشر
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
12 - 12 - 2012, 08:30 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: محبّة الله الثالوثي للبشر
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل
|
||||
|