رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العنخ مفتاح باب الحياة الآخرة والصليب / مقياس النيل
العنخ مفتاح باب الحياة الآخرة والصليب (1) وقد كتب سقراط بعد ذلك الفقرة التالية عن هيكل سيرابيس : - عندما تهدم هيكل الإله سيرابيس وأصبح أنقاضاً وجد نقش على إحدى حجارته عليه كتابة باللغة الهيروغليفية ورسم على شكل صليب وهيئته تماماً فلما رآها المسيحيون والوثنيين قال كل فريق منهم أن هذا الأثر لع علاقة بديانتنا ، فالمسيحيون يعتقدون أن الصليب علامة الفداء وتذكار الخلاص الذى قدمه المسيح لخلاص الجنس البشرى ولذلك قالوا ان هذه الإشارة التى وجدت على هذه الحجارة تدل على ديانتنا ، أما الوثنيون فقالوا : " أن هذه العلامة تدل على أن سيرابيس هو المسيح فى آن واحد ، وذلك لن العلامة مشتركة بين المسيحيين فى الهيئة والشكل وبين العبادة الوثنية " ولكن كانت هناك كتابة هيرغلوفية على الحجارة وبينما كان الطرفان يتباحثان ويتجادلان فى هذا الشأن جاء وثنى إعتنق المسيحية وكان ملما بقراءة اللغة الهيروغليفية واللهجات المصرية القديمة فترجم لهم هذه الكتابة الموضوع بشكل الصليب وإذا هى " مفتاح الحياة " فلما سمع المسيحيين هذه الترجمة قالوا لم يبق دليل بعد على أنها تشير إلى ديانتنا وإنها وضعت عنها ، ثم ظهرت كتابات أخرى باللغة الهيروغليفية أوضحت معنى شكل الصليب هذا إيضاحاً تاماً ، ومعناها هو : إنه عندما يبدأ الناس يعيشون عيشة جديدة (أى حياة جديدة غير الحياة على الطريقة الوثنية)فلا بد من سقوط هيكل الإله سيرابيس ودماره " فلما نشر ترجمة هذه العبارات على مسامع الوثنيين قبل كثيرون منهم إعتناق المسيحية معترفين بخطاياهم تائبين لربهم عما فرط منهم قبل معموديتهم " وقد أمتد كسر الصور وتحطيم التماثيل الوثنية فى جميع ربوع مصر حتى لا يجد الوثنيين معابد ينطلقون منها للأعتداء عليهم وقتلهم ، واصاب الضرر الشديد الاثار التى بناها المصريين فى العصر البطلمى والرومانى لأنها الأماكن التى كان كهنة الوثنيين يبثون فى قلوب عبدة الوثن الحقد والكره ضد المسيحيين أما ألاثار الفرعونية فقد ظل معظمها على حالها ، وأخذت التماثيل والأنصاب المعدنية وسبكت لتستعمل فى الأوانى الكنسية ، أما التماثيل الحجرية فقد حطمت ولم يتبقى منها سوى تمثال له رأس نسناس ، أقامه البابا ثاؤفيلس 2 البطريرك فى ميدان فسيح حتى يكون التمثال عبرة للمسيحيين ويعلموا من هى الآلهة التى كان يعبدها آبائهم وأجدادهم ، وكيف كانت حيوانية حقيرة وأقل قدراً وفكراً ومقدره عن الإنسان الذى هو تاج الخليقة ، ومنذ ذلك الوقت اصبحت آلهة الوثن حقيرة ومزدراة ، ولكن هذا العمل لم يعجب أمونيوس الفيلسوف والعالم الوثنى أمونيوس بنوع خاص فأخذ يتذمر ويذم هذا التشهير المعيب التى وضعت فيه العقيدة الوثنية القديمة ، وتضايق لأن عقيدته صارت هزءاً وسخرية من المصريين . أما باقى الأقاليم والقرى فكانت الهياكل الوثنية لا تزال قائمة ولم يصل إليها هذا الخراب إلا فى المناطق التى بها رهبان ، ولكن من الناحية الثرية فإن تماثيل الالهة التى كانت هى أحسن ما صنعت يد المصرى وأخر ما وصلت إليه الفنون فى ذلك العصر إذا قسناهما بالتمثالين اللذان نقلا إلى رومية قصة بومن وأخوته الستة كان بومن هذا له أخوة ستة أو سبعة (كما يقول البعض) وقد صاروا جميعاً رهباناً ، وإمتاز بومن وأحد أخوته إسمه انوف بالصيت الطيب والشهرة الواسعة دوناً عن باقى إخوتهم ، ، وحدث أن مجموعة من التدمريين الذين كانوا قد غزوا مصر قبلاً إستولوا على جميع ممتلكات والد هؤلاء الإخوة ثم قتلوه وطردوهم من منزلهم ، فر هؤلاء الإخوة طلباً للنجاة بحياتهم من هؤلاء المجرمين ثم اصبحوا بلا مأوى فى حالة بؤس وضنك وجوع شديد بلا مساعدة فجالوا فى الأرض ، إلى أنحطوا رحالهم فى هيكل مهجور فإتخذوه داراً يسكنون فيه لحمايتهم من حر الصيف وزمهرير الشتاء ، وكان انوف أكبر أخوته يتألم لحال إخوته وما وصلوا إليه من بؤس وشقاء ، وحدث أنه وجد فى هذا الهيكل البالى تمثالاً عجيب الصنع مطروحاً على الأرض بعد أن كان قائماً معبوداً من الناس من قبل وسجدت له الجباة وألصقت بالأرض إكراماً له وإجلالاً ، فرأى انوف أن يجعل هذا التمثال درساً لأخوته ويروه عظة حية لهم ، فرجاهم أن يظلوا اسبوعاً كاملاً صامتين دون أن ينطقوا ببنت شفة ولا يسألوه عما يفعله ، وكان يهب من نومه كل صباح كل يوم من أيام السبوع ويجمع أخوته حوله بالإشارة ويبتدئ برمى ذلك التمثال بالأحجار ويكسر بعض اجزاءه ثم يركع امامه ويسأله الصفح والمغفرة فلما إنتهى الأسبوع سأل إخوته إيضاحاً وشرحاً لعمله هذا فأجابهم إن هذا التمثال قد أهنته كثيراً وإحتفرته فلم يشك ولم يتزمر لأنه صنع بأيدى الناس فهو لا يعارضه فى عمله ، كذلك يجب على الإنسان الخضوع التام لإرادة الإله لإننا أعماله دون أن نعترض أو ننقم ونتضايق من تجاربه . وبعد مضى بضع سنوات على هذه الحادثة علمت أمهم أنهم ترهبنوا وأصبحوا من رهبان اديرة وادى النطرون فذهبت إليهم وطلبتهم بشوق معروف عن حنان الأمومة وسارت تعد الخطى لكى تراهم فرفض مقابلتها رفضاً باتاً ( تعليق من الموقع وتعلق مسز بتشر على هذه الحادثة تلوم هؤلاء الرهبان عن عدم مقابلتهم لأمهم فقالت : أن سبب ذلك شظف العيش وضيق الحال والمصاعب والمتاعب التى قابلتهم افقدتهم الإحساس الشريف وأضاعت العواطف الحية من قلب بومن حتى أنه أبى النظر إلى وجه أمه التى ولدته ، والموقع تعليقه على مسز بتشر أن المسيحى المصرى عندما يترهبن يصلى عليه صلاة الموتى علامة على إنقطاع صلته بالعالم وبداية حياة جديدة فى علاقة روحية مع الرب يسوع وهذا هو السبب أنه رفض رؤية امه ، وحتى يومنا هذا يرفض الراهب المصرى رؤية اى من أقاربة بعد رهبنته حتى ولو كانوا والديه ) ولكن يتقابل فى هذه الأيام الرهبان مع أقاربهم ويحضرون جنازات والديهم . وذكرت أيضاً مسز بتشر قصة مشابهة وكان لها نفس التعليق السابق وقالت : أن ابن اخت بومن حكم عليه بالإعدام فرضى الوالى بالعفو عنه إذا تدخل بومن فى أمره وطلب العفو عنه وذلك لشهرته بالعفاف والتقوى ولكن بومن رفض ولم يعبأ بتوسلات اخته التى حركت الجماد ولم تحرك قلبه بل أجاب رجائها بالعبارة ألاتية : " إذا كان الشاب يستحق الموت فليمت وإذا لم يستحق الموت فليبرئة الحاكم إذا " مقياس النيل أثناء حكم البطالسة كان مقياس النيل المقدس محفوظاً فى هيكل سيرابيس ، وبعد موت الإمبراطور قسطنطين نقل هذا المقياس إلى الكنيسة القيصرية الكبرى " سيزاريوم " ثم أعيد إلى هيكل سيرابيس مرة اخرى عندما تقلد الحكم الإمبراطور الوثنى يوليانوس الذى أطلق عليه المؤرخون أسم " الجاحد " فلما خرب هيكل سيرابيس خراباً كاملاً نقله المسيحيون إلى كنيستهم فى غحتفال باهر ، فتنبأ الوثنيون نبوءة مفادها أن ألالهة سينتقمون لأنفسهم بمنع الفيضان حتى لا يروى الأراضى ، وكان النيل قد تأخر فى الزيادة عن ميعاده السنوى فصدق صغار العقول من الوثنيين والعامة من المسيحيين أن الإله سيرابيس إنتقم منهم حقيقة وسيقتص منهم على تخريب هيكله وتحطيمه ، فقلق الناس وهاجوا حتى خشى الوالى من خطر الوثنيين وكتب يسأل المشورة من الإمبراطور إذا كان مناسباً أن يرد بالقوة المسلحة على اى تمرد يحدث ، ويكفى الحكومة ما سيحدث من تمرد بأن يجعل المقياس تحت رعاية الكهنة الوثنيين وتصرفهم ، فأجابه الإمبراطور ثيئودوسيوس 2 جواباً مختصراً مفحماً هو : " إذا كان النيل لا يفيض إلا بواسطة السحر والرقى أو بذبح الذبائح وتقديم المحرقات ، فخير له أن لا يفيض وأن تبقى مصر ظمآنة إلى الأبد " ولم يكد الإمبراطور ثيئودوسيوس 2 رد الإمبراطور يصل ويقرأه الوالى على شعب الإسكندرية حتى تغير الحال وفاض النيل بسرعة زائدة حتى غرقت بعض الأماكن وخاف الناس من الغرق إذا إستمرت زيادته وزال خطر الجفاف وخطر الثورة والمجاعة ونعمت مصر بالسلام . المــــــــــــــــراجع (1) تاج عمود في شكل سلة وحمام علامة الروح القدس مزدانة بصلبان، وعلامة العنخ المصرية القديمة التى تعنى مفتاح باب الحياة الآخرة. ويتميز فن العمارة القبطية بأنماط تيجان الأعمدة؛ وهنا عمود نحت على هيئة تاج السلة. كان العمل اليومي للرهبان في بداية المسيحية يضم طلاء سعف النخيل، لصنع السلال. ويمثل النمط التماسك والتشابك. وتزين تيجان الأعمدة برموز مسيحية كثيرة؛ تمثل السلام، والروح القدس، والصليب، وعلامة العنخ -علامة الحياة في مصر القديمة، والتي كانت تستخدم في الفن القبطي المبكر بديلا عن الصليب. (2) تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل (3) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء ا (4) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 و ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس (5) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م |
|