رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجمع إقليمى بالأسكندرية ومجمع إقليمى آخر بروما
مجمع الأسكندرية الإقليمى بعد أن باءت بالفشل كل محاولات البابا كيرلس الـ 24 لتصحيح مفهوم نسطور بطريرك القسطنطينية ، أمر البابا كيرلس عمود الدين بعقد مجمع محلى أو أقليمى من أساقفة الكرازة المرقسية للنظر فى أمر هذه البدعة وتلافى الخطر الذى يهدد الإيمان المسيحى . تم عرض المشكلة على المجمع ، كما تم قراءة الرسائل المتبادلة بين كيرلس بابا الإسكندرية ونسطور بطريرك القسطنطينية ، وتناقشوا فى امر هذه البدعة وقام البابا كيرلس بشرح وإيضاح هذه البدعة وخطورتها ، أخيرا حكم المجمع على نسطور أنه هرطوقى لخروجه عن معتقد الآباء والأنبياء والرسل الشهداء وصدر القرارات التالية بالإجماع : أولاً : إدانة نسطور على نشرة بدعة . ثانياً التمسك بدستور الإيمان الذى سنه مجمع نيقية . ثالثاً : إضافة مقدمة لقانون الإيمان تشمل العقيدة اإيمانية للكنيسة وتشمل تكريم والدة الإله وقد وضعها البابا كيرلس بنفسه ، وهى نعظمك يا ام النور " وما زالت الكنيسة القبطية وغيرها من الكنائس ترددها حتى يومنا هذا . وبعث بقرار المجمع المقدس هذا إلى سفراء الكنيسة القبطية فى القسطنطينية (شأن جميع أساقفة الكراسى الرسولية الذين لهم سفراء فى كل دولة ) فذاع القرار فى ربوع مدينة القسطنطينية ، وفرح الشعب فى عاصمة الإمبراطورية البيزنطية لما ورد فيه ، وكتبوا للبابا السكندرى يعبرون له عن بهجتهم وشكرهم لهذه القرارات التى حسمت كفة المناقشات حول هذه البدعة لصالح الإيمان القويم . نسطور يحاول ضم أسقف روما لبدعته بدأ النزاع الفكرى بين بطريرك الإسكندرية وبطريرك القسطنطينية يشتعل ، ووجد نسطور فى موقف الدفاع فأراد أن يضم إليه اكبر عدد من الأساقفة ، وخاصة أسقف روما الذى يعتبر قائداً كبيراً فى الكنيسة القديمة طبقاً للترتيب المجمعى الأخير , فبعث إلى سلسلتين أسقف روما برسالة ودية ، ونحيط علم القراء أن الثقافة اليونانية كانت مستحوذة على العالم القديم حتى بعد أن سقطت اليونان وأصبحت ولاية من ولايات الإمبراطورية اليونانية كان الرومان يرسلون اولادهم لمدرسة الأسكندرية أو اثينا لتعلم الثقافة والخطابة وسائر العلوم الأخرى ثم إنقسمت الإمبراطورية إلى قسمين وأصبحت الإمبراطورية الشرقية لغتها وعاصمتها القسطنطينية لغتها اليونانية والغربية وعاصمتها روما لغتها اللاتينية. وعندما أرسل نسطور رسالة إلى أسقف روما سلسلتين كان يعلم تماماً أن هذا الأسقف للغته اللاتينية يقف بعيداً عن المشاكل اللاهوتية التى يحدثها المتحدثين باللغة اليونانية بين الحين والآخر حيث تستعمل فيها كلمات يونانية تتكون من مقطعين أو أكثر ولها معانى ودلالات مختلفة كما أن لها معانى دقيقة وبها كلمات متشابهة تختلف فى المعنى ، ولكن الأمر مختلف مع كيرلس البطريرك المصرى ، حيث أن المصريين عندما حولوا حروف لغتهم الفرعونية أخذوا الحروف اليونانية فكان من السهل عليهم قراءة الثقافة اليونانية هذا غير وجود مدرسة الأسكندرية ومكتبتا الشهيرة . ولما كان البابا كيرلس يجيد اللغة اليونانية خاف أن يقع اسقف روما عن غير قصد فى شباك ألفاظها الدقيقة فينخدع فى تعبيراتها خاصة أنه لا أثر لهذه الدقة اللغوية فى اللغة اللاتينية فأرسل إلى يفيقه رسالة يقول فيها : أنه كان يؤثر الصمت ويتحاشى المناقشات إلا انه يشعر بأن الضرورة موضوعة عليه ، لا سيما وأن الشعب القسطنطى الواعى إستجاب لرسالته الفصحية ، وأبدى فرحت ، وإستطرد يشرح له الفكر النسطورى ويكشف له غوامضها ومستوراتها ، وفى الختام تسائل ما الذى يجب أن نعمله ونحن أساقفة الكنيسة إزاء هذا الخطر المحدق أمام هذه البدعة النسطورية ، وإزاء تمسك الشعب القسطنطينى بالإيمان الأرثوذكسى ، ثم ماهى مسئوليتنا أمام السيد المسيح إذا تهاونا . مجمع روما الإقليمى وما أن وصلت رسالة البابا كيرلس لأسقف روما (1) وقرأ محتوياتها وعرف قرارات مجمع الإسكندرية الإقليمى حتى سارع هو الاخر لعقد مجمع محلى إقليمى فى روما حضره أساقفة كنيسة غرب الأمبراطورية الرومانية ، وبدأ المجمع بقراءة رسالة البابا كيرلس ورسالة نسطور التى وصلت لأسقف روما ، وناقشوا رسائل نسطور فى التى وردت إليه تباعاً وقارنوها بشروحات البابا الإسكندرى ، وبعد التداول والمناقشة أصدروا القرارات . وكتب أسقف روما إلى اسقف مصر البابا كيرلس أخبره فيها عن إعجاب المجمع برسالتة التى وضعت الإيمان فى الطريق الصحيح ، وكشفت عن الخلافات الدقيقة اللغوية للمبتدع نسطور أسقف القسطنطينية ، وبهذا وضح الإيمان وضوحاً ملأ القلوب ثباتاً قرار المجمع المحلى بروما : *** إعطاء فرصة عشرة أيام لرجوع نسطور عن بدعته فإن لم ينثنى ويرجع عن بدعته خلالها يعد محروماً ومقطوعاً من جسم الكنيسة ، حيث أنه لم يرتضى الدواء الذى قدمه أطباء الكنيسة ممعناً فى الضلال ، وإختتم رسالته للبابا كيرلس المعلم الكبير بأنه وكل إليه أن يتصرف كما يرشده الروح القدس حيث قال : " إننا نثق إنك تتصرف بحكمتك وتضم ما لكرسينا من سلطة إلى سلطة كرسيك ، فتقدم لملاحقة هذا الخطر بقوة لا تهدأ " المـــــراجع (1) القديس كيرلس الكبير عمود الدين - كنيسة مارجرجس بإسبورتنج ص 20 |
|