رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنانية بالإيمان أم الإيمان والعطاء الفعلي أحياناً نجد أنفسنا أمام موقف معين فعلينا أن نحدد ما نصبوا اليه كي نحيط ممن حولنا بالنجدة من ويلات الدنيا ومصائبها ، كلنا قد نجد أنفسنا بمحط مسؤوليه انسان جاء يطلب العون منا رجل ام امراة كبير ام صغير ام شيخ ، فهل نفعل ما يطلبه الرب يسوع لمساعدة هذا المحتاج؟ لكن لو صنعنا المعروف ما ووجدنا ردودا عكسية فما عسانا نفعل ؟ أنطبق المثل الشهير لا تعمل المعروف لغير اهله؟ وهل علينا انتقاء عمل المعروف لأي انسان مر بدربنا ويطلب المساعدة ؟ العطاء هو ان نبادر بتقديم كل ما نستطيع لمن يطلب او لمن نحبه ، لنعطيه رسالة خاصة بمدى مكانته عندنا ومدى تقديره وحبنا له، لذلك يمكن تفسير العطاء على انه لا نعيش لأجل انفسنا فقط ، فالعطاء يشير على انه يمكن ان نمنح الاخرين مما لدينا لهذا علينا ان لا ننظر لقوة ما سنعطي بل ننظر الى مقدار ما سيحدثه عطائنا ومدى تاثيره على الاخرين. كثيرون قبل مجيء الرب يسوع المسيح جاؤوا واعطوا أو قدموا شيئا للبشرية فمنهم قدم فكرا وآخر كلمة وغيرهم سنَّ الشريعة ، ومنهم كان مرسلا من قبل الله لإيصال رسالة سماوية ، بإختصار جاء قبل العهد الجديد من اعطى قليلا او كثيرا ، ولكن هل كان هذا العطاء كاملا؟ الجواب هنا لا. ذلك العطاء لم يتعدى كونه عطاءً جزئيا ، أما العطاء التام او العطاء المطلق نراه يتجلى بصورة كمالية في المسيحية وذلك من خلا شخص الرب يسوع المسيح له كل المجد وبتعاليمه ، فهلموا بنا نرى ماهية العطاء واسسه المسيحية كما قدمه وعمله الرب يسوع. الانجيل بحسب الرسول متى ( 26:26-28 ) : يحدثنا عن حادثة مقدسة سامية تجلى بها العطاء باعظم صورة له فيقول: "وفيما هم ياكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال : خذوا وكلوا هذا هو جسدي، واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا ". وكذلك بحسب انجيل مرقس ( 22:14-24 ) ولوقا ( 19:22-20 ). في هذه الحادثة يفوق كونه عطاء من كل او بعض من كثير ، فهو عطاء الذات نفسها ، لهذا عطاء كهذا يفوق كل عطاء مادي كان ام ارضي ، فهو عطاء الحياة من واهب الحياة، وهذا العطاء يذكرنا بحادثة مماثلة بسفر البدايات (سفر التكوين) حيث جبل الرب الاله آدم من تراب الارض ونفخ في انفه نسمة حيوة .... ( تكوين 2:7 ) نفخ السيد الرب في انف آدم أي اعطاه حياة فصار آدم نفسا حيه، وبعد ان أخطأ الانسان وشوه الصورة القدسية التي منحه اياها الله ، عاد السيد الرب القدوس لاعطائه عطية عظيمة ولكن هذه المرة اعطاه ذاته " جسده ودمه الاقدسين" واية عطية اعظم من تقديم الذات ! وهكذا يكون السيد الرب يسوع المسيح له كل المجد قد ختم العطاء بطابع الكمال ، اما نحن كمسيحيين اذا اردنا ان نكون تلاميذ حقيقيين له وجب علينا ان لا نقبل عطاياه فحسب بل أن نعطي بدورنا نحن ايضا كل واحد على قدر طاقته. ان من المحتمل ان بعض الذين يعانون من التعاسة دائما يلقون اللوم على اي شيء يصطدم معهم، هذا الشعور يغمر حياة هؤلاء الاشخاص لعدم قيامهم بشيء للآخرين فكونهم لا يقبلون هذه الحقيقة فهو لشعورهم بالنقص وفكرهم المريض على انهم يلقون اللوم على الاخرين ، وهذا ما تحتوي عليه حياتنا سواء لم نكن او نحن فعلا مسيحيين فما يزيد الطين بلة هو اننا نظن ان هذه التعاسة مرتبطة بنا لاننا لا نجد من يقوم بالامور لاسعادنا من قبل بعض الاخوة ، لكن شعور كهذا هو شعور خاطئ لان الكتاب المقدس يحثنا على محبة القريب لهذا يجب ان نعلم وندرك ان السعادة ليست بما يقدمه لنا الاخرين بل مما نحن نقدم لهم لاسعادهم.الشعور بالتعاسة على اغلب المواقف قادم من محبة الذات فالكتاب المقدس لا يعلمنا هذه المفاهيم بل يشدد على اننا يجب ان نساعد الاخرين بطريقة مقدسة ما للرب. فعندما نزرع البذرة في حياة الاخرين ينتج الله حصادا بحياتنا لانه عندما نزرع الرحمة فلا نحصد بالمقابل إلاّ الرحمة. إذاً العطاء هنا ليس فقط تقدمة العشور وحسب وانما هذه التقدمة الاسبوعية او الشهرية التي اوصانا بها الله ما هي الا بداية الطريق لهذا يقول الرسول بولس في رسالته الثانية لاهل كورنثوس ( 7:9 ) : "لأن المعطي المسرور يحبه الله". فخدمة العطاء هذه ممكن ان تكون لاي شخص منا فهي متاحة للجميع لكن علينا اولا ان نقتل محبة الذات فينا ، فقد تمضي سنين عدة بالتعاسة ونعرف ما الذي ينفع والذي لا ينفع ونجرب كل الاشياء لكي نسعد لكن يجب ان نعرف ونتيقن بان الطريق للسعادة هي فقط من خلال نسيان الذات والابتعاد عن الاهتمامات الخاصة بنفسك والكف عن التفكير بما نريده وما نحتاجه. ان نكون بركة للآخرين يجب ان نكون ونعمل هذا عمدا حتى ولو لم تكن لنا القدرة مدركين بقيمة الطريق الذي نسير فيه لنكون معطائيون هو السلوك بالمحبة لوقا ( 36:10-37 ) :" فاي من هؤلاء الثلاثة نرى صار قريبا للذي وقع بين الصوص، فقال : " الذي صنع معه الرحمة"، فقال له يسوع : "اذهب انت ايضا واصنع هكذا". الرب يسوع كما راينا بمقدمة هذا الموضوع هو شخصية معطائة فان كانت لنا طبيعته بحسب ما نقول يجب علينا البحث عن فرص وهي موجودة بكثرة وخاصة هذه الايام لنكون معطائيين ولنكون بركة لهم ، فالله يهتم بالاشخاص المتألمين ويتوقع ان نهتم بهم ايضا مثله وليكون نيرنا هين للاخرين. لنتخيل اننا الان باجتماع صلاة والواعظ يعظ عن البركات القادمة لنا نرى الجميع يهللون ويهتفون فرحين ولكن اذا كانت الكلمة عن العطاء والموت عن الذات وفعل الامور للاخرين فنلاحظ الهدوء وبعضنا يشعر باليأس والملل. اخي ، اختي : السعادة التي سوف تشعرون بها هي عندما تبدأون بالعمل من اجل الاخرين وخدمتهم فابتسامة المحتاج هي ابتسامة الرب يسوع لنا على عملنا هذا. نعم نحن نعيش في عالم اناني للغاية ومحب للذات وروح الانانية مسيطر على البشر وما يشعرني بالالم ان هذا الروح تغلغل بقلب الكنيسة بهذه لايام. لوقا ( 27:10 ): فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. هنا الروح القدس يعلن لنا أمرين :- 1- ان نحب الله 2- ان نحب الناس احب الرب واحب الناس ، ان فعلنا ذلك فسننال السعادة وتستجاب صلواتنا وسيكون لنا سلطان على ابليس وان ننعم بسلام عميق ونرى مجد الله بحياتنا وباستمرار ان احببنا الله واحببنا الناس. الاجمل بهذا المقطع من الديالوج ما بين الرب يسوع المسيح وهذه الشخصية ان الرب يسوع يعطيه جوابا مليء بالسعادة والقوة " ان جوابك صحيح اعمل هذا فتحيا " والغريب هنا اننا نعرف هذه الحقيقة لكننا لا نطبقها بحياتنا ، فلنتذكر اذا ان نعمل هذا فنحيا ونستمتع بحياة فعالة مليئة بالبركة الامتناهية في ملكوت الله ونستمتع بالحياة. لم يمت الرب يسوع فقط ليذهب الى السماء وحسب فهو يريدنا ان نستمتع بالحياة ، ولا اقصد هنا بهذا ان نتسلى بل الاستمتاع بكل يوم يمر بحياتنا لانه فعلا قد انقذنا من الهلاك وغفر لنا ذنوبنا لهذا كان هذا القول بمثابة قانون السعادة. نريد السلام والفرح لاننا نعلم ان ملكوت الله هو بر وسلام وفرح بالروح القدس وهذا ما نريده ، نريد ان نرضي انفسنا ونصدق ان الله راضي عنا ولنا علاقة معه وان ننعم بالسلام ونستمتع بحياتنا وحسب ليست الامور المختلفة هي المنشودة بل ملكوت الله هو المنشود اطلبوا الملكوت والاشياء الاخرى تزاد لكم ، يريدنا الله ان نتبارك لكن ان طلبنا الامور الغير مناسبة فلن نتبارك لهذا اذ لم نكن سعداء فربما لاننا لا نفعل شيئا للاخرين ويمكن اننا نذهب الى الكنيسة دون ان نفعل شيءا للاخرين ، وسؤالي هنا :- 1- هل انت تخدم او تسدد الاحتياجات ؟ 2- هل تصغي الى ما يقوله لك الناس ، هل تصغي جيدا الى ما يحدث به الاخرين عن احتياجهم؟ 3- هل تسمح للله بان يستخدمك لتلبي هذه الاحتياجات ام تقول : استدفئ واشبع وساصلي كي يرسل لك الله من يلبي حاجتك؟ الجميع يستيطيع المساعده فالبعض يستطيع إعطاء الوقت اكثر من المال والبعض العكس. لننتقل الان الى النص الكتابي اعلاه لوقا ( 30:10-37 ) مثل السامري الصالح هنا هذا السامري احس بالشفقة على الشخص المصاب المجروح ورحمه والكتاب المقدس يقول ان الرب يسوع قد احس بالرحمة على الجموع فشفى مرضاهم ، فحين نرى اخانا او قريبنا محتاجا كيف نغلق قلبنا عنه ولا نشفق عليه ونقول ان محبة الله تسكن وتثبت فينا فقد اعطانا الله ما يميزنا عن جميع خلقه بان اعطانا قلبا رحوما ، ونحن نملك القدرة على ان نطبق هذه الرحمة او حجبها عبر ارادتنا. الرب يسوع قال لبطرس ثلاثه مرات ‘ اتحبني ‘ وكان الجواب من قبل بطرس نعم يا رب لكن بالمرة الثالثة حزن لهذا التكرار وهنا الرب يسوع كان يحاول من خلال هذا التاكيد على الرحمة والعطاء ، لنفهم هذه العبارة التي قالها يسوع لبطرس دعوني أسألكم : أتحبون يسوع؟ إذاً ساعدوا احدا وهذا هو. ماذا علينا ان نفعله لمساعدة الاخرين ، علينا ان نسأل أنفسنا هذا السؤال كل يوم فلا يجب علينا ان نقع بمطب الانتقاء بالمظهر الدينية فنصلي بالالسنة ونستشهد بالمزامير والامثال ونشارك بخدمات الكنيسة ودراسة الكتاب ، لكن ما الذي نفعله لمساعدة الاخرين؟ وهنا لنلاحظ الاية الرابعة والثلاثين من النص الكتابي "ودنا منه" فهذا السامري لم ينتظر من المجروح ليطلب منه المساعدة بل هو تقدم اليه ليساعده ، ما اجمل هذه الخطوة وهنا أرجع وأكرر أنه علينا أن نكون أحرارا من انانيتنا ومن التركيز على الذات والكف عن السؤال طيب ماذا عني انا؟ فإذا كنا نتوقع بالحقيقة الحصول على الفرح الحقيقي علينا ان نتخلص من اهتماماتنا الانانية ولنساعد الاخرين ، البعض يقع بحيلة ابليسية بانه توقف عن المساعدة والعطاء لانه قد اصيب بخيبت امل من هذه الخدمة لان الشخص الذي ساعده قد بادله الاستغلال او البعض يلاحظ استغلال الاخرين لاخ معطاء فلا يريد أن يساعد خوفا من هذا ، نعم البعض منهم سوف يستغلنا ويستغل هذا العطاء لاهدافه الشخصية لهذا علينا ان نعلم اننا نعمل هذا من اجل الرب يسوع لا الناس ، فيعلن الرب يسوع المسيح له كل المجد كل ما عملتم هذا بواحد من اخوتي فلي انا عملتموه وكل ما لم تعملوا هذا لواحد من اخوتي فلي انا ما عملتموه ، الرب يسوع يعتبر هذه الخدمة بانها امر شخصي ، ويقول الروح القدس برسالة كولوسي مهما فعلتم ايا كانت خدمتكم تمموها من كل قلوبكم وليس كمن يرضي الناس بل كمن يرضي الله عالمين ان الله وحده سيكافئم وليس الناس ، اي كل ما تفعلونه خفية سيكافئكم الله عليه علانية. نتعلم من هذا المثل :- 1- ندرك ان خدمة العطاء تكون لاي انسان كان فلا يهم جنسيته او خلفيته الاجتماعية او لونه او عقيدته الجميع بحاجة الى هذه الخدمة لكي تظهر محبة اللاب والرب يسوع التي فينا للجميع. 2- بالنسبة للرجل الجريح • بالنسبة لعالم الشريعة موضوعا للمناقشة • بالنسبة للصوص شخصا يسرقونه وينهبونه. • بالنسبة لرجل الدين مشكلة عليه تجنبها. • بالنسبة لصاحب الفندق نزيلا عليه خدمته مقابل اجر. • بالنسبة للسامري انسانا يستحق العناية به بالمحبة. فاي نظرة بعد كل ما قراته تكون لك لاخوك المحتاج؟ الرب يسوع نظر اليه بانه بستحق العناية والمحبة ونظر ايضا بما فيه نحن بشرا نستحق ان يموت لاجلنا ولم ينتظر المقابل. فما رايك؟ اتزيل الانانية منك أو؟؟؟؟؟؟؟ كامل الياس لحام |
10 - 12 - 2012, 02:05 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأنانية بالإيمان ام الإيمان والعطاء الفعلي
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
10 - 12 - 2012, 08:20 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الأنانية بالإيمان ام الإيمان والعطاء الفعلي
شكراً أختى مارى على مرورك الجميل
|
||||
|