مريم المجدليّة
إيمان وشجاعة
ولِدَت مريم المجدليّة في بلدة مجدلة الواقعة على الشاطئ الغربيّ لبحيرة طبريّة. ويقول التقليد إنّ والديها كانا من أغنياء اليهود في البلاد، وكانت تملك مزارع واسعة وأملاك. ولكنّها ابتلت بأوجاعٍ متنوّعة فحرّرها المسيح منها، ويقول الإنجيل إنّه طرد منها سبعة شياطين. فرافقت المسيح في حياته التبشيريّة في الجليل وتبعته في سفره الأخير إلى أورشليم، وكانت حاضرة في آلامه وشهدت دفنه. وكانت من أوّل شهود قيامته.
الموقف الأوّل :
كانت مريم واقفة عند القبر تبكي على المسيح. وحين ظهر لها، أعماها حزنها فلم تعرفه. فمن شدّة حزنها لم تتوقّع المستحيل: أن تراه حيّاً.
إنّ الحزن يعمي البصر والبصيرة. فحين نستسلم له، سواء بسبب حالة ألم أو صعوبة، لا نستطيع أن نرى أنّ الله حاضر وبالقرب منّا. فالحزن يولّد اليأس، ويجعل الإنسان لا يتوقّع مساعدةً من السماء. فلنطلب من الله أن يفتح عيوننا في ساعات العسر والألم لنميّز حضوره معنا، حضور قائمٍ من بين الأموات.
الموقف الثاني :
حين ناداها يسوع باسمها، عرفته للحال، وحاولت أن تتمسّك به من شدّة حبّها له. لكنّ يسوع نبّهها. فهو لا يريد من محبّيه أن يتركوا عملهم ورسالتهم ويبقوا معه كما كان رأي بطرس في السابق أثناء التجلّي. وبتنبيهه أعلمها أنّه ينبغي عليها أن تنقل بشارة القيامة إلى الآخرين
ونحن أيضاً نحبّ يسوع. نعشقه. ولا ما نع لدينا من أن نبقى معه طوال الوقت. ولكن، هل هذا ما يريده منّا؟ لا! إنّه يريدنا أن نكون رسلاً. أن نتشبّه بالمجدليّة ونحمل البشارة إلى العامل أجمع. بكلامنا وبأفعالنا، سيدرك العالم أنّ المسيح قام.