أنا الذي كنت قبلاً مُجدفًا ومُضطهدًا ومُفتريًا. ولكنني رُحمت ... وتفاضلت نعمة ربنا جدًا مع الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع ( 1تي 1: 13 ، 14)
شاول، الذي كان ينفث تهددًا وقتلاً على تلاميذ الرب، ذهب إلى دمشق لكي يقبض على القديسين ويضطهدهم ( أع 9: 1 ، 2). وكلمة «ينفث» تفيد أنه أصبح وحشًا آكلاً لحوم البشر، ومتعطشًا للدماء بسبب غيرته العمياء والزائفة لله. ولقد كان في اضطهاده مفتريًا لا يعرف الرحمة، لكن في طريقه للقبض على الآخرين، تم القبض عليه شخصيًا بواسطة يسوع الناصري، فقوبلت قسوته برحمة الله. حمدًا لاسمه، إنها النعمة التي قبضت على هذا الخاطئ العظيم، النعمة التي أصبحت أبدًا موضوع كلامه وكتاباته؛ نعمة رائعة لا نهائية ومنقطعة النظير!
لقد أبرق حوله نور من السماء، وتكلم إليه صوت، فسمع كلمات النعمة من سماء مفتوحة: إن مجد النعمة، يُشرق في وجه المُخلِّص، يُخبر الخطاة من أعلى، الله نور والله محبة.
ودعنا نلقي نظرة أخرى على تغيير شاول كالتالي:
* قُبض عليه (captured): لقد اعتقلته المحبة الإلهية. وذاك الذي اضطهد الناس حتى الموت، طاردته المحبة لتمنحه حياة أبدية. وبدلاً من وضع الآخرين للموت، وَضع مخلِّص بولس ومخلصنا، نفسه للموت، من أجل خطايانا. لقد وضعت المحبة يدها على شاول الطرسوسي وقالت: ”لقد قبضت عليك، ومن الآن فصاعدًا أنت سجين الرب، أسير المحبة“.
* أُخضع (conquered): لقد تم القبض على كثير من المجرمين وأودعوا السجون، ولكن لم يتم إخضاع العدد الكبير منهم، ولم تخضع إرادتهم. لكن بولس قال: «لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية» ( أع 26: 19 ). ويمكنه ـ بدرجة ما ـ أن يقول مثل سيده: «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت».
* سُبيَّ (captivated): فقد رُبح قلب بولس. فمحبة ذاك الذي خلَّصه استحوذت على نفسه بأكملها. فكل ما كان يفتخر به قبلاً يحسبه الآن من أجل المسيح خسارة، فهو لم يجد في يسوع فقط السعادة الفائقة في المعرفة التي تتحدى العقل، لكن محبة أشبعت كل شهوة نفسه المفدية.
* تُحكِّم فيه (controlled): أجبرته محبة المسيح من ذلك اليوم فصاعدًا ألاّ يعيش لنفسه، بل من أجل الذي مات لأجله وقام، فأصبح شغله الشاغل أن يجلب المجد والكرامة للمسيح.