07 - 12 - 2012, 02:15 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أسرة يوحنا الدمشقي ذهبي الفم والحكم الأموى بالشام
يوحنا الدمشقي ذهبي الفم-2- أرباب الحضارة ج8
الحوار المتمدن العدد 1631 - 3/8/2006م الكاتب الأستاذ / سلطان الرفاعى
احتلت اسرة بني منصور أو بني سرجون مكانة بارزة في العهد الأموي ، من منصور الى سرجون الى منصور المعروف بيوحنا الدمشقي . اذ كان الفضل الأول في تنظيم الادارة والمال في عهد الأمويين الى السريان المسيحيين ، أو ما أطلق علهم((أهل الذمة)) وأبقى معاوية في دواويين الشام الكتاب السريان . وكان على رأس ديوان المال ، وهي أهم وأصعب وظيفة في الدولة ، أسرة مسيحية هي أسرة بني منصور أو بني سرجون. وكان منصور والد سرجون على رأس المال في الشام منذ ايام الامبراطور البيزنطي هرقل .
ويرى المستشرق الأب لامنس أن الذي حدا بمعاوية الى القيام بهذه المبادرة هو كونه سليل بيت تجارة ومال ، فأراد أن ينظم أموال الخزينة ، ويحدد الهبات العمومية ، فاستعان بسرجون ابن منصور الذي أوجد نظارة المالية ، وألحق بها ديوان المقاتلة ، وعهد الى ابن سرجون الذي جدد الضرائب وكيفية جبايتها وتأمين جمعها .
فرض الاستعمار الاسلامي جزية الرقبة، أو خراج الأعناق على غير المسلمين(ضريبة عنصرية بحتة) . - --أما منصور بن سرجون أو يوحنا الدمشقي ، فعديدة هي السير القديمة المتعلقة به ؛وتبقى السيرة العربية التي وضعها الراهب ميخائيل السمعاني الأنطاكي ، والذي لم يؤلف سوى المقدمة منها ، تبقى الأهم. وثمة معلومات عن يوحنا الدمشقي وعائلته كتبت باللغتين السريانية واليونانية .
----ولكن ما هو في علم اليقين أن يوحنا الدمشقي من أصل آرامي سرياني سوري تأثر بالحضارة اليونانية كبقية أهل المدن وأتقن السريانية واليونانية والعربية وتعلق بالأرثوذكسية الخلقيدونية . وباعتقاد المؤرخين الذين أرخوا ليوحنا الدمشقي ، ومنهم بالخصوص، الأب يوسف نصرالله ، الذي ألف وكتب الكثير عن سيرة هذا القديس ، يتفقون أن ولادته كانت حوالي سنة 675م. ولُقب بالدمشقي نسبة الى مسقط رأسه دمشق، كما لُقب بدفاق الذهب ، أو ناقل الذهب، أو مجرى الذهب. وذلك لما تحويه مؤلفاته من كنوز أدبية وروحية ثمينة. وعلى الرغم من وجود المدارس المسيحية في مدينة دمشق والتي كانت قائمة على نحو مدارس الرها ونصيبين والحيرة وجنديسابور ، فقد آثرت اسرة سرجون أن تعهد الى معلمين خصوصيين تربية أولادها وتعليمهم كما كانت تفعل الأسر الغنية آنذاك.
وحسب رواية مخائيل الراهب ومن أخذ عنه، اختارت الأسرة لمنصور أسيرا من جزيرة صقلية ، وهو راهب مسيحي اسمه ((قزما)) افتداه والده سرجون ، حيث تلقى يوحنا تربيته وثقافته على يد الراهب الأسير مع أخيه بالتبني قزما أيضا. دخل يوحنا الدمشقي معترك الحياة في العشرين من عمره تقريبا، عند نهاية عهد الخليفة عبد الملك 685-705 وخلف أباه أولا .
فقد استُبدل سرجون آنذاك بأحد المسلمين وهو محمد بن يزيد الأنصاري ، --------وعلى كل حال ، فان الاعتراضات التي رفعها الحكام المسلمون من كل جهة قضت لصالح عودة المسيحيين وابقائهم في مناصبهم .
لقد اختبرنا المسلمين وتيقنا من قلة نزاهتهم واستقامتهم
فكتبوا للخليفة((لقد اختبرنا المسلمين وتيقنا من قلة نزاهتهم واستقامتهم)). مراجع:البلاذري-فتوح البلدان-طبعة القاهرة ص197. مناقب عمر بن عبد العزيز، طبعة بيكر، ص64.
وفي القرن الثامن من حكم الاستعمار الاسلامي للشام وفي عهد الغازي عبد الملك ، تم اعدام رعيم العرب التغلبيين ، لأنه رفض اعتناق الدين الاسلامي ، دين الغزاة الجدد. وأحرق زعماء الأرمن في الكنيسة التي جمعهم فيها محمد أخو الغازي عبد الملك للسبب عينه، وقتل أنستاس بن اندراوس اسقف الرها، وأمر الغازي بتحطيم الصلبان، ومنع تربية الخنازير، فأغرق سوريا بدم هذه الحيوانات. المراجع:تاريخ الرها/ر. دوفال-ص257. مخائيل السوري، الجزء الثاني ص475. منصور بن سرجون المعروف بيوحنا الدمشقي ، تعريب أنطون بي، منشورات المكتبة البوليسية ،جونية لبنان،ص97 وفي سنوات الغازي عبد الملك الأخيرة ، وكالعادة، نقض الهدنة مع البيزنطيين، وعادت الحرب بين الفريقين، وأمر الغازي عبد الملك باعدام كل الأسرى المسيحيين من جيوش بيزنطية الموجودين في سوريا.
وعلى الرغم من الاعتراف بحقوق مسيحيي دمشق لدى تسليم المدينة بواسطة منصور الأول الى خالد بن الوليد ، وكتاب الغازي خالد بن الوليد للمسيحيين بالاحتفاظ بطقوسهم ، فقد أقدم الوليد على انتزاع كنيسة القديس يوحنا من المسيحيين وهدمها .
وفي عهد الغازي سليمان 715-717 الذي فاق الوليد (عنصرية) .عمت الفوضى والبلبلة دوائر الحكومة بسبب تسريح المسيحيين وطردهم من وظائفهم . فاضطرت السلطات الى اعادتهم الى مناصبهم وقد ذكر المسعودي والجهشياري أن ابن البطريق كان بين أمناء السر . أما أقساهم وأكثرهم عنصرية ، وكره وحقد للمسيحيين.، فكان الغازي عمر بن عبد العزيز 717-720 (ويبدو أن الله عجل بأجله بسبب حقده الكبير على المسيحيين) . ومن عنصريت وحقده شرع ما يلي: رفض شهادة المسيحي ضد المسلم. منع رفع الأصوات في الصلوات. منع ضرب النواقيس. شجع الارتداد عن الدين المسيحي برفع ضريبة الأعناق أولا واعفاء المرتدين منها. لقد وقف يوحنا الدمشقي عاجزا حيال هذه الاجراءات التعسفية العنصرية، والتي مارسها الغزاة الاسلام على أهل البلد المسيحيين. ولم يطل الأمر حتى ذهب يوحنا نفسه ضحية اجراءات الاستعمار الاسلامي . فقد سن الغازي قانونا يحظر على المسيحيين أن يتسلموا وظائف رفيعة في الحكومة ما لم يرتدوا عن دينهم ، مما أوجب على يوحنا الدمشقي أن يختار بين معتقده ومنصبه ، فاستقال من وظيفته ووزع أمواله على المحتاجين والفقراء ، وابتعد الىة الأبد عن ذلك المحيط(المتسامح جدا) والتحق بدير القديس سابا الواقع في واد قريب من أورشليم خلال العام 720 على أبعد تقدير . وكان عمره يناهز الأربعين سنة تقريبا. مكانة يوحنا الدمشقي الأدبية في الأدب السوري السرياني واليوناني: -----
----- مركز الدراسات والأبحاث المشرقية د.موسى مخول مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات حضارتي السريانية
|