الهروب الكبير نجيب ساويرس ومستثمرون يعرضون مشروعاتهم للبيع.. وثورة جياع على الأبواب
استثمارات بالمليارات اختارت الهروب من السوق المحلية بعد تأزم المشهد السياسي خلال الفترة الماضية، وتحديدا بعد إصدار الإعلان الدستوري الجديد وما تبعه من أحداث دموية أمس الأول في محيط قصر الاتحادية. وكانت أحدث صفقات الهروب بيع مجموعة ontv المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس للمستثمر الفرنسي التونسي الأصل طارق بن عمار. وصفقة ساويرس لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبقتها مجموعة منصور والمغربي التي أعلنت مؤخرا قرب الانتهاء من مفاوضات مع مجموعة الفطيم الإماراتية التي تدير سلسلة "كارفور" العالمية، لبيع مجموعتها التجارية "خير زمان" و"مترو ماركت" للتجارة والتوزيع، اللتان تعدان من كبريات سلاسل تجارة التجزئة في مصر، في صفقة من المرجح أن تتجاوز ملياري جنيه. وبموجب الصفقة الضخمة، فمن المقدر أن تستحوذ الفطيم على أكثر من 90 فرعا لسلسة مترو، في الوقت الذى تتجه فيه سلاسل "زاد" المملوكة لرجل الأعمال خيرت الشاطر إلى التوسع في نفس السوق الفترة المقبلة. ولا يقتصر الأمر فقط على قطاعي الإعلام والتجارة، حيث أكد مجدي طلبة، عضو المجلس التصديري للملابس الجاهزة، أن قطاع صناعة الملابس الجاهزة يشهد هروبا واضحا لكبار المستثمرين به، مشيرا إلى أن شركات كبرى في القطاع سرَّحت أعدادا كبيرة من العمال لديها؛ بسبب عدم قدرتها على العمل في ظل الأوضاع الحالية وانعدام حالة التفاؤل بشأن المستقبل الاقتصادى للبلاد، لافتا إلى تسريح عدد من الشركات ما لا يقل عن ألف عامل للشركة الواحدة. وأضاف طلبة أن "هناك شركات كبيرة في القطاع تحاول الخروج من السوق لكن لا تجد من يشتريها في الوقت الحالي"، موضحا أن الوضع الاقتصادي في مصر أسوأ مما يتخيل الكثيرون، وأن الحكومة الحالية تسير على نفس درب حكومات ما قبل الثورة وتعمل بمنطق "الضحك على الدقون". وقال محمد جنيدي، نقيب المستثمرين الصناعيين، إن معظم المصانع تواجه أزمة سيولة حادة بسبب الاضطرابات السياسية الحالية، موضحا أن عددا كبيرا من المصانع العاملة في قطاع الصناعات الهندسية أوقفت استثماراتها، فضلا عن عدم قدرة مصانع على دفع رواتب العاملين بها، محذرا من استمرار الأوضاع الحالية على ما هي عليه لمدة شهرين آخرين. وفي قطاع السياحة، كشف مجدي عزب، رئيس مجلس إدارة مجموعة "بيراميزا" للفنادق والقرى السياحية، عن قيامه بعرض بعض مشروعاته السياحية للبيع بسبب التوترات الأمنية والسياسية وضعف العائد المالي. وأضاف عزب لـ"الوطن" أن كافة المستثمرين رفضوا الشراء لأن المناخ في مصر حاليا لا يساعد على الاستثمار، على حد قوله. وأشار إلى أن استثمارات المجموعة في مصر تصل إلى نحو مليار جنيه، لافتا إلى أنه كان من المقرر طبقا لخطط المجموعة طرح مشروعات جديدة هذا العام، إلا أن الأحداث التي تمر بها مصر أوقفت تلك الخطط ودفعت المجموعة لعرض بعض مشروعاتها للبيع. وفي السياق ذاته، أوضح علي غنيم، عضو اتحاد الغرف السياحية، أن عددا من المستثمرين عرضوا مشروعاتهم للبيع بعد أن تعدت خسائر السياحة 18 مليار جنيه منذ بداية الثورة حتى الآن، مؤكدا عدم موافقة أي مستثمر سواء أجنبي أو مصري على الشراء في الوقت الحالي نظرا لكون الاستثمار في المجال السياحى في مصر "مخاطرة". وتوقع غنيم إعلان بعض كبار المستثمرين في القطاع السياحي إفلاسهم خلال الشهرين المقبلين، في ظل المطالبات المستمرة للبنوك بسداد الديون والفوائد المستحقة لها، محذرا من كارثة اقتصادية جديدة ستكون نتيجتها تسريح العمالة الموجودة في القطاع السياحي لتدني الإيرادات، وهو ما يهدد باندلاع ثورة جياع. وفي قطاع العقارات، قال المهندس صلاح حجاب، رئيس لجنة التشييد والبناء بجمعية رجال الأعمال، إن السوق يشهد حتى الآن حالة ترقب من قبل جميع الشركات للأوضاع السياسية لمعرفة ما ستؤول إليه البلاد بالنهاية. وربما كان للقطاع المصرفي السبق في اتجاه الخروج من السوق المصرية، بعد أن طرحت مجموعتي "سوستيه جنرال" و"بي إن بي باريبا" الفرنسيتان بنوكهما في مصر للبيع ضمن قائمة البنوك التي تسعى للخروج مصر. وحتى ثلاثة أشهر مضت كانت هناك مفاوضات جادة بين "بي إن بي باريبا" لبيع فروعه بمصر لمصرف قطري في صفقة من المقدر أن تصل قيمتها إلى 400 مليون دولار. وعلى الدرب ذاته يسير بنك الأهلي سوستيه جنرال، الذي أعلن في وقت سابق عن مفاوضات مع مصرف قطر الوطني لإتمام عمليات شراء حصة المجموعة البالغة نجحو 77% في البنك.
المصدر : الوطن