رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شراهة الأكـل إنَّ جميع الشرور والسير وراء الشهوات، هى رذائل مرذولة كما يرى القديس مار فيلوكسينوس، أمَّا شراهة الأكل فهي أردأ جميع الشرور، لأنَّها تحط بالبشر فتُساويهم بالحيوانات، إذ تُبعدهم عن المعرفة والتعقل التي هي سمات الشخص الناضج! فشجرة الأكل إذا امتدت أغصانها وكثُرت أوراقها، ففي الحال يظلم القلب، ويقتم الذهن.. وهكذا تمتد الأفرع على كل الحواس، فيعم السواد ويظلم الإنسان الداخليّ، لأنَّ الروح الممتزجة فينا تطلب خفة وسرعة، فإذا تثقّل الإنسان بالطعام ربط أجنحة روحه، فتُصبح عاجزة عن الطيران والتحليق في السمائيات. ولهذا يقول مار إسحق السريانيّ: " كما أنَّه من عرق الصوم تنبت سُنبلة العفة، هكذا أيضاً من الشبع يتولّد الفسق، ومن الامتلاء النجاسة ". لا نُنكر أنَّ الله قد أعطانا الطعام لنأكل، فننمو ونعمل، أليس الله هو الذي خلـق النباتات والأشجار بثمـارها الشهية؟ ولماذا خلقها؟ أليس لكي يأكـل منها الإنسان فيحيا؟ " وأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً " (تك2: 16). لكنَّ الله يريد أن نحيا فقط، لا أن نكون عبيداً لبطوننا! فليس أصعب على الإنسان من أن يكون عبداً لشهوة ما، تقوده وتتحكّم في كل سلوكه وتتقاذفه هنا وهناك، ألم يقل سليمان الحكيم: " مَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً " (أم16: 32). |
|