رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفاوت العقوبات " لذلك الذي أسلمني له خطية أعظم " ( يو 11:19) لقد تحدّث السيد المسيح أكثر من مرَّة، موضحاً مدي تفاوت عقاب الخطية فقال له المجد لتلاميذه: " وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجاًمِنْ ذَلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاًمِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ (مت10: 15،14). وقال لبيلاطس البنطي: " الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ " (يو11:19). ومعلمنا بولس الرسول أوضح أنه يوجد تفاوت في الثواب بقوله: " لأَنَّ نَجْماً يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ " (1كو41:15)، فإن كان هناك تفاوت في الثواب، فلابد أن يكون هناك تفاوت في العقاب أيضاً. ولعل التفاوت في عقوبة الخطية يرجع إلي عدة أسباب ألا وهي: ++ دوافع الخطية هناك خطية تحدث عن غفلة بسبب الضعف البشريّ، وهناك خطية يمارسها الإنسان بإرادة ورغبة كاملة في الخطأ، فعقوبة الخطية في الحالة الأولي تكون أقل منها في الحالة الثانية، وهذا ما كانت تقصده الشريعة عندما كتب موسى النبيّ يقول: " مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناًفَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً وَلَكِنَّ الَّذِي لَمْ يَتَعَمَّدْ بَلْ أَوْقَعَ اللهُ فِي يَدِهِ (أيّ سمح الله أن يموت تحت يده) فَأَنَا أَجْعَلُ لَكَ مَكَاناً يَهْرُبُ إِلَيْهِ وَإِذَا بَغَى إِنْسَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ لِيَقْتُلَهُ بِغَدْرٍ فَمِنْ عِنْدِ مَذْبَحِي تَأْخُذُهُ لِلْمَوْتِ " (خر21: 12-14). يقول مار إسحق السريانيّ " عذاب كل إنسان يتوقّف علي نسبة شغفة وميله للخطية، فإذا مال إليها بسبب إهمال الفضيلة سينال عقاباً قاسياً، أمَّا إذا امتُحن بزلة وهو يجدَّ في عمل الفضيلة، فلا ريب أنَّ الرحمة قريبة منه ولا تتركه بدون تطهير ". ++ ظروف الخطية فظروف المتعلم تختلف عن ظروف الجاهل، وهناك فرق بين الرئيس والمرؤوس، وكل هذه الظروف لها تأثير من جهة عقوبة الخطية، ولهذا قال رب المجد في مثل العبد الأمين: " وَأَمَّا ذَلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بِحَسَبِ إِرَادَتِهِ فَيُضْرَبُ كَثِيراً وَلَكِنَّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتٍ يُضْرَبُ قَلِيلاً. فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيراًيُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيراًيُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ " ( لو12: 48،47). وقال أيضاً للفريسيين: " لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَاناًلَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلَكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ " ( يو41:9). ومعلمنا القديس بولس الرسول يقول: " أنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفاً وَمُضْطَهِداً وَمُفْتَرِياً، وَلَكِنَّنِي رُحِمْتُ لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْلٍ فِي عَدَمِ ايمَانٍ " (1تي13:1). ++ ضرر الخطية إنَّ مقدار الضرر الناتج عن الخطية يزيد من ثقلها، وبالتالي من عقوبتها.. وقد يكون الضرر الناتج عن الخطية مقصوداً، كمن يقتل آخر عمداً قاصداً الاضرار به والقضاء عليه، من أجل هذا أمرت الشريعة أن يُقتل القاتل المتعمد: " وَإِنْ دَفَعَهُ بِبُغْضَةٍ أَوْ أَلقَى عَليْهِ شَيْئاً بِتَعَمُّدٍ فَمَاتَ أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِعَدَاوَةٍ فَمَاتَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الضَّارِبُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ " (عد 35: 21،20). وقد يكون القتل غير مقصود فما أكثر لحظات السهو، ولهذا رأي الله أن يسن له شريعة خاصة تتناسب مع قصد المضر، فقال: " وَلكِنْ إِنْ دَفَعَهُ بَغْتَةً بِلا عَدَاوَةٍ أَوْ أَلقَى عَليْهِ أَدَاةًمَا بِلا تَعَمُّدٍ أَوْ حَجَراً مَا مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ بِلا رُؤْيَةٍ أَسْقَطَهُ عَليْهِ فَمَاتَ وَهُوَ ليْسَ عَدُوّاًلهُ وَلا طَالِباً أَذِيَّتَهُ" (عد 35: 22-24). ++ الشخص الخاطيء جاء في الشريعة إنَّ الكاهن إذا أخطأ يقرّب عن خطيته: " يُقَرِّبُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ ثَوْراً ابْنَ بَقَرٍ صَحِيحاً لِلرَّبِّ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ " (لا3:4). ولكن إذا كان الخاطيء رئيساً في الشعب: " تَيْساً مِنَ الْمَعْزِ ذَكَراً صَحِيحاً " (لا 23:4). أمَّا إذا أخطأ أحد من عامة الشعب: " يَأْتِي بِقُرْبَانِهِ عَنْزاً مِنَ الْمَعْزِ أُنْثَى صَحِيحَةًعَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ " ( لا4: 28،27). والعبدة إذا أخطأت: " وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَهِيَ أَمَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِرَجُلٍ وَلَمْ تُفْدَ فِدَاءً وَلاَ أُعْطِيَتْ حُرِّيَّتَهَا فَلْيَكُنْ تَأْدِيبٌ لاَ يُقْتَلاَ لأَنَّهَا لَمْ تُعْتَقْ " (لا 20:19). أمَّا إذا زنت ابنة الكاهن: " وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ " ( لا 9:21). ++ الشخص المخطيء إليه يتوقف ثقل الخطية أيضاً علي الشخص الذي تُخطيء إليه.. فهناك خطايا توجّه إلي الله، وعن هذه يقول الكتاب: " إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً " (مر3: 29،28). وهناك خطايا توجه ضد خدام الله.. وقد قال الله علي فم زكريا النبي قاصداً قديسيه: " مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ " ( زك 8:2)، وقد أوضح بهذا أنَّ الذي يُخطيء في حق الخدام، يكون كمن يخطيء في حق الله.. أيضاً الخطية التي تُرتكب في حق ملك أو رئيس، هى أثقل بكثير من التي تُعمل في حق شخص عادي ولهذا قيل: " لاَ تَلْعَنْ رَئِيساًفِي شَعْبِكَ " ( خر28:22). وقيل أيضاً: " أَيُقَالُ لِلْمَلِكِ: يَا لَئِيمُ وَلِلشُّرَفَاءِ: يَا أَشْرَارُ؟! " ( أي 18:34). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في مَثَل الزارع | تفاوت النَّاس في تلقِّي كَلِمة الله |
تفاوت أسعار الدولار في البنوك اليوم |
تفاوت بين المرحلتين |
تفاوت أخلاق النوع الإنساني |
العقوبات |