رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أســماء عـيد الغطاس عيد الغطاس، عيد شهر طوبة، الإبيفانيا، الثيئوفانيا، الظهور الإلهى، ظهور المسيح على المياه، العماد، عماد المسيح، الحميم، تكريس الماء، الأنوار، التنوير، عيد الملوك الثلاثة.. أسماء كثيرة لعيد عظيم، تغنى به الآباء وتأملوا عظم معانيه يأتى فى الحادى عشر من شهر طوبة ألا وهو: " عيد الغطاس "، أما أشهر أسمائه فهى الآتى: عيد الغطاس وقد دُعى هكذا، لأن السيد المسيح، الذى شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية، وقد قال مرة: " يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ (مت3 :15) اعتمد من يوحنا المعمدان بالتغطيس، يقول الكتاب المقدس: لَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ ، فرَأَى رُوحَ للَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ ". وكلمة صعد تفيد أنه نزل إلى الماء أولاً، ألم يقل معلمنا القديس بولس الرسول: " مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أيْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ الَّذِي أقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ " (كو2: 12) والدفن يتم بالتغطيس. والحق إننا ننزل فى المعمودية لكى نرتفع، ولهذا يقول القديس أُغسطينوس: " لتنزلوا حتى ترتفعوا، ولا ترتفعوا لئلا تهبطوا، فإن كانت المعمودية نزول لأجل الصعود، فإن طريقها غريب على المتكبرين عيد العماد فى اللغة اللاتينيـة، نجد أن عيد العماد ومعمودية تأتى بمعنى " صبغة " ، فمن المعروف أن من صفات الصبغة هو تغيير الألوان، وهكذا أيضاً المعمودية تغير طبيعتنا التى فسدت بالخطية إلى طبيعة أُخرى جديدة. يقول بولس الرسول: " لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِين َاعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ المسيح " (غل27:3) ، فما معنى قوله: لبستم المسيح ؟ يُجيب القديس كيرلس الأورشليمى قائلاً: " لقد اعتمدتم ولبستم المسيح فأصبحتم على صورة ابن الله ". إنها ارتداء ثوب جديد من نور ونور، وقد زُينت أطرافه بالمحبة والقداسة.. على مثال المسيح، إذن كل من يلبس المسيح يجب ألاّ يسمح لأى دنس أن ينجس ثوب الخلود، كما قال القديس باسيليوس الكبير. الإبيفانيا وهى كلمة يونانية معناها الظهور، وعند الآباء سُمى العيـد ثيئوفانيا أى الظهور الإلهى، فبينما كان السيد المسيح (أُقنوم الابن ) فى الماء، انشقت السموات وظهر ( أُقنوم الروح القدس ) فى صورة حمامة نازلاً ومستقراً عليه، و ( أُقنوم الآب ) يُنادى من السـماء قائلاً : " هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ " (مت3 :17). وتأتى كلمة ثيئوفانيا فى مناسبات كثيرة بصيغة الجمع، لكى تشمل عدة ظهورات للسيد المسيح: ميلاده، إعلان ميلاده للرعاة، دعوة المجوس إليه، عماده فى نهر الأردن، إعلان لاهوته فى معجزة عرس قانا الجليل. وقد جاء في دائرة المعارف البريطانية تحت كلمة إبيفانيا ما يفيد بأن معناها هو: ظهور قوة إلهيةإذ كانوا فى العصر اليونانى يحتفلون بظهور قوة إلهية، سواء كانت هذه القوة فى شخص أو حادث أو شئ آخر.. وكانت هذه فكرة دينية. أو التنوير.. عيد الأنوار هكذا كان يُسمى عيد الغطاس عند الآباء القدامى، ولهذا يقول القديس غريغوريوس النزينزى: " هذا اليوم المقدس هو " عيد الأنوار " نعيّده بالاحتفال، لأن فيه اعتمد السيد المسيح النور الحقيقى" . كما يدعوه القديس غريغوريوس النيـسى " يوم الأنوار" الذى فيه اعتمد الرب يسوع، وإلى الآن لا تزال الكنيسة ترمز إلى الأنوار الكثيرة فى عيد الغطاس، بالشموع الكثيرة التى تستخدمها فى الاحتفال بطقس العيـد، وفى البيوت أيضاً، وقد طغت هذه العادة حتى أصبح العيـد يُسمى فى الكنائس الغربية بعيد الشموع. وجدير بالذكر أن نقول: إن العلامة ترتليان كتب على الهامش فى الدياتسرون (البشائر الأربعة)، الذى يرجع تاريخه لسنة (175م)، ذكرى النور العظيم الذى قد أشرق على مياه الأردن وقت عماد المسيح. ظهر نور الجوهر الإلهى، وأشرق السيد المسيح شمس البر، وصعد من الأردن ونشر أشعته، وبسطوع نوره طرد الظلام من العالم، والخليقة فرحت بظهور النور المقدس ". عيد الدنْح " إن عيد الميلاد مجيد، وعيد الدنح عجيب عظيم، وهو عيد عماد مخلصنا، حيث ظهر المُخفى وأصبح معروفاً "، هنا يتحدث مار إفرام السريانى عن الغطاس بكلمة " دنْح "، وهى التسمية الشائعة للعيد فى الكنيسة السريانية وهى مشتقة من كلمة كلدانية ومعناها: الظهور، أو الكشف، أو الإعلان، أو الإشراق.. وهى تعبر عن المعنى اللاهوتى لعيد عماد الرب يسوع فى الأردن، وبدء ظهوره للعالم، ولهذا يقول القديس إيرونيموس:: فى الميلاد قد أتى ابن الله إلى العالم متخفياً، أما فى المعمودية فظهر للعالم علناً ". وقد أعاد القديس يوحنا ذهبى الفم نفس الفكرة بوضوح إذ قال: " لم يعرف الشعب يسوع قبل المعمودية، وأما فى المعمودية فقد ظهر للجميع ". ومن بين الآباء الذين قد استخدموا هذه الكلمة، القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات، إذ قال فى إحدى ميامره : " سر جليل إلهى عالٍٍٍِ، وللبهاء العالى مفيد، لأن يوم الدنح المقدس الذى إليه انتهينا أن نعيده فى هذا اليوم تحقق ". |
|