![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() عَلاقَةُ يُوسُفَ بِمَرْيَمَ إِنَّ يُوسُفَ هُوَ خَطِيبُ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ، كَمَا جَاءَ فِي إِنْجِيلِ مَتّى: "لَمَّا كَانَتْ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ" (مَتّى 1: 18). وَقَدْ سَبَقَ لُوقَا الإِنْجِيلِيُّ فَأَشَارَ إِلَى ذَلِكَ قَائِلًا: "عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ، وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ" (لُوقَا 1: 27). وَكَخَطِيبٍ لِمَرْيَمَ، لَمْ يَتَّخِذْ يُوسُفُ مَوْقِفَ التَّشْهِيرِ بِهَا، "فَلَمْ يُرِدْ أَنْ يُشْهِرَ أَمْرَهَا" (مَتّى 1: 19)، مَعَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مُمْكِنًا حَسَبَ الشَّرِيعَةِ الَّتِي تَسْمَحُ بِفَسْخِ الْخِطْبَةِ رَسْمِيًّا فِي حَالَةِ خِيَانَةِ الْخَطِيبَةِ. إِلَّا أَنَّهُ "عَزَمَ عَلَى أَنْ يُطَلِّقَهَا سِرًّا" (مَتّى 1: 19)، فَيُعِيدُ إِلَيْهَا حُرِّيَّتَهَا الْكَامِلَةَ لِتَسْلُكَ الطَّرِيقَ الْمَحْفُوفَةَ بِالأَسْرَارِ الَّتِي أَدْخَلَهَا اللهُ فِيهَا. وَقَدْ مَرَّ يُوسُفُ بِأَزْمَةٍ دَاخِلِيَّةٍ فِي تَقَبُّلِ مَا يَطْلُبُهُ اللهُ مِنْهُ، لِأَنَّهُ وَجَدَ نَفْسَهُ أَمَامَ حَقِيقَةٍ جَدِيدَةٍ وَجَذْرِيَّةٍ تَفُوقُ تَوَقُّعَاتِهِ، وَيُحَقِّقُهَا الرَّبُّ بِطَرِيقَةٍ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِهِ. وَيُفَسِّرُ مَتّى الإِنْجِيلِيُّ تَصَرُّفَ يُوسُفَ بِقَوْلِهِ إِنَّهُ "كَانَ بَارًّا" (مَتّى 1: 19). وَهَذَا "الْبِرُّ" الَّذِي يَتَحَدَّثُ عَنْهُ مَتّى لا يَقُومُ عَلَى التَّطَابُقِ الْقَانُونِيِّ مَعَ الشَّرِيعَةِ وَلا عَلَى مُجَرَّدِ الإِنْصَافِ تُجَاهَ مَرْيَمَ، بَلْ عَلَى مَا تَعْنِيهِ هَذِهِ اللَّفْظَةُ فِي الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ، أَيْ الْمُطَابَقَةِ مَعَ الْقَصْدِ الإِلَهِيِّ وَالْمَشِيئَةِ الرَّبَّانِيَّةِ. وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ عَزِيزَةٌ عَلَى مَتّى الإِنْجِيلِيِّ، إِذْ تَرِدُ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً فِي إِنْجِيلِهِ، وَيَسْتَعْمِلُهَا لِوَصْفِ هَابِيلَ الْبَارِّ (مَتّى 23: 35)، أَيْ ذَلِكَ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ الأَمِينِ لِلهِ، الَّذِي يَنْتَظِرُ تَدَخُّلَ اللهِ فِي حَيَاتِهِ وَحَيَاةِ شَعْبِهِ. وَبِنَاءً عَلَى وَحْيِ مَلاَكِ الرَّبِّ لَهُ، "فَفَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، فَأَتَى بِامْرَأَتِهِ إِلَى بَيْتِهِ" (مَتّى 1: 24). فَقَدْ كَشَفَ الْمَلاَكُ لِيُوسُفَ السِّرَّ الَّذِي مَلَأَ مَرْيَمَ، وَالْعَظَائِمَ الَّتِي صَنَعَهَا فِيهَا رُوحُ اللهِ. وَبِذَلِكَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَةُ يُوسُفَ إِلَيْهَا: فَالْحَقِيقَةُ نَفْسُهَا الَّتِي دَفَعَتْهُ سَابِقًا إِلَى الاِبْتِعَادِ عَنْهَا فِي السِّرِّ، هِيَ ذَاتُهَا الَّتِي تَدْعُوهُ الآنَ إِلَى التَّرْحِيبِ بِهَا وَالأَخْذِ بِيَدِهَا. وَمَا أَبْعَدَهُ عَنْهَا فِي الْمَاضِي صَارَ الآنَ سَبَبًا لِقُرْبٍ أَعْمَقَ وَوَحْدَةٍ أَكْثَرَ رُسُوخًا. وَلِكَوْنِهِ رَجُلًا بَارًّا، اخْتَارَ يُوسُفُ أَنْ يَضَعَ ثِقَتَهُ بِاللهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِقَتِهِ بِنَفْسِهِ وَبِأَفْكَارِهِ وَمَخَاوِفِهِ. وَهَكَذَا، فَمَا إِنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ حَتَّى امْتَثَلَ لِمَا سَمِعَهُ، فَتَمَّ عَمَلُ اللهِ فِي حَيَاتِهِ. وَيُعَلِّقُ الْقِدِّيسُ إِيرُونِيمُوسُ عَلَى ضَرُورَةِ اسْتِمْرَارِ خِطْبَةِ يُوسُفَ الْبَارِّ لِمَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ قَائِلًا: "أَوَّلًا: لِكَيْ يُنْسَبَ يَسُوعُ إِلَى الْقِدِّيسِ يُوسُفَ، قَرِيبِ الْقِدِّيسَةِ مَرْيَمَ، فَيَظْهَرَ أَنَّهُ الْمَسِيحُ الْمَوْعُودُ بِهِ مِنْ نَسْلِ داوُدَ، مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا.ثَانِيًا: لِكَيْ لا تُرْجَمَ الْقِدِّيسَةُ مَرْيَمُ طِبْقًا لِلشَّرِيعَةِ الْمُوسَوِيَّةِ كَزَانِيَةٍ، فَقَدْ سَلَّمَهَا الرَّبُّ إِلَى الْقِدِّيسِ الْبَارِّ، الَّذِي عَرَفَ بَرَاءَةَ خَطِيبَتِهِ، وَأَكَّدَ لَهُ الْمَلاَكُ سِرَّ حَبَلِهَا بِالْمَسِيحِ الْمُخَلِّصِ. ثَالِثًا: لِكَيْ تَجِدَ الْقِدِّيسَةُ مَرْيَمُ مَنْ يُشَارِكُهَا فِي تَرْبِيَةِ يَسُوعَ وَرِعَايَتِهِ، خَاصَّةً أَثْنَاءَ هُرُوبِهِمْ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ". |
|