رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سـؤال
والآن نتساءل: ألم يكن في وسع الله أن يمنع سقوط الإنسان؟! الجـواب كان يمكن لله أن يوقف هذه المهزلة بطريقة أو بأُُخرى، لكنَّ الله " محبة " وقد خلق الإنسان لكي يحيا في دائرة المحبة، والمحبة والحرية لا ينفصلان فحيثما توجد محبة توجد أيضاً حرية، أمَّا الإكراه فهـو يلغي المحبة! والسيد لا يعرف حُب عبده وإخلاصه له، إلاَّ إذا أعطاه حريته! كما أنَّ الإنسان بدون الحرية لا يكون إنساناً، كائن عاقل بدون حرية لم يوجد بعد، ونحن نعرف أنَّ الحيوانات ليس لها مصير سوى الرعي والذبح والموت، أمَّا الإنسان فهو صاحب مصير، بل ينسج مصيره بنفسه، وهذا لا يتم إلاَّ في وجود الحرية. بدون حرية لا توجد خطية، نعم، ولكن بدون الحرية لا يصير الإنسان على صورة الله ومثاله، وبدون الحرية لا يقدر أن يدخل في شركة حُبّه! ولهذا لم يتدخّل الله لكي يمنع الإنسان من السقوط رغم عِلمه السابق بسقوطه! فالله كان يعلم بسقوط الإنسان، وكان أيضاً يعرف وسيلة خلاصه! وقد ارتضى الله أن يتجسد ابنه الحبيب ويموت ليُخلّص الإنسان بموته! ولكنَّه رفض أن يمنع الإنسان من السقوط! لأنَّ المنع هنا مناقض لمفهوم الحرية، وطعن في احترام الله للإنسان! ولهذا عندما عصت الملائكة تركها أيضاً تسقط، وحتى الآن رغم أنَّ الله يُعلن عن حقيقة وجوده بوسائل عديدة، ورغم أنَّه يُريدني أن أختـاره إلهاً وأحيا معه.. إلاَّ أنَّه سمح لي بأن: لا أرفضه بل وأُنكر وجوده أيضاً! نستطيع أن نقول: إنَّ معرفة الله بخطية آدم وخطايانا، لا تلعب دوراً في الحد من حرية الإنسان، إن سمح بالتجربة فيجعل معها المخرج (1كو10: 13) ويترك الأمر في النهاية لحرية الإنسان! أخيراً وختاماُ لهذا البحث المتواضع نقول: إنَّ بعض الناس ينظرون إلي عقيدة الخطية الجدية نظرة قاتمة، إذ يقولون: إنَّ وراثة الخطية الأولي ونتائجها فكرة قاسية تجعل الإنسان يؤخذ بذنب لم يقترفه بالفعل، لكن إن كنّا قد ورثنا حالة آدم الساقطة فحُسبنا فيه أمواتاً لأنَّه أبونا، فلا نحتج ولا نتذمر، لأننا قد نلنا أيضاً بر المسيح الذي بالإيمان، ونعمة التعميد " لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ " (1كو22:15) وقد أخذنا في المسيح يسوع بركات عظيمة لا يُعبّر عنها، وقد طعّمنا ونحن أغصان في زيتونة برية، طعمنا في جسد المسيح، فصار لنا خلاصاً وقوتاً وثباتاً.. |
|