رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ابونا متى المسكين رسالة للخدام اعداد خدام فى عثرات الخادم عثرة الرياء فى المحبة : الخدمة مهما بلغت قوتها وغيرتها وفعاليتها ، إذا خلت دوافعها من عنصر المحبة الصادقة نحو المخدومين ، فإنها تفقد معناها وجوهرها الإلهى ،فبحسب تقرير بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى كورنثوس نجد أنه ولو أُعطى الخادم التكلم لا بألسنة الناس فقط بل وحتى بألسنة الملائكة وكانت خدمته خالية من المحبة الصادقة لمن يخدمهم ، فإن خدمته لا تتعدى فى منفعتها رنين الأجراس الكبيرة فى أعلى برج الكنيسة أو ضرب الدفوف فى أيدى المرنمين أمام الهيكل ، شيئا يُسمع ويذهب مع الريح! كما أنه لو أُعطى للخادم كل النبوة وكشف الأسرار وقوة إيمان مقتدر على نقل الجبال ، وكان الخادم فاقدا لعنصر المحبة الصادقة نحو الذين يخدمهم ويتنبأ لهم ويعلّمهم ، فإن خدمته لا تعود تساوي شيئا. بل ولو أُعطى للخادم من الغيرة ما يكفى لكى يهب الذين يخدمهم كل أمواله ويبذل جسدة من أجلهم حتى يحترق ، وكانت خدمته لهم خالية من المحبة الصادقة، فهو لن ينتفع من خدمته شيئا!! وهكذا يتضح لنا أن عنصر المحبة الصادقة نحو المخدومين ، هو روح الخدمة الأساسى وهو قوتها ومصدر حرارتها الذى منه يستمد الخادم نشاطه وعلى أساسه يُكافأ. على أن أى رياء فى المحبة نحو المخدومين كفيل بأن يطوّح بالخدمة كلها ويجعلها بلا ثمر وبلا مكافأة ، لأن إهانة المحبة إهانة للخدمة. فالذى ينبغى أن ننتبه له غاية الانتباه هو أن الخدمة الروحية ليست واجبا وحسب ولا مجرد رسالة ولا مهمة رسمية ، ولكنها واجب محبة ورسالة محبة ومهمة محبة وسُخرة محبة ، لم نقبلها إلا بسبب المحبة التى أحبنا بها المسيح أولا فأسرنا واستعبدنا للطف محبته !! فنحن نخدم الأخرين لأننا أسرى محبة المسيح ، وقد استعبدتنا محبته لنخدم بها وتخدم بنا ، ونحن رضينا بهذه العبودية الرابحة فاستعبدنا أنفسنا لخدمة الأخرين كرامة لحبه :"فإننا لسنا نكرز بأنفسنا بل بيسوع المسيح ربا ، ولكن بأنفسنا عبيدا لكم من أجل يسوع " ( 2كو 4 : 5). أما أسرى المحبة الذين استعبدوا أنفسهم لخدمة الأخرين فلن يهمهم على الإطلاق أن ينالوا حبا من الأخرين بالقدر الذى يحبونهم به أو لا ينالوا !! ، لأن المحبة الإلهية المنسكبة فى قلوبهم من نحو المخدومين تفيض عليهم من فوق ولا تستمد حرارتها من الناس الذين يخدمونهم ولا من ظروف خدمتهم ، وفى ذلك يقطع بولس الرسول بكل يقين وارتياح قائلا : " وأما أنا فبكل سرور أُنفق و أُنفق لأجل أنفسكم ، وإن كنت كلما أحبكم أكثر أُحبُ أقل ، فليكن"(2 كو 12 : 15 ،16). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يقدم لنا ابونا بيشوى كامل نصائح للخدام |
ابونا داود لمعى يجيب على سؤال بخصوص ابونا متى المسكين |
رسالة إلى مُرِّي النفس - ابونا متى المسكين |
ابونا متى المسكين |
ابونا متى المسكين |