رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخدمة و دور الله فى الخدمة دور الخادم إن الله محب ومتواضع, خلق الانسان علي صورته منذ البداية, ثم فداه وضمه لجسد إبنه ليكون لحم من لحمه, وعظم من عظامه (اف5 :30), ويحيا في وحدة مع الثالوت, وشركه فيه (يو17 :21), لذا, فالله يريد أن يشترك أولاده معه في كل شئ (عب2 :14), وأن يعمل من خلالهم وبهم, لعلنا نري ذلك بوضوع في مفهوم الوحي, فهو في الأديان الاخري إنزال ميكانيكي ليس للكاتب أي دور فيه, بينما في المسيحية, الوحي هو عمل مشترك بين الله الإنسان, يملي فيه الروح القدس علي قلب ِ إن للخادم دور واضح ومحدد أعلنه الكتاب المقدس في مواضع كثيرة, وهو ببساطة أن يسمع من الله ما يريد الله أن يقول, ثم ينقل تلك الرسالة الي من يريد الله أن يقول لهم (اش 6), وهو في دوره, يصلي ويتكلم ويصمت ويتحرك ويتألم ويفرح, ويمر بالكثير خلال خدمته, لكي تصل الرسالة ويؤمن الشعب أو الشخص ويصدق الكلمة المرسلة لهم من قبل الرب, أو لا يؤمن!! قال بولس الرسول: لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ. فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟ (رو 10: 13 – 14) للخادم أيضا دور أخر, وهو الصلاة عن من يخدمهم والوقوف أمام الله بالتضرعات والطلبات لاجلهم, حتي يعمل الله في قلبهم ويتحد هو بهم من خلال صلاته, وكأنهم هم من يصلون, من خلال أنات قلبه نحوهم. لكن… ماذا لو لم يجد الله من يسمع في محضره ويقف أمامه, ويقول رسالته للشعب أو لمن يُخدمون,الذين غالبا ما يكونوا في مرحلة غير قادر علي السماع مباشره من الله؟ ماذا يحدث لو لم يجد الله من يقف ليصلي يقلب متحد مع شعبه؟ لنري في الأيات التالية ماذا يفعل الله حين يغيب دور الخادم نقل الكلمة أو الصلاة وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ:يَا ابْنَ آدَمَ, قُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِذَا جَلَبْتُ السَّيْفَ عَلَى أَرْضٍ, فَإِنْ أَخَذَ شَعْبُ الأَرْضِ رَجُلاً مِنْ بَيْنِهِمْ وَجَعَلُوهُ رَقِيباً (خادم) لَهُمْ,فَإِذَا رَأَى السَّيْفَ مُقْبِلاً عَلَى الأَرْضِ نَفَخَ فِي الْبُوقِ وَحَذَّرَ الشَّعْبَ,وَسَمِعَ السَّامِعُ صَوْتَ الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرْ, فَجَاءَ السَّيْفُ وَأَخَذَهُ, فَدَمُهُ يَكُونُ عَلَى رَأْسِهِ.سَمِعَ صَوْتَ الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرْ, فَدَمُهُ يَكُونُ عَلَى نَفْسِهِ. لَوْ تَحَذَّرَ لَخَلَّصَ نَفْسَهُ.فَإِنْ رَأَى الرَّقِيبُ السَّيْفَ مُقْبِلاً وَلَمْ يَنْفُخْ فِي الْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرِ الشَّعْبُ, فَجَاءَ السَّيْفُ وَأَخَذَ نَفْساً مِنْهُمْ, فَهُوَ قَدْ أُخِذَ بِذَنْبِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِ الرَّقِيبِ أَطْلُبُهُ.وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ, فَتَسْمَعُ الْكَلاَمَ مِنْ فَمِي وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي.إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتاً تَمُوتُ! فَإِنْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ, فَذَلِكَ الشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ, أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ.وَإِنْ حَذَّرْتَ الشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ لِيَرْجِعَ عَنْهُ وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ طَرِيقِهِ, فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ. (حز 33: 1 – 9) وأيضا, تلك الاية التي تتكلم عن غياب دور الخادم في الصلاة لاجل المخدومين وَطَلَبْتُ مِنْ بَيْنِهِمْ رَجُلاً يَبْنِي جِدَاراً وَيَقِفُ فِي الثَّغْرِ أَمَامِي عَنِ الأَرْضِ لِكَيْلاَ أَخْرِبَهَا, فَلَمْ أَجِدْ!فَسَكَبْتُ سَخَطِي عَلَيْهِمْ. أَفْنَيْتُهُمْ بِنَارِ غَضَبِي. جَلَبْتُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ (حز22 :30 – 31) يخبرنا الكتاب المقدس بمنتهي الوضح, أنه لن يهلك الناس لو لم نقم بخدمتنا, ولكن لن يتعامل الله كأن شئيأ لم يكن ويجد حل بديل وسهل لتوصيل الكلمة, أو للصلاة لأجل الاخرين. كلا, أنه إن لم يجد الله خادم يرسله بالرسالة والكلمة التي يريد أن يقولها, إن لم يجد خدام يصلون عن الشعب, سيأتي الله بالتجربة أو التأديب علي الشعب لكي تصل الرسالة ويتهيأ لما يريد الله منه. فالدم والفناء هنا في أسفار السبي, لا تعني الهلاك الابدي, لكنها تعني التأديب كبديل للكلمة في حالة عدم وصول الرسالة للشعب, أو في حالة وصولها وعدم سماعهم لها, فالدم هو النفس (لا17 :14), أي أن الله هنا سيأتي بما يهلك النفس (الذات الفاسدة ) ويؤدبها لكي يصل لها ما يصل بالكلمة والصلاة عنها أي رسالة الحياة الجديدة, وسيكون ذلك الألم والتأديب هم نتيجة مباشرة إما لعدم كلام الخادم بالرسالة, او لكلامه وعدم قبول الشعب لها؟ يظن البعض أن الله سيتكلم في القلب بدل الخادم بالرسالة: لكن, الإجابة أنه في أغلب الأحوال لا يفعل ذلك!! (وسنشرح ذلك بالتفصيل في دور الله, فكلام الله في القلب ومحاولته لجذب الإنسان أمر دائم ومستمر ليس له علاقة بالرسالة الخادم). دور الله لله دور لا يقدر به أن يقوم به أي شخص, وهو الإعلان وإجتذاب النفس نحو الأب, فلا أحد يستطيع أن يجذب الإنسان نحو الله إلا الله نفسه, ولا أحد يستطيع أن يعلن أمر ما لإنسان إلا الله تفسه, فالله دائم الكلام في قلوب الناس ومضاجعهم وحياتهم ليجتذبهم إليه. لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. (يو6 :44) فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (مت16 :17) توجد أمور أخري كثيرة من إختصاصات الله, لكننا هنا نركز علي أمور قد تلتبس علي بعض الخدام, ويظنوا أنهم قادرون أن أن يعلنوا امراً سمائيا لشخص, او أن يجذبوه لله الآب, هم فقط مرسلون من الله برسالة الكلمة للناس والصلاة عن الناس. دور الشخص يجدر بنا أن نذكر دور الشخص في قبول الرسالة, فلا يوجد شخص أخر يمكنه أن يقوم به بدلاً عنه, ولا حتي الله نفسه, فحين يقصر الخادم يتدخل الله الأب أيضاً بتدبير لكي يحاصر الشخص, وحين يقصر الشخص في الصلاة ومراجعة النفس في الرسالة التي وصلته له (في حالة وصولها) , يتدخل الله الأب أيضاً بسب محبته ليسمح بتجربة, كما حدث مع بطرس (فالمسيح نقل له رسالة أنه سينكر, وحين رفضها نبهه أن يصلي, لئلا يدخل في تجربة وحين لم يصلي ولم يسمع, دخل في تجربة الإنكار ليتعلم الدرس, والمسيح طلب له لكي لا يفني إيمانه). ووسط كل هذا, وفي أي مرحلة, لا بديل عن أن تختار الإرادة الحرة التي سقطت أن تقبل الرسالة التي يقولها الله, ولا يستطيع حتي الله نفسه أن يقتحم ذلك الجزء, هو فقط يحاصر الاإنسان ويقف يقرع علي بابه بكل ما سبق, الله لا يطلب من الإنسان التغيير في السلوك, او عمل شئ ما, فهو يعرف عجزه, هو فقط يريد أن يختار الإنسان الله وطريقه ويطلب الله بقلبه. فلنصلي ونطلب من الله أن يعطينا وضوح وإستعلان لدورنا في خدمتنا, حتي نفرح بدورنا ونعمله بحسب مشيئة الله, ولا يبكتنا الضمير الشرير علي أمر هو من دورنا, فنقع في يأس وإحباط لا يريده الرب لنا. |
|