![]() |
![]() |
![]() |
![]() |

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() هُوِيَّةِ يَسوعَ الحَقيقِيَّةِ: ٱبْنِ الإِنسَانِ وَٱبْنِ اللهِ مَعًا 1) هُوِيَّةُ يَسُوعَ بَعدَ أَن حَذَّرَ السَّيِّدُ ٱلْمَسِيحُ تَلامِيذَهُ مِنْ رِياءِ تَعْلِيمِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُوقِيِّينَ (متى 16: 5–12)، تَوَجَّهَ مَعَ تَلامِيذِهِ إِلَى قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّس (بَانْيَاس ٱلْيَوْم). وَهُنَاكَ طَرَحَ عَلَيْهِم سُؤَالَيْنِ حَوْلَ هُوِيَّتِهِ: أَحَدُهُمَا غَيْرُ مُبَاشِرٍ: "مَنِ ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ فِي قَوْلِ ٱلنَّاس؟" (متى 16: 13) وَٱلْآخَرُ مُبَاشِرٌ لَهُم: "مَن أَنَا فِي قَوْلِكُم أَنتُم؟" (متى 16: 15). فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: "أَنتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْحَيِّ" (متى 16: 16). وَبِذَلِكَ، نَعْلَمُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ، وَهُوَ أَيْضًا ٱبْنُ ٱللهِ. فَهُوَ ٱلْكَامِلُ فِي نَاسُوتِهِ، وَٱلْكَامِلُ فِي لَاهُوتِهِ، ٱلْمَسِيَّا ٱلْمُرْسَلُ، وَٱبْنُ ٱلآبِ ٱلْأَزَلِيُّ. أ) يَسوعُ ٱبْنُ ٱلإِنسَانِ شَرَعَ يَسوعُ فِي ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ يُعِدُّ ٱلتَّلَامِيذَ لِقُبُولِ تَعَالِيمَ يَصْعُبُ عَلَيْهِمُ ٱلتَّسْلِيمُ بِهَا، كَيْفَ لَا، وَهِيَ مِنْ أَعْسَرِ ٱلتَّعَالِيمِ فَهْمًا وَأَبْعَدِهَا مَنَالًا. وَهُوَ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ وَيَمُوتَ لِتَتِمَّمَ عَمَلِيَّةُ ٱلْفِدَاءِ. وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، ٱفْتَتَحَ يَسوعُ كَلَامَهُ بِسُؤَالٍ طَرَحَهُ عَلَى تَلَامِيذِهِ: "مَنِ ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ فِي قَوْلِ ٱلنَّاس؟" (متى 16: 13). وَبِهٰذَا ٱلسُّؤَالِ، أَبْرَزَ جَانِبًا هَامًّا فِي إِيمَانِنَا بِهِ، أَلَا وَهُوَ "ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ"، تَأْكِيدًا لِتَأَنُّسِهِ. وَيُطْلِقُ يَسوعُ عَلَى نَفْسِهِ، عَادَةً، فِي ٱلْأَنَاجِيلِ، لَقَبَ "ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ". وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَكُونَ قَدِ ٱخْتَارَ هٰذَا ٱللَّقَبَ بِسَبَبِ ٱلْتِبَاسِهِ. وَقَدْ وَرَدَتْ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةُ فِي ٱلْأَنَاجِيلِ سَبْعِينَ مَرَّةً. وَلَقَبُ "ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ" فِي ٱلْأَصْلِ ٱلْيُونَانِيِّ: τὸν υἱὸν τοῦ ἀνθρώπου، وَهِيَ تَرْجَمَةٌ لِلَّفْظَةِ ٱلْعِبْرِيَّةِ وَٱلْآرَامِيَّةِ: בַּר אֱנָשׁ، أَيْ "ٱبْنُ ٱلْبَشَرِ"، وَتَظْهَرُ فِي مُعْظَمِ ٱلْأَحْيَانِ كَمُرَادِفَةٍ لِلإِنسَانِ، كَمَا جَاءَ فِي ٱلْمَزَامِيرِ: "لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَى رَجُلِ يَمِينِكَ، عَلَى ٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ (בֶּן־אָדָם) ٱلَّذِي أَيَّدْتَهُ لَكَ" (مزمور 80: 18). إِنَّهُ "ٱبْنُ آدَمَ"، عُضْوٌ مِنْ أَعْضَاءِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ. وَقَدْ لَمَّحَ دَانِيالُ ٱلنَّبِيُّ فِي لَقَبِ "ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ" إِلَى صُورَةِ ذٰلِكَ ٱلشَّخْصِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْغَامِضِ ٱلَّذِي يَتَوَلَّى سُلْطَانَ ٱلدَّيْنُونَةِ فِي آخِرِ ٱلْأَزْمِنَةِ: "فَإِذَا بِمِثْلِ ٱبْنِ إِنْسَانٍ آتٍ عَلَى غَمَامِ ٱلسَّمَاءِ، فَبَلَغَ إِلَى قَدِيمِ ٱلْأَيَّامِ، وَقُرِّبَ إِلَى أَمَامِهِ. وَأُوتِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمُلْكًا، فَجَمِيعُ ٱلشُّعُوبِ وَٱلْأُمَمِ وَٱلْأَلْسِنَةِ يَعْبُدُونَهُ، وَسُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ لَا يَزُولُ، وَمُلْكُهُ لَا يَنْقَرِضُ" (دانيال 7: 13–14). وَعَادَ ٱلتَّقْلِيدُ ٱلرُّؤْيَوِيُّ ٱلْيَهُودِيُّ ٱللَّاحِقُ لِسِفْرِ دَانِيالَ إِلَى رَمْزِ "ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ"، حَيْثُ رَأَى فِيهِ كَائِنًا عَجِيبًا، غَامِضًا، مُقِيمًا بِجِوَارِ ٱللهِ، حَائِزًا عَلَى ٱلْبِرِّ، وَمُعْلِنًا خَيْرَاتِ ٱلْخَلَاصِ ٱلْمُدَّخَرَةِ لِنِهَايَةِ ٱلزَّمَنِ. وَرَبَطَ يَسوعُ، مِنْ خِلَالِ لَقَبِ "ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ"، هٰذِهِ ٱلصُّورَةَ ٱلْإِسْكَاتُولُوجِيَّةَ (أي آخر الزمان)، كَقَوْلِهِ: "تَرَونَ ٱبْنَ ٱلْإِنسَانِ آتِيًا عَلَى غَمَامِ ٱلسَّمَاءِ فِي تَمَامِ ٱلْعِزَّةِ وَٱلْجَلَالِ" (متى 23: 30)، وَقَوْلِهِ أَيْضًا: "سَيَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ فِي مَجْدِ أَبِيهِ، وَمَعَهُ مَلَائِكُتُهُ، فَيُجَازِي كُلَّ ٱمْرِئٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ" (متى 16: 27). وَقَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ هٰذِهِ ٱلْحَالَةَ كَدَيَّانٍ، يَجِبُ أَنْ يَمُرَّ بِحَالَةِ ٱلْعَبْدِ ٱلْمُتَأَلِّمِ، فَيَمُوتُ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ، حَيْثُ يَصْعُبُ عَلَى ٱلنَّاسِ أَنْ يَتَعَرَّفُوا عَلَيْهِ، حَتَّى يُؤْمِنُوا بِهِ (يوحنا 9: 35). فَلَقَبُ "ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ" هُوَ لَقَبُ ٱلتَّجَسُّدِ وَٱلْفِدَاءِ وَٱلْمَجْدِ، فِي آنٍ وَاحِدٍ. وَقَبْلَ ٱلْبُلُوغِ إِلَى هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ فِي مَجِيءِ يَسُوعَ دَيَّانًا، يَجِبُ أَنْ يَمُرَّ ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ بِحَالَةِ ٱلْعَبْدِ ٱلْمُتَأَلِّمِ ٱلَّذِي يَمُوتُ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ، حَيْثُ يَصْعُبُ عَلَى ٱلنَّاسِ خِلَالَهَا أَنْ يَتَعَرَّفُوا عَلَيْهِ، حَتَّى يُؤْمِنُوا بِهِ (يُوحَنَّا 9: 35). وَهَكَذَا رَبَطَ يَسُوعُ أَيْضًا، مِنْ خِلَالِ لَقَبِ "ٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ"، مَعَ دَعْوَةِ "عَبْدِ ٱلرَّبِّ ٱلْمُتَأَلِّمِ". إِنَّ يَسُوعَ جَاءَ لِيُحَقِّقَ، خِلَالَ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ، دَعْوَةَ "عَبْدِ ٱلرَّبِّ" ٱلَّذِي نَبَذَهُ ٱلنَّاسُ، وَقَرَّرُوا قَتْلَهُ، حَتَّى يَنَالَ ٱلْمَجْدَ مِنَ ٱللَّهِ، وَيُخَلِّصَ ٱلْجَمَاهِيرَ. وَفِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ، صَرَّحَ يَسُوعُ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنسَانِ تَحَمَّلَ كُلَّ آثَامِنَا مِنْ أَجْلِ خَلَاصِنَا، كَمَا قَالَ:"إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنسَانِ سَيُسْلَمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاسِ، فَيَقْتُلُونَهُ" (متى 17: 22–23). فَلَقَبُ "ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ" حَلَّ مَحَلَّ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ لَقَبَ "ٱلْمَسِيحِ"، لِأَنَّ لَقَبَ ٱلْمَسِيحِ كَانَ سَابِقًا لِأَوَانِهِ (مرقس 8: 29–31)، وَكَانَ يُظْهِرُ تَطَلُّعَاتٍ زَمَنِيَّةً لِرَجَاءِ إِسْرَائِيلَ. وَعَلَيْهِ، يُشِيرُ لَقَبُ "ٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ" فِي ٱلْأَنَاجِيلِ إِلَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ بِٱلذَّاتِ. وَلَقَبُ "ٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ"، بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يُجَسِّدُ ٱلْأَبْرَارَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ، حَيْثُ جَاءَتِ ٱلْقِيَامَةُ تَنْصِيبًا لِيَسُوعَ بِصِفَتِهِ ٱبْنَ ٱلْإِنسَانِ، وَمُحَقِّقَةً مَا أَنْبَأَ بِهِ يَسُوعُ مِرَارًا: "أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ تَبِعُونِي، مَتَى جَلَسَ ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ عَلَى عَرْشِ مَجْدِهِ عِندَمَا يُجَدَّدُ كُلُّ شَيْءٍ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ عَرْشًا، لِتَدِينُوا أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَر" (متى 19: 28). وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ: "وَتَظْهَرُ عِندَئِذٍ فِي ٱلسَّمَاءِ آيَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ، فَتَنْتَحِبُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ، وَتَرَى ٱبْنَ ٱلْإِنسَانِ آتِيًا عَلَى غَمَامِ ٱلسَّمَاءِ فِي تَمَامِ ٱلْعِزَّةِ وَٱلْجَلَالِ" (متى 24: 30). وَلِذٰلِكَ، جَازَ لِيَسُوعَ أَنْ يَكُونَ تَجْسِيدًا لِجَمِيعِ ٱلْمُضْطَهَدِينَ، وَجَمِيعِ ٱلصِّغَارِ وَٱلْمَسَاكِينِ، ٱلَّذِينَ أَصْبَحَ وَاحِدًا مِنْهُمْ: "كُلَّمَا صَنَعْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذٰلِكَ لِوَاحِدٍ مِنْ إِخْوَتِي هٰؤُلَاءِ ٱلصِّغَارِ، فَلِي قَدْ صَنَعْتُمُوهُ" (متى 25: 40). وَفِي بِدَايَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، نَظَرَتِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْأُولَى، ٱلَّتِي هِيَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ، إِلَى عَمَلِ يَسُوعَ ٱنْطِلَاقًا مِنْ لَقَبِ "ٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ" فِي سِفْرِ دَانِيال (7: 13–14)، وَكَانُوا يَرَوْنَ فِي ٱلْمَصْلُوبِ ذَاكَ ٱلَّذِي بِهِ تَمَّتْ دَيْنُونَةُ ٱلْبَشَرِ: "فَتَأْتِيَكُم مِنْ عِندِ ٱلرَّبِّ أَيَّامُ ٱلْفَرَجِ، وَيُرْسِلَ إِلَيْكُمُ ٱلْمَسِيحَ ٱلْمُعَدَّ لَكُم مِنْ قَبْلُ، أَي يَسُوعَ، ذَاكَ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ تَتَقَبَّلَهُ ٱلسَّمَاءُ إِلَى أَزْمِنَةِ تَجْدِيدِ كُلِّ مَا ذَكَرَهُ ٱللَّهُ بِلِسَانِ أَنْبِيَائِهِ ٱلْأَطْهَارِ فِي ٱلزَّمَنِ ٱلْقَدِيمِ" (أعمال الرسل 3: 20–21). وَبَعْدَ ذٰلِكَ، خَسِرَ ٱللَّقَبُ بُعْدَهُ مَعَ ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ (ٱلْهِلِّنِيَّةِ)، وَحَلَّ مَحَلَّهُ لَقَبُ "ٱبْنُ ٱللَّهِ". وَلَقَدْ لَعِبَ بُولُسُ دَوْرًا كَبِيرًا فِي هٰذَا ٱلتَّطَوُّرِ، وَبِسَبَبِ ٱلسُّلْطَةِ ٱلْخَارِقَةِ ٱلَّتِي يُطَالِبُ بِهَا يَسُوعُ كَٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ، ٱنْطِلَاقًا مِنْ نُصُوصِ دَانِيالَ، ٱسْتَطَاعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يُنْسِبُوا إِلَيْهِ لَقَبَ "ٱبْنُ ٱللَّهِ"، وَهٰذَا مَا يَسْتَنِدُ إِلَيْهِ سُلْطَانُهُ، وَيُمَكِّنُهُ مِنْ أَنْ يُرْسِلَ تَلَامِيذَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ (متى 28: 16–20). وَلَمَّا جَاءَ آبَاءُ ٱلْكَنِيسَةِ، فَهِمُوا لَقَبَ "ٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ" حَرْفِيًّا، فَقَالُوا: إِنَّهُ ٱلْإِنسَانُ مُمَثِّلُ ٱلْبَشَرِيَّةِ، وَلٰكِنْ، لَمْ يَكُنْ هٰذَا مَا عَنَاهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ فِي أُورَشَلِيمَ، وَمَا كَانَ يُهِمُّهُمْ هُوَ ٱلْأَصْلُ ٱلسَّمَاوِيُّ لِٱبْنِ ٱلْإِنسَانِ، وَٱلْعَمَلُ ٱلْإِلٰهِيُّ ٱلَّذِي يُتِمُّهُ. لَقَدْ سَأَلَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ: "مَنْ هُوَ ٱبْنُ ٱلْإِنسَانِ؟"، لِكَيْ يَقُودَهُمْ إِلَى ٱلْإِقْرَارِ بِمَا هُوَ أَسْمَى مِنْ ذٰلِكَ، وَهُوَ لَقَبُ "ٱبْنِ ٱللَّهِ". ب) يَسُوعُ ٱبْنُ ٱللَّهِ كَيْ نَفْهَمَ لَقَبَ يَسُوعَ "ٱبْنَ ٱللَّهِ"، لا بُدَّ مِنَ ٱلْبَحْثِ فِي مَفْهُومِ "ٱبْنِ ٱللَّهِ" بِحَسَبِ شَهَادَةِ بُطْرُسَ ٱلصَّادِرَةِ عَنِ ٱلْوَحْيِ ٱلْإِلٰهِيِّ، وَعَلَاقَةِ هٰذَا ٱللَّقَبِ بِمَوْتِ ٱلْمَسِيحِ وَقِيَامَتِهِ وَتَجَسُّدِهِ، وَكَيْفَ فَهِمَ بُولُسُ ٱلرَّسُولُ هٰذَا ٱللَّقَبَ. مَفْهُومُ ٱبْنِ ٱللَّهِ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْقَدِيمِ، قِيلَتْ عِبَارَةُ "ٱبْنِ ٱللَّهِ" فِي ٱلْمَلَائِكَةِ، وَفِي ٱلشَّعْبِ ٱلْيَهُودِيِّ، وَفِي ٱلْمَسِيحِ ٱلْمُنْتَظَرِ (2 صَمُوئِيل 7: 14، مَزْمُور 2: 7). وَتُشِيرُ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةُ إِلَى عَلَاقَةٍ خَاصَّةٍ مَعَ ٱللَّهِ، وَٱخْتِيَارِهِ لِأَجْلِ ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي يَعْهَدُ بِهَا ٱللَّهُ لِـ"أَبْنَائِهِ". وَٱنْطَلَقَتِ ٱلْمَسِيحِيَّةُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُعْطَيَاتِ، فَشَدَّدَتْ عَلَى ٱلْمُمَيَّزَةِ ٱلْفَرِيدَةِ ٱلْخَاصَّةِ بِشَخْصِ يَسُوعَ. فَهُوَ ٱلَّذِي يُقِيمُ مَعَ ٱللَّهِ عَلَاقَةً بُنُوِيَّةً لَا مَثِيلَ لَهَا، وَٱلَّذِي عُهِدَ إِلَيْهِ بِرِسَالَةٍ لَا نَظِيرَ لَهَا، وَهِيَ خَلَاصُ ٱلنَّاسِ: "فَإِنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ" (مَتَّى 1: 21). وَتَحَدَّثَ يَسُوعُ، بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، بِعِبَارَاتٍ وَاضِحَةٍ عَنِ ٱلْعَلَاقَاتِ بَيْنَ ٱلِٱبْنِ وَٱلْآبِ: فَتَقُومُ بَيْنَهُمَا وَحْدَةٌ فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَجْدِ: "ٱلِٱبْنُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، بَلْ يَعْمَلُ مَا يَرَاهُ ٱلْآبُ يَعْمَلُهُ... كَيْ يُكْرِمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلِٱبْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ ٱلْآبَ" (يُوحَنَّا 5: 19، 23). وَيُبَيِّنُ يُوحَنَّا ٱلْمُبَشِّرُ أَنَّ ٱلْآبَ قَدْ مَنَحَ كُلَّ شَيْءٍ لِٱبْنِهِ، لِأَنَّهُ يُحِبُّهُ: "إِنَّ ٱلْآبَ يُحِبُّ ٱلِٱبْنَ، فَجَعَلَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ" (يُوحَنَّا 3: 35). وَقَدْ أَعْطَاهُ سُلْطَةَ إِحْيَاءِ ٱلْمَوْتَى: "فَكَمَا أَنَّ ٱلْآبَ يُقِيمُ ٱلْمَوْتَى وَيُحْيِيهِم، فَكَذٰلِكَ ٱلِٱبْنُ يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ" (يُوحَنَّا 5: 21)، وَسُلْطَةَ ٱلْقَضَاءِ: "لِأَنَّ ٱلْآبَ لَا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ أَوْلَى ٱلْقَضَاءَ كُلَّهُ لِلِٱبْنِ" (يُوحَنَّا 5: 22). وَعِنْدَمَا يَرْجِعُ يَسُوعُ إِلَى ٱللَّهِ، يُمَجِّدُ ٱلْآبُ ٱلِٱبْنَ، لِكَيْ يُمَجِّدَ ٱلِٱبْنُ ٱلْآبَ، كَمَا جَاءَ فِي صَلَاةِ يَسُوعَ ٱلْكَهَنُوتِيَّةِ: "يَا أَبَتِ، قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ: مَجِّدِ ٱبْنَكَ، لِيُمَجِّدَكَ ٱبْنُكَ" (يُوحَنَّا 17: 1). ٱبْنُ ٱللَّهِ في شَهَادَةُ بُطْرُسَ لَمْ يَكْتَفِ بُطْرُسُ أَنْ يُعْلِنَ أَنَّ يَسُوعَ نَبِيٌّ؛ أَيْ ذَاكَ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱلْكَلِمَةَ، بَلْ هُوَ ٱلْكَلِمَةُ. وَلَمْ يَكْتَفِ أَنْ يُعْلِنَهُ "ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ"؛ أَيْ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيَّ ٱلْإِنْسَانِيَّ ٱلَّذِي يُخَلِّصُ ٱلْبَشَرَ، بَلْ هُوَ "ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ٱلْحَيِّ" (مَتَّى 16: 16). شَهِدَ بُطْرُسُ بِٱسْمِ ٱلتَّلَامِيذِ جَمِيعًا، ٱنْطِلَاقًا مِنْ قُوَّةِ إِيمَانِهِ، وَبِنِعْمَةٍ خَاصَّةٍ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، أَنَّ يَسُوعَ هُوَ "ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ٱلْحَيِّ" (مَتَّى 16: 16). وَلَقَدْ صَدَرَ هٰذَا ٱلِٱعْتِرَافُ عَنْ إِيمَانٍ حَقٍ. فَٱلْإِيمَانُ، مِثْلُ إِيمَانِ بُطْرُسَ، هُوَ أَسَاسُ مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ. بُطْرُسُ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِتَعَالِيمِ ٱلسَّيِّدِ ٱلْمَسِيحِ فَحَسْب، بَلْ تَعَلَّقَ بِشَخْصِهِ. وَفِي شَهَادَةِ بُطْرُسَ: "ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ٱلْحَيِّ" (مَتَّى 16: 16)، تَفْخِيمٌ، وَٱسْتِعْمَالُ أَلِ التَّعْرِيفِ، وَتَطْوِيبُ يَسُوعَ لِبُطْرُسَ، يَحْمِلُنَا عَلَى أَنْ نَرَى فِي هٰذِهِ ٱلشَّهَادَةِ كَمَالَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمَسِيحِيِّ، كَمَا ٱكْتَشَفَهُ ٱلرُّسُلُ شَيْئًا فَشَيْئًا بَعْدَ ٱلْقِيَامَةِ. وَقَدْ أَعْلَنَ ٱلْآبُ نَفْسُهُ هُوِيَّةَ ٱبْنِهِ، قَائِلًا: "هٰذَا هُوَ ٱبْنِيَ ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ" (مَتَّى 3: 17). تُؤَكِّدُ تَطْوِيبَةُ يَسُوعَ لِبُطْرُسَ: "طُوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فَلَيْسَ اللَّحمُ والدَّمُ كَشَفَا لَكَ هٰذا، بَل أَبي الَّذي في السَّمَاوَاتِ" (متى ١٦: ١٧)، أَنَّنَا أَمَامَ وَحْيٍ إِلَهِيٍّ مُنْسَكِبٍ مِنَ ٱلْآبِ. فَٱعْتِرَافُ بُطْرُسَ: "ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْحَيِّ" (متى 16: 16)، لَيْسَ نَاتِجًا عَنْ تَفْكِيرٍ بَشَرِيٍّ أَوْ فَهْمٍ عَقْلِيٍّ فَقَط، بَلْ هُوَ ثَمَرَةُ ٱلرُّوحِ وَتَجَلِّي ٱلْوَحْيِ. فَتَفْخِيمُ ٱلْعِبَارَةِ، وَٱسْتِعْمَالُ ٱلتَّعْرِيفِ، وَتَطْوِيبُ ٱلرَّبِّ، كُلُّهَا تُؤَكِّدُ أَنَّنَا أَمَامَ لَحْظَةٍ حَاسِمَةٍ فِي مَسِيرَةِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمَسِيحِيِّ. فِي هٰذِهِ ٱلشَّهَادَةِ نَرَى مِلْءَ ٱلْإِيمَانِ، كَمَا ٱكْتَشَفَهُ ٱلرُّسُلُ شَيْئًا فَشَيْئًا بَعْدَ ٱلْقِيَامَةِ. فَهِيَ شَهَادَةٌ تَتَجَاوَزُ ٱلْمَظَاهِرَ، لِتَغُوصَ فِي سِرِّ شَخْصِ ٱلْمَسِيحِ، وَتُعْلِنَ هُوِيَّتَهُ ٱلْأَزَلِيَّةَ كَٱبْنِ ٱللهِ ٱلْحَيِّ. ٱبْنُ ٱللَّهِ فِي رَسَائِلِ بُولُسَ يُصْبِحُ مَوْضُوعُ ٱبْنِ ٱللَّهِ فِي رَسَائِلِ بُولُسَ ٱلرَّسُولِ نُقْطَةَ ٱنْطِلَاقٍ لَاهُوتِيَّةً أَكْثَرَ عُمْقًا، كَمَا جَاءَ فِي تَعْلِيمِهِ: "لَمَّا تَمَّ ٱلزَّمَانُ، أَرْسَلَ ٱللَّهُ ٱبْنَهُ، مَوْلُودًا لاِمْرَأَةٍ، مَوْلُودًا فِي حُكْمِ ٱلشَّرِيعَةِ" (غَلاطِيَّة 4: 4)، لِكَيْ يُتِمَّ بِمَوْتِهِ ٱلصُّلْحَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱللَّهِ: "فَإِنْ صَالَحَنَا ٱللَّهُ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ وَنَحْنُ أَعْدَاؤُهُ، فَمَا أَحْرَانَا أَنْ نَنْجُوَ بِحَيَاتِهِ وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ!" (رُومَة 5: 10). إِنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ هِيَ حَيَاةٌ فِي ٱلْإِيمَانِ بِٱبْنِ ٱللَّهِ، ٱلَّذِي أَحَبَّنَا وَضَحَّى بِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِنَا، كَمَا ٱخْتَبَرَهَا بُولُسُ ٱلرَّسُولُ: "فَإِنِّي أَحْيَاهَا فِي ٱلْإِيمَانِ بِٱبْنِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَجَادَ بِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِي" (غَلاطِيَّة 2: 20). نَسْتَنْتِجُ مِمَّا سَبَقَ أَنَّ لَقَبَ "ٱبْنُ ٱللَّهِ" يَكْتَسِبُ فِي إِنْجِيلِ مَتَّى مَعْنًى قَوِيًّا، لَا يُرَادِفُ فَقَط "ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ دَاوُد"، بَلْ يُضْفِي عَلَى سَائِرِ أَلْقَابِ يَسُوعَ كُلَّ مَعَانِيهَا ٱلْحَقِيقِيَّةِ. فَإِذَا كُنَّا فِي حَيْرَةٍ، فَلْنُعْلِنْهُ عَلَى مِثَالِ بُطْرُسَ: "أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللَّهِ ٱلْحَيِّ" (مَتَّى ١٦: ١٦)، وَلْنَرَهُ بِإِيمَانِ قَائِدِ ٱلْمِئَةِ: "فَإِنَّهُمْ لَمَّا رَأَوُا ٱلزَّلْزَالَ وَمَا حَدَثَ، خَافُوا خَوْفًا شَدِيدًا وَقَالُوا: كَانَ هٰذَا ٱبْنَ ٱللَّهِ حَقًّا!" (مَتَّى 27: 54). عقيدة ٱلتَّجَسُّدُ وَٱبْنُ ٱللَّهِ تَتَجَلَّى عَقِيدَةُ ٱلتَّجَسُّدِ بِكُلِّ أَبْعَادِهَا فِي وَاضِحِ ٱلْكَلاِمِ: "ما ظَهَرَتْ بِهِ مَحَبَّةُ ٱللهِ بَيْنَنَا هو أَنَّ ٱللهَ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِنَحْيَا بِهِ" (1 يُوحَنَّا 4: 9). وَهٰذَا ٱلْإِبْنُ ٱلْوَحِيدُ هُوَ ٱلَّذِي يُخْبِرُنَا عَنِ ٱللَّهِ: "إِنَّ ٱللَّهَ ما رَآهُ أَحَدٌ قَطُّ، ٱلْإِبْنُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي فِي حِضْنِ ٱلْآبِ، هُوَ ٱلَّذِي أَخْبَرَ عَنْهُ" (يوحنا 1: 18). وَيَمْنَحُ ٱلْإِبْنُ ٱلْوَحِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ، ٱلَّتِي تَأْتِي مِنَ ٱللَّهِ: "إِنَّ ٱللَّهَ وَهَبَ لَنَا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ، وَأَنَّ هٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ هِيَ فِي ٱبْنِهِ. مَنْ كَانَ لَهُ ٱلْإِبْنُ فَكَانَت لَهُ ٱلْحَيَاةُ، وَمَنْ لَمْ يَكُن لَهُ ٱبْنُ ٱللَّهِ فَلَمْ تَكُن لَهُ ٱلْحَيَاةُ" (1 يُوحَنَّا 5: 11–12). وَٱلْعَمَلُ ٱلْمَطْلُوبُ مِنَّا هُوَ ٱلْإِيمَانُ بِٱلإِبْنِ: "عَمَلُ ٱللَّهِ أَنْ تُؤْمِنُوا بِمَن أَرْسَلَ" (يوحنا 6: 29). وَمَنْ يُؤْمِنِ ٱلإِبْنَ ينال ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةَ: "أَنَّ كُلَّ مَنْ رَأَى ٱلإِبْنَ وَآمَنَ بِهِ فَكَانَتْ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْآخِرِ" (يوحنا 6: 40). وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱلْإِبْنِ يَحْكُمُ عَلَى نَفْسِهِ بِٱلدَّيْنُونَةِ: "مَنْ آمَنَ بِهِ لَا يُدَانُ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ فَقَدْ دِينَ مُنْذُ ٱلْآنِ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِٱسْمِ ٱبْنِ ٱللَّهِ ٱلْوَحِيدِ" (يوحنا 3: 18). ألْآلَامُ وَٱلْقِيَامَةُ وَٱبْنُ ٱللَّهِ أعْلِنُ ٱلْإِنْجِيلُ بِوُضُوحٍ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْوَحِيدُ فِي مَعْنًى فَرِيدٍ، وَقَدْ تَجَسَّدَ فِي ٱلزَّمَانِ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ. فَٱلشَّهَادَةُ الْبِشَارِيَّةُ تَقُولُ: "وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ بَشَرًا، فَسَكَنَ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدَ ٱبْنٍ وَحِيدٍ لِلآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا" (يوحنا 1: 14). فَهٰذَا ٱلِابْنُ ٱلأَزَلِيُّ ٱلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلآبِ قَبْلَ كُلِّ ٱلدُّهُورِ، غَيْرُ مَخْلُوقٍ، بَلْ "إِلَهٌ حَقٌّ مِنْ إِلَهٍ حَقٍّ"، قَدِ ٱتَّخَذَ جَسَدًا وَحَلَّ فِي وَسَطِنَا. وَبِهٰذِهِ ٱلْخُطُوَةِ ٱلْعَجِيبَةِ، صَارَ ٱللهُ قَرِيبًا مِنَ ٱلإِنْسَانِ، وَاتَّحَدَ بِهِ، لِيَرْفَعَهُ إِلَيْهِ. وَقَدْ أَكَّدَ بُولُسُ ٱلرَّسُولُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ غَلَاطِيَّةَ قَائِلًا: "وَلَمَّا تَمَّ ٱلزَّمَانُ أَرْسَلَ ٱللهُ ٱبْنَهُ، مَوْلُودًا مِنِ ٱمْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ ٱلَّذِينَ تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ، وَيَجْعَلَنَا نَنَالُ ٱلتَّبَنِّيَ" (غلاطية 4: 4-5). إِذًا، لَقَبُ "ٱبْنُ ٱللهِ" فِي حَالَةِ يَسُوعَ لَيْسَ تَعْبِيرًا مَجَازِيًّا عَنْ ٱلْقُرْبِ مِنَ ٱللهِ، بَلْ هُوَ تَعْبِيرٌ حَرْفِيٌّ وَلَاهُوتِيٌّ يَدُلُّ عَلَى هُوِيَّةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْإِلَهِيَّةِ، وَعَلَى وَحْدَتِهِ ٱلْأَزَلِيَّةِ مَعَ ٱلآبِ، وَمَحَبَّتِهِ ٱلْفَادِيَةِ لِلْبَشَرِ. لَا يَكْفُلُ لِلْمَسِيحِ لَقَبُ "ٱبْنُ ٱللَّهِ" مَصِيرًا مَجِيدًا أَرْضِيًّا، بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ كَـ"ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" أَنْ يَمُوتَ كَيْ يَبْلُغَ مَجْدَهُ، كَمَا جَاءَ فِي ٱلْإِنْجِيلِ: "وبَدأَ يَسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم، ويُعانِيَ آلامًا شَديدةً مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ، ويُقتَلَ، ويَقومَ في اليَومِ الثَّالث" (متى 16: 21). فَلَا يُكْشَفُ لَقَبُ "ٱبْنُ ٱللَّهِ" فِي كُلِّ عِظَمِهِ إِلَّا مِنْ خِلَالِ ٱلْآلَامِ وَٱلْقِيَامَةِ. وَفِي سَاعَةِ ٱلصَّلِيبِ، تَبَدَّدَ كُلُّ ٱلِالْتِبَاسِ، وَٱعْتَرَفَ قَائِدُ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَثَنِيُّ قَائِلًا: "كانَ هٰذا ٱلرَّجُلُ ٱبْنَ ٱللَّهِ حَقًّا!" (مرقس 15: 39). وَفِي صَلَاتِهِ فِي جَثْسَيْمَانِي، حَيْثُ خَاطَبَ ٱللهَ بِقَوْلِهِ: "أَبَّا، يَا أَبَتِ" (مرقس 14: 36)، ظَهَرَتْ أَلْفَةٌ بَنَوِيَّةٌ عَمِيقَةٌ، تَقُومُ عَلَى مَعْرِفَةٍ مُتَبَادَلَةٍ وَمُشَارَكَةٍ كَامِلَةٍ، كَمَا قَالَ: "قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ ٱلابْنَ إِلَّا ٱلآب، ولا مِن أَحَدٍ يَعرِفُ ٱلآبَ إِلَّا ٱلابْن، ومَن شاءَ ٱلابْنُ أَنْ يَكشِفَهُ لَه" (متى 11: 27). بِهٰذَا، يُعْطِي يَسُوعُ مَعْنًى عَمِيقًا وَكَمَالًا لِلتَّصْرِيحَاتِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ الَّتِي أُعْلِنَتْ فِي مَعْمُودِيَّتِهِ: "أَنتَ ٱبْنِيَ ٱلْحَبِيبُ، عَنكَ رَضِيتُ" (مرقس 1: 11). |
![]() |
|