![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
"الغنيُ الجاهل" هذه التي أعددتَها لمن تكون؟ مثلٌ من أمثال الربّ يسوع، من بشارة الرسول لوقا الإنجيليّ، يحمل في طيّاته الكثير من القِيم المسيحيّة السامية ، ويُظهر فيه ربُّنا، له المجد ، الخطرَ الناجمَ عن الاتّكال على المال عوض الاتكال على الله ، الذي هو مصدر كلّ الخيرات. "هذه التي أعددتَها لمن تكون"؟ هذا السؤال الذي طرحه الله على الغنيّ كان وما زال يقلق الكثيرين من الأغنياء، حتّى الحكيم الغنيّ سليمان شغله هذا السؤال، لكنّ حكمته تفوّقت على غناه المادّيّ، فأيقن أنّ الإنسان "لا يأخذ معه شيئاً " ولا يبقى شيء في هذه الدنيا إلا وجه الربّ والذي هو مصدر كلّ الخيرات. لقد غاب عن بال هذا الغنيّ أنّ الحياة ليست بالمأكل والمشرب والرفاهية وأنّه: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكلّ كلمةٍ تخرج من فم الله" (لوقا 4: 4). إذاً، مشكلته تكمن في إرجاعه كلّ شيء الى ذاته، ناسيًا أو متجاهلاً أنّ كلّ ما يملك هو من الله وله، وهو مُعطًى له للاِستعمال الوقتيّ "للربّ الأرض بكمالها ، المسكونة وكلّ الساكنين فيها". لقد أراد الغنيّ أن يستأثر بالخيرات التي حصل عليها، لأنّ أرضه أخصبت بفضلٍ من الله، واعتبرها خاصّةً به، وأغلق الباب أمام من هم بحاجة ماسّةٍ إليها. وكانت النتيجة أنّه سمع صوت الربّ يقول له: "يا جاهل في هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟ يقول القدّيس ثيوفانيس الحبيس، في تعليقٍ على هذا المثل: "بما أنّ الثروة من الله، قدِّمْها إلى الله عندما تصل اليك، فتحوِّلُها إذ ذاك إلى ثروةٍ مقدّسة . تقاسَمْ كُلَّ ما يفيض عنك مع المحتاجين ، فهذا يكون مساويًا لأن تُرجع لله ما أعطاه . إنّ مَن يعطي الفقير يعطي الله." فليعطِنا الربّ الإله أن نكون متّكلين عليه وليس على سواه، لأنّ مَنِ اتّكلَ عليه لا يعدم شيئًا. مردِّدِين مع الرسول بولس: كأنّنا فُقَراءُ ونحن نُغني كثيرين . كأنّا لا شيءَ لنا ونحن نملكُ كلَّ شيء". ومع المزمور الإلهيّ: "الأغنياءُ افتقروا وجاعوا، أمّا الذين يبتغون الربّ فلا يُعوِزُهم أيُّ خير". آمين. |
![]() |
|