![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لم يتوقف معلمنا لوقا البشير عن الكشف عن عمل الروح غير المنقطع خلال الثلاث المراحل الأخيرة. أ. عمل الروح قبل خلقة آدم وحواء: يبدأ سفر التكوين بالحديث عن الروح القدس الذي كان يرف على وجه المياه حيث كانت الأرض خالية وخاوية، بلا شكل ولا جمال ولا نفع، ليقيم من هذه الأرض عالمًا جميلًا رائعًا، يمثل قصرًا ملوكيًا يعيش فيه آدم وحواء كملكٍ وملكةٍ في قصرهما، تعمل كل الطبيعة بكل إمكانياتها وجمالها لسعادتهما. هذا الروح عينه يبقى يعمل عبر كل الزمن ليقيم من كل مؤمنٍ عالمًا جميلًا، بل عروسًا مقدسة مهيأة للعرس السماوي الفريد المفرح. ب. عمل الروح القدس بعد سقوط الإنسان: ركز الرسل في أحاديثهم الواردة في هذا السفر على دور الروح القدس في تهيئة شعب الله لقبول عمل السيد المسيح الخلاصي. ففي أول حديث للقديس بطرس بعد الصعود يقول: "ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود" (أع 16:1). فالروح القدس كان يقود رجال الله ليتنبأوا عن أحداث الخلاص، لكي يتمتع العالم كله بالحياة الجديدة. كانت الفترة من سقوط الإنسان إلى مجيء السيد المسيح فترة إعداد للبشرية لقبول السيد، خاصة خلال النبوات، فلا نعجب إن قال موسى النبي لتلميذه يشوع: "يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذا جعل الرب روحه عليهم" (عد 29:11). لقد غار يشوع على الشيخين ألداد وميداد لأنهما تنبأ في المحلة وليس داخل الخيمة، أما موسى النبي فاشتهى أن يعمل الروح القدس في حياة الشيوخ القادة كما في الشعب دون حدود مكانية. ج. عمل الروح القدس في زمن المسيح: الروح القدس الذي لم يكف عن أن يعمل، خاصة في الأنبياء، لتهيئة الشعب لقبول المخلص، عمل أيضًا في زمن السيد المسيح. فيذكر لوقا البشير كيف هيأ الروح القدس القديس يوحنا ليكون السابق للسيد المسيح: "ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس... لكي يهيئ للرب شعبًا مستعدًا" (لو 15:1، 17). كما كشف عن دور الروح القدس في تجسد الكلمة المخلص: "الروح القدس يحل عليكِ، وقوة العلي تظللكِ، فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله" (لو 35:1). د. عمل الروح القدس في زمن الكنيسة: جاء سفر الأعمال يكشف بفيضٍ عظيمٍ عن تحقيق الوعد الإلهي: "ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي" (يو 26:15)". منذ العنصرة والروح القدس يقود بنفسه الكنيسة خلال الكهنة كما من خلال الشعب، ليكون لكل عضوٍ دور حيٌ للشهادة السيد المسيح. لقد انطلق بالكنيسة يدشن الشهادة للسيد المسيح في أورشليم فاليهودية والسامرة ثم إلى الأمم، حتى بلغ بها إلى القصر الإمبراطوري في روما عاصمة العالم في ذلك الحين. * الروح القدس العامل في أورشليم: حلٌ الروح القدس على التلاميذ في العلية (أع 2) هذا الذي وهب الرسل والمعلمين والأنبياء... كل منهم دوره. بل هو الروح العامل في الكنيسة كلها. هذا ما تحقق حسب نبوة يوئيل النبي: "يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبابكم رؤى، ويحلم شيوخكم أحلامًا، وعلى عبيدي أيضَا وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون... ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص" (أع 17:2 –21). هكذا حلٌ الروح القدس على الكنيسة ليحول كل قلبٍ إلى نبي، ليشهد للأمجاد المقبلة خلال خبرة عربونها. يعمل في الرجال والنساء، كما في الشباب والشيوخ، مقدمًا الخلاص لكل من يدعو باسم الرب، سواء كان يهوديًا أو سكيثيا أو بربريًا... كما أقام الروح القدس أنبياء في أورشليم، من بينهم أغابوس الذي تنبأ عن الجوع العظيم العتيد أن يصير على جميع المسكونة (أع 27:11–28 ). * الروح القدس العامل في السامرة: لم يُحصر الروح القدس بمدينة أورشليم ولا بهيكل سليمان كما يتوقع اليهود. فإذ قبلت السامرة كلمة الله أرسلت الكنيسة القديسين بطرس ويوحنا، اللذين "وضعا الأيادي عليهم، فقبلوا الروح القدس" (أع 17:8). لقد قاد الروح القدس القديس فيلبس ليتقدم ويرافق مركبة الرجل الأثيوبي خصي وزير لكنداكة ملكة أثيوبيا (أع 29:8)، بل ونراه يخطفه ويأتي به إلى أشدود (8: 39-40). * الروح القدس يعمل في كل الأرض: لم يكن ممكنًا لآخر غير الروح القدس أن يقتحم العالم الأممي، ليحرك القلوب ويجتذبها إلى الإيمان بالمصلوب، ولكي يهبهم الميلاد الجديد في المعمودية، ويجدد على الدوام أفكارهم لينموا بغير انقطاع، فيصيروا أيقونة العريس السماوي. لم يكن ممكنًا لرسولٍ ما أن يتجاسر ويعمد أممي دون أن يتهود أولًا، لذا بادر الروح القدس وحلٌ على كرنيليوس وأهل بيته وكل الحاضرين من الأمم قبل أن ينهي القديس بطرس حديثه معهم (44:10)، عندئذ فقط استطاع القديس أن يقول: "أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا؟" (أع 47:10). وفي كل مدينة إذ وضع القديس بولس يديه على المؤمنين حلّ الروح القدس عليهم (أع 6:19). الروح القدس هو الذي يقيم الخدام العاملين في هذا الكرم. "قال الروح القدس: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتها إليه" (أع 2:13). أما قوله "لي" فيكشف عن حرص الروح القدس أن ينسب هذا العمل له، فهو يختار العاملين، وهو العامل فيهم وبهم حتى يحقق عمله الإلهي خلال الكنيسة التي يقدسها. ويبقى سفر الأعمال يؤكد هذه الحقيقة كما سنرى أثناء دراستنا للسفر. كان الروح القدس يكشف للرسول بولس حتى ما سيحل به من شدائد أثناء خدمته: "غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلًا إن وثقًا وشدائد تنتظرني" (أع 23:20). وفي حديث القديس بولس مع كهنة أفسس يقول: "احترزوا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع 28:20). أخيرًا إذ بلغ الأسير بولس روما، دخل متهلل، الروح فقد حقق الروح القدس ما سبق أن أنبأ به على لسان إشعياء النبي، إذ قال: "حسنًا كلم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي، قائلًا: اذهب إلى هذا الشعب وقل... فليكن معلومًا عندكم أن خلاص الله قد أُرسل إلى الأمم، وهم سيسمعون" (أع 28: 25-28). |
![]() |
|
| قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
| الموضوع |
| انجيل معلمنا لوقا مسموع |
| انجيل معلمنا لوقا مسموع |
| مثل الابن الضال حسب البشير لوقا |
| البشير لوقا |
| تفسير انجيل معلمنا متى البشير لنيافة الحبر الجليل الانبا اسطفانوس |