عمل الروح القدس بعد سقوط الإنسان:
ركز الرسل في أحاديثهم الواردة في هذا السفر على دور الروح القدس في تهيئة شعب الله لقبول عمل السيد المسيح الخلاصي. ففي أول حديث للقديس بطرس بعد الصعود يقول: "ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود" (أع 16:1).
فالروح القدس كان يقود رجال الله ليتنبأوا عن أحداث الخلاص، لكي يتمتع العالم كله بالحياة الجديدة. كانت الفترة من سقوط الإنسان إلى مجيء السيد المسيح فترة إعداد للبشرية لقبول السيد، خاصة خلال النبوات، فلا نعجب إن قال موسى النبي لتلميذه يشوع: "يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذا جعل الرب روحه عليهم" (عد 29:11).
لقد غار يشوع على الشيخين ألداد وميداد لأنهما تنبأ في المحلة وليس داخل الخيمة، أما موسى النبي فاشتهى أن يعمل الروح القدس في حياة الشيوخ القادة كما في الشعب دون حدود مكانية.