
15 - 10 - 2025, 05:21 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
1 وقالَ أَيضاً لِتَلاميذِه: ((كانَ رَجُلٌ غَنِيّ وكانَ لَه وَكيل فشُكِيَ إِلَيه بِأَنَّه يُبَذِّرُ أَموالَه . 2 فدَعاهُ وقالَ له: ما هذا الَّذي أَسمَعُ عَنكَ ؟ أَدِّ حِسابَ وَكالَتِكَ، فلا يُمكِنُكَ بَعدَ اليَومِ أَنْ تَكونَ لي وَكيلاً. 3 فقالَ الوكيلُ في نَفْسِه: ماذا أَعمَل؟ فَإِنَّ سيِّدي يَستَرِدُّ الوَكالَة مِنّي، وأَنا لا أَقوى على الفِلاحة، وأَخجَلُ بِالاستِعطاء. 4 قد عرَفتُ ماذا أَعمَلُ حتَّى إِذا نُزِعتُ عنِ الوَكالَة، يَكونُ هُناكَ مَن يَقبَلونَني في بُيوتِهم. 5 فدَعا مَديني سَيِّدِه واحِداً بَعدَ الآخَر وقالَ لِلأَوَّل: كم عَلَيكَ لِسَيِّدي ؟ 6 قال: مِائةُ كَيْلٍ زَيتاً: فقالَ له: إِلَيكَ صَكَّكَ، فاجلِسْ واكتُبْ على عَجَلٍ: خَمسين. 7 ثُمَّ قالَ لآخَر: وأَنتَ كم عَليكَ ؟ قال: مِائةُ كَيْلٍ قَمحاً. قالَ له: إِلَيكَ صَكَّكَ، فَاكتُبْ: ثَمانين. 8 فأَثْنى السَّيِّدُ على الوَكيلِ الخائِن، لِأَنَّه كانَ فَطِناً في تَصَرُّفِه. وذلِك أَنَّ أَبناءَ هذهِ الدُّنيا أَكثرُ فِطنَةً مع أَشباهِهِم مِن أَبْناءِ النُّور. 9 ((وأَنا أَقولُ لَكم: اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام، حتَّى إِذا فُقِدَ قَبِلوكُم في المَساكِنِ الأَبَدِيَّة. 10 مَن كانَ أَميناً على القَليل، كانَ أَميناً على الكثيرِ أَيضاً. ومَن كانَ خائِناً في القَليل كانَ خائِناً في الكَثيرِ أَيضاً. 11 فَإِذا لم تَكونوا أُمَناء على المالِ الحَرام، فعَلى الخَيرِ الحَقِّ مَن يَأَتَمِنُكم ؟ 12 وإِذا لم تكونوا أُمَناءَ على ما لَيسَ لَكم، فمَن يُعطيكُم ما لَكم؟ 13 ((ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لِأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلَزمَ أَحَدَهما ويَزدَرِيَ الآخَر. فأَنتُم لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِله ولِلمال)).
يَتَناوَلُ إنجيلُ هذا الأحد (لوقا 16: 1-13) مَثَلَ الوَكيلِ الخائِن الّذي ضربَه يسوعُ لِتلاميذِه مُعَلِّمًا إيّاهُم الوَكالَةَ في استخدامِ المال، لأنَّ كُلَّ ما يُعطيهِ اللهُ للإنسانِ إنّما هو وِكالَةٌ مَوكولَةٌ إليه. فالمؤمِنُ ليس مالِكًا مُطلَقًا، بل وَكيلٌ على عَطايا الله: مِن مالٍ ووقتٍ وصِحَّةٍ ومَواهِبَ أُخرَى. وكُلُّ واحدٍ منَّا أُوكِلَ إليه ما يُميِّزُه من مَواهِبَ وعَطايا. وكثيرًا ما يَمرُّ في ساعاتٍ تَفرِضُ عليه أن يَتَحلّى بِالفِطنةِ والحِكمَةِ واتِّخاذِ القرارِ الصّائب.
ولَم يَذكُرِ الأناجيلُ هذا المثلَ إلّا إنجيلُ لوقا، وغايَتُه إظهارُ حِكمَةِ الاستِعدادِ لمُستَقبَلِ الإنسان، أي أن يَتَّخِذَ الخَيراتِ الزَّمنيَّةَ وسيلةً إلى السَّعادَةِ الأبدِيَّة. ولذلك، يُمكِن القولُ إنَّ هذا المَثَلَ يَمسُّ صَميمَ حياتِنا اليوم، حيثُ يَعيشُ الإنسانُ مُنغَمِسًا في المراوَغَةِ والغِشِّ والفَسادِ والخِيانَة. وهُنا يُرِيدُ يسوعُ أن يُعلِّمَنا أَن نُدَبِّرَ أمورَنا بِأمانَةٍ وحِكمَةٍ، لا أن نُبَذِّرَها بِخِيانَةٍ وفَساد.
|