![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإنسان حين يتشبث بالأمل رغم الخوف والمسافة في مارس عام 2025، عاش كارلوس بينتو، حارس الأمن البالغ من العمر 57 عامًا، واحدة من أكثر التجارب قسو*ة وغرابة في حياته. فبعد أن وجد نفسه وحيدًا على جزيرة صغيرة قبالة سواحل بليز، بلا راتب ولا وسيلة تواصل مع صاحب عمله، قرر أن يخاطر بكل شيء من أجل العودة إلى منزله وعائلته. بمواد بسيطة جمعها من الجزيرة — ألواح خشبية وبراميل فارغة — صنع كارلوس طوفًا بدائيًا، وضع عليه بعض الطعام والماء وحاجياته الشخصية ومجدافًا خشبيًا، ثم اندفع إلى البحر المفتوح غير عالمٍ إن كان سيصل حيًّا أم لا. لعدة أيام، واجه الشمس الحارقة، والعطش، والإرهاق، والبحر الذي لا يرحم، حتى تمكّن خفر السواحل في بليز من العثور عليه على بُعد أكثر من 27 كيلو من الساحل، منـهكًا لكن حيًّا. ابنته داينا بينتو روت لمحطة News 5 لحظات القلق الطويلة التي عاشتها العائلة. قالت: "كنا نبحث عنه منذ أيام سباق La Ruta Maya. علمنا أنه ذهب للعمل في جزيرة (Caye)، واعتقدنا أن الأمر طبيعي، لكن مع مرور الأيام بدأنا نقلق، فوالدي لا يختفي أكثر من يومين عادةً." كانت داينا على تواصل مع عمتها التي أكدت لها أن كارلوس ما زال في الجزيرة، لكن الصدمة جاءت عندما تلقّت مكالمة من عمها، يخبرها بأن والدها تم إنقاذه من البحر بواسطة خفر السواحل، ونُقل إلى مستشفى كارل هيوسْنر التذكاري (KHMH) في حالة مرهقة ولكن مستقرة. أظهرت الفحوص الأولية أن ضغط دمه كان مرتفعًا بسبب الجهد والتوتر، لكنه بخلاف ذلك كان في حالة صحية "جيدة نسبيًا"، وفقًا لتقرير خفر السواحل. وقال الأدميرال إلتون بينيت، قائد خفر السواحل: "كان يبدو راضيًا تمامًا وهو على ذلك الطوف الصغير، ينجرف وسط البحر وكأن الأمر مغامرة هادئة." أما صاحب العمل، فقد صرّح لداينا بأنه لم يكن يعلم كيف غادر كارلوس الجزيرة أصلًا. لكنها تعتقد أن والدها فقد صبره بعد أسابيع من العزلة، فقرر ببساطة أن يعود بنفسه إلى الوطن: "أظن أن أبي تعب من الانتظار... فقرر أن يجمع أغراضه ويأتي بنفسه. لقد كان البحر هائجًا أحيانًا، لكن الله حفظه." تحولت قصة كارلوس بينتو إلى حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل في بليز وخارجها، ليس فقط كحادث نجاة نادر، بل كرمز لإرادة الإنسان حين يتشبث بالأمل رغم الخوف والمسافة، ورغبته التي لا تهدأ في العودة إلى من يحب. |
|