منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 10 - 2025, 03:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,372,360

المال وحده لا يُنقذ الإنسان إن لم يتغيّر داخله أولًا


في عام 2005، كان في كاليفورنيا جسر قديم يأوي رجلًا بلا مأوى يُدعى تيد رودريغ.
كان يعيش هناك منذ سنوات، يقتات من جمع العلب الفارغة والزجاجات المهترئة ليبيعها في متاجر الخردة، بالكاد يجني 25 إلى 35 دولارًا في اليوم. كان هذا المبلغ يكفي ليشتري بعض الطعام، وعلبة سجائر.
لكن في أحد الأيام، كان القدر يخبئ له شيئًا لم يكن في الحسبان...
بينما كان تيد يُقلب القمامة كعادته بحثًا عن شيء يمكن بيعه، لمح حقيبة سوداء موضوعة بعناية بين الركام. توقّف للحظة، مسح عنها الغبار ببطء، ثم فتحها... ليجدها مليئة بحزم من الدولارات.
وفوقها ورقة صغيرة كتب عليها:
“ماذا سيفعل متشرد لو مُنح 100,000 دولار؟”
تجمّد في مكانه. لم يصدق عينيه. كان يظن أنه يحلم أو أن أحدهم يسخر منه. لكنه سرعان ما أدرك أن المال حقيقي، وأن حياته على وشك أن تتغير إلى الأبد.
ما لم يكن يعرفه هو أن كل هذا كان جزءًا من تجربة وثائقية حقيقية تحمل اسم "Reversal of Fortune"، أعدّها المخرج واين باورز لصالح شبكة Showtime.
كانت الفكرة بسيطة وجريئة: إعطاء مشرد مئة ألف دولار دون شروط، ومراقبة ما الذي سيفعله بها.
بدأت حياة تيد تتحول بسرعة مذهلة. اشترى دراجة جديدة لامعة، واستأجر غرفة في نُزل مريح لأول مرة منذ سنوات.
أخذ صديقه الشاب مايك إلى مدينة الملاهي، واشترى له الهدايا. صار يأكل في مطاعم لم يكن يُسمح له حتى بدخولها من قبل. ومع الأيام، بدأت الأخبار تنتشر بين المشردين، وصار تيد يعيش حياة لم يتخيلها يومًا.
حتى عائلته التي كانت قد تخلّت عنه منذ زمن، بدأت تتصل به من جديد. دعته والدته للإقامة معها بعد أن علمت بثرائه المفاجئ، بعد سنوات من الرفض والقطيعة. بدا وكأن القدر قرر منحه فرصة جديدة للحياة...
لكن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.
مع مرور الوقت، بدأ المال يُغيّر تيد أكثر مما غيّر واقعه.
صار يُنفق ببذخ غير محسوب: سيارات فخمة، سهرات، كحو*ل، نساء، وهدايا لأشخاص بالكاد يعرفهم.
وصل إنفاقه إلى عشرة آلاف دولار أسبوعيًا، وكأنه يسابق الزمن قبل أن ينتهي كل شيء.
عندما عرض عليه منتجو الفيلم مقابلة مستشار مالي لمساعدته على إدارة أمواله، رفض تمامًا، وقال بثقة متهوّرة:
"أنا لا أريد أن أخطط... أنا أريد أن أعيش يومي فقط."
لكن الأيام مضت أسرع مما ظن.
بعد ستة أشهر فقط من العثور على الحقيبة، كان رصيده في البنك أقل من خمسة آلاف دولار.
وبعد فترة قصيرة... اختفى كل شيء.
عاد تيد إلى الشوارع التي عرفها جيدًا، إلى نفس الجسر الذي كان بيته القديم، إلى الدراجة التي ظل يغسلها بفخر رغم فقره.
وفي نهاية عام 2006، ظهر في برنامج أوبرا وينفري إلى جانب المخرج، لتسأله أمام الملايين:
"كم تبقّى من المئة ألف دولار؟"
ابتسم تيد وقال بهدوء: "ولا دولار واحد... لكني بخير."
عاد تيد رودريغ إلى عمله القديم في مصنع التدوير، رجلًا فقد كل ما مُنح له، لكنه كسب شيئًا أكبر — إدراكًا عميقًا أن المال يمكن أن يشتري السرير، لا الراحة؛ البيت، لا الدفء؛ الحياة، لا السعادة.
لقد كانت التجربة صاد*مة... لكنها أجابت عن السؤال الذي بدأ منها كل شيء:
المال وحده لا يُنقذ الإنسان، إن لم يتغيّر داخله أولًا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فالله يعضد الإنسان في داخله
كانت (الكنيسة) أولًا عديمة الماء، أما الآن فانفجرتْ فيها أنهار
أولًا أنه هو الكائن وحده الذي بجواره يكون الكل
الخطية لا يأتي الإنسان من الخارج وحسب بل من داخله
خطية محبوبة داخل قلب الإنسان يمكن أن تخنق الكلمة داخله


الساعة الآن 02:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025