![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قدّيسٌ ناسِك عبَرَ نار الظلم ومضى نحو النور القدّيس خاريطون الناسك تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس خاريطون الناسك في تواريخ مختلفة، منها 28 سبتمبر/أيلول من كلّ عام؛ هو من عرف شتّى أنواع الآلام، لكنّه ظلّ متجذّرًا بمحبّة المسيح واختار السير في طريق الزهد والتقشّف. أبصرَ خاريطون النور في أواسط القرن الثالث في مدينة أيقونية في آسيا الصغرى، وسعت عائلته إلى تربيته على الإيمان المسيحيّ، فغرست في وجدانه أسمى الفضائل الروحيّة. وحين اندلعت شرارة اضطهاد المسيحيّين في أيّام الملك أوريليانوس، قبِض على خاريطون مع جماعة من المسيحيّين، فعرف شتّى أنواع الآلام، إذ جلِد وكوي جسده بنيران ملتهبة وبعدها سُجِن. لمّا توفّي الملك أوريليانوس، صدر عفو عن المسيحيّين. وبعد تلك المحطّة الأليمة، ذهب خاريطون إلى أورشليم لزيارة الأماكن المقدّسة حيث عاش المسيح. في تلك البلاد، بدأ هذا القدّيس فصلًا جديدًا من حياته، وعاش الزهد والتقشّف والتجرّد عن كلّ ما قد يفصله عن إيمانه، وكان يمضي أوقاته في تأمّل كلمة الله والصلاة والخشوع. تنسَّك خاريطون في مغارة صغيرة ومنَحَه الربُّ يسوع نعمة صنع آيات مقدّسة، حتّى ذاع صيت قداسته بقوّة، وهكذا بدأ يأتي إليه الناس من كلّ صوب طلبًا لصلاته وبركته. راح هذا الناسك القدّيس يؤسِّس الأديار، حتّى سار كثيرون على خُطاه وتتلمذوا له، وكان يحضّهم باستمرار على السير بطريق العمل الصالح والقداسة، وعيش الزهد والصلاة، والتخلّي عن قشور هذا العالم وأمجاده الباطلة. يُعدّ هذا الناسك أحد الآباء الرهبان الأوائل في المسيحيّة. وبعد حياة مفعمة بالإيمان المستقيم ومتوّجة بضياء المسيح، رقد خاريطون بعطر القداسة في القرن الرابع، معانقًا فرح الملكوت. أيّها الربّ يسوع، نسألك في تذكار هذا القدّيس أن تُعلِّمنا على مثاله كيف نسلك طريق التقوى والقداسة، حتّى نستحقّ الجلوس في أحضان مجدك الأزليّ، آمين. |
|