![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ، لأَنَّ الْجُوعَ كَانَ شَدِيدًا جِدًّا. فَخَوَّرَتْ أَرْضُ مِصْرَ وَأَرْضُ كَنْعَانَ مِنْ أَجْلِ الْجُوعِ. فَجَمَعَ يُوسُفُ كُلَّ الْفِضَّةِ الْمَوْجُودَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِالْقَمْحِ الَّذِي اشْتَرُوا، وَجَاءَ يُوسُفُ بِالْفِضَّةِ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. فَلَمَّا فَرَغَتِ الْفِضَّةُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَمِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ أَتَى جَمِيعُ الْمِصْرِيِّينَ إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا خُبْزًا، فَلِمَاذَا نَمُوتُ قُدَّامَكَ؟ لأَنْ لَيْسَ فِضَّةٌ أَيْضًا». فَقَالَ يُوسُفُ: «هَاتُوا مَوَاشِيَكُمْ فَأُعْطِيَكُمْ بِمَوَاشِيكُمْ، إِنْ لَمْ يَكُنْ فِضَّةٌ أَيْضًا». فَجَاءُوا بِمَوَاشِيهِمْ إِلَى يُوسُفَ، فَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ خُبْزًا بِالْخَيْلِ وَبِمَوَاشِي الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَبِالْحَمِيرِ. فَقَاتَهُمْ بِالْخُبْزِ تِلْكَ السَّنَةَ بَدَلَ جَمِيعِ مَوَاشِيهِمْ. وَلَمَّا تَمَّتْ تِلْكَ السَّنَةُ أَتَوْا إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ الْثَّانِيَةِ وَقَالُوا لَهُ: «لاَ نُخْفِي عَنْ سَيِّدِي أَنَّهُ إِذْ قَدْ فَرَغَتِ الْفِضَّةُ، وَمَوَاشِي الْبَهَائِمِ عِنْدَ سَيِّدِي، لَمْ يَبْقَ قُدَّامَ سَيِّدِي إِلاَّ أَجْسَادُنَا وَأَرْضُنَا. لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا جَمِيعًا؟ اِشْتَرِنَا وَأَرْضَنَا بِالْخُبْزِ، فَنَصِيرَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ، وَأَعْطِ بِذَارًا لِنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ وَلاَ تَصِيرَ أَرْضُنَا قَفْرًا». فَاشْتَرَى يُوسُفُ كُلَّ أَرْضِ مِصْرَ لِفِرْعَوْنَ، إِذْ بَاعَ الْمِصْرِيُّونَ كُلُّ وَاحِدٍ حَقْلَهُ، لأَنَّ الْجُوعَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ. فَصَارَتِ الأَرْضُ لِفِرْعَوْنَ. وَأَمَّا الشَّعْبُ فَنَقَلَهُمْ إِلَى الْمُدُنِ مِنْ أَقْصَى حَدِّ مِصْرَ إِلَى أَقْصَاهُ. إِلاَّ إِنَّ أَرْضَ الْكَهَنَةِ لَمْ يَشْتَرِهَا، إِذْ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ فَرِيضَةٌ مِنْ قِبَلِ فِرْعَوْنَ، فَأَكَلُوا فَرِيضَتَهُمُ الَّتِي أَعْطَاهُمْ فِرْعَوْنُ، لِذلِكَ لَمْ يَبِيعُوا أَرْضَهُمْ. فَقَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «إِنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُكُمُ الْيَوْمَ وَأَرْضَكُمْ لِفِرْعَوْنَ. هُوَذَا لَكُمْ بِذَارٌ فَتَزْرَعُونَ الأَرْضَ. وَيَكُونُ عِنْدَ الْغَلَّةِ أَنَّكُمْ تُعْطُونَ خُمْسًا لِفِرْعَوْنَ، وَالأَرْبَعَةُ الأَجْزَاءُ تَكُونُ لَكُمْ بِذَارًا لِلْحَقْلِ، وَطَعَامًا لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بِيُوتِكُمْ، وَطَعَامًا لأَوْلاَدِكُمْ». فَقَالُوا: «أَحْيَيْتَنَا. لَيْتَنَا نَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي فَنَكُونَ عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ». فَجَعَلَهَا يُوسُفُ فَرْضًا عَلَى أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ: لِفِرْعَوْنَ الْخُمْسُ. إِلاَّ إِنَّ أَرْضَ الْكَهَنَةِ وَحْدَهُمْ لَمْ تَصِرْ لِفِرْعَوْنَ." هذه الأحداث غالباً حدثت في السنتين الأخيرتين للمجاعة حيث إشتد الجوع فنقلهم يوسف إلى المدن (21) حيث مخازن الحبوب. وهنا نجد أن المصريين قدموا لفرعون أولا فضتهم ثم مواشيهم فأجسادهم وأرضهم. أي إستعبدوا له بالكامل. فَنَصِيرَ نَحْن وَأَرْضُنَا عَبِيدًا لِفِرْعَوْنَ = هم الذين إقترحوا وقالوا ليوسف إشترنا وأرضنا، إذاً هو إقتراح الناس وليس يوسف. هم كانوا عبيداً لفرعون طول العمر، ولكن نجد أن يوسف بحكمة يوافق أن يجعلهم عبيداً للملك الموجود حتى لا يتمردوا عليه ويسود السلام. لِفِرْعَوْنَ الْخُمْسُ = أو ليس هذا هو المتبع في كل العالم بل تقريباً هي نفس الضريبة التي يدفعها المواطنين للدولة لتستخدمها في الخدمات العامة. وهناك عدة تأملات فيما حدث في هذه الآيات:- 1. هنا يوسف يشير للسيد المسيح الذي أنقذنا من الجوع واشترانا ومالنا لله الآب "لأنك ذبحت واشتريتنا لله" (رؤ 9:5). ولاحظ أن المصريين كانوا يعطون أنفسهم بفرح ليوسف ولفرعون ليحيوا فهو أنقذ حياتهم، وهكذا ينبغي أن نصنع فنسلم أنفسنا لله بفرح. 2. الـ⅕ لفرعون. ورقم 5 هو رقم النعمة 5= 4+1 (الخليقة؛ الله) فالله من نعمته خلق الإنسان وأعطاه حياة، وأعطى الأرض للإنسان. فالكل له وهو يعطي بسخاء من نعمته ولا يطلب سوى العشور. كل شيء هو لله البشر والأرض "لِلرَّبِّ ٱلْأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. ٱلْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ ٱلسَّاكِنِينَ فِيهَا" (مز24: 1). أما نحن فوكلاء على ما يعطيه الله لنا [مثال وكيل الظلم (لو16) / ومثال الوزنات (مت25) / ومثال الأمناء (لو19)]. 3. أرض الكهنة لم يشترها. إذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون: والله يقول لكهنته: أنا.. نصيبك (عد 18: 20). 4. شعب الله جاءوا إلى مصر في زمن حكم الهكسوس، وملوك الهكسوس (الفراعنة) أحبوا يوسف وشعبه. ولما إنتهى حكم الهكسوس جاء زمن فراعنة مصريين كرهوا شعب الله وإستعبدوهم وأذلوهم. ومن ناحية الرمز نقول أن فرعون يوسف يشير لله ومن أتى بعده يشير للشيطان. 5. لو نظرنا إلى فرعون على أنه رمز لله الذي أعطانا كل شيء فعلينا أن نقدم له أنفسنا وما نملك، كما استعبد المصريين أنفسهم لله. وهذه هي الحقيقة أننا وما نملك، نحن ملكه. وهو يعطي من نعمته "بسخاء ولا يُعَيِّر" (يع1: 7). 6. من ناحية أخرى نرى أن المصريين استعبدوا أنفسهم بأنفسهم لفرعون. فإذا نظرنا لفرعون على أنه رمز للشيطان فنجد هنا مثالًا لِمَنْ يستعبد نفسه للشيطان وهذا يبيع بالتدريج: أ. الفضة = فقدان كلام الله والانفصال عنه، فالفضة تشير لكلام الله. ب. المواشي = بيع الحواس للشيطان. ج. الأجساد = هذا يمثل الاستعباد الكامل له. ولو لاحظنا أن فرعون آخر غير "فرعون يوسف" قد استعبد شعب إسرائيل بعد ذلك، لكن كان هذا دون رغبتهم. لذلك مَنْ سقط دون رغبته يرسل الله له مخلصًا يحرره هو موسى. |
![]() |
|