![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ١٨ «أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ فَكَانَتْ هٰكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». لوقا ١: ٢٧، ٣٥ كان يسوع آدم الثاني ومخلص العالم فوجب ألاَّ يولد كما يولد بقيَّة الناس، فلذلك وُلد من عذراء بقوة الروح القدس (لوقا ١: ٣٥). ووُلد من عذراء ليولد بلا خطية، ومن مخطوبة ليكون اسمها محفوظاً من التهم إذ تجد الحماية من خطيبها، وليكون الزواج مكرَّماً. مَخْطُوبَةً كانت المدَّة بين الخطبة والزواج وقتئذٍ سنةً على الأغلب، ولكن كان يمكن تطويلها أو تقصيرها كما تقتضي الأحوال. وكانت هذه المدة تمر على البنت وهي في بيت أبيها (تثنية ٢٠: ٧). وكان عدم أمانتها في خلال تلك المدة يُعد زناً يوجب القصاص. وإذا أبى خطيبها أن يُتمم وعدهُ كان عليه أن يسلمها كتاب طلاق حسب سنَّة الطلاق بعد الزواج. وُجِدَتْ حُبْلَى يُرجح أن يكون ذلك بعد رجوعها من زيارتها لأليصابات بنحو ثلاثة أشهر (لوقا ١: ٣٩). ومعنى ذلك أن أمرها ظهر لها وليوسف، ويُحتمل أن آخرين عرفوا ذلك، أخبرتهم هي به. مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ هذا هو الحق، ولكن يوسف وأصحابه لم يعرفوه وقتئذٍ. ١٩ «فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً». تثنية ٢٤: ١ رَجُلُهَا أي خطيبها حسب اصطلاح اليهود زمن الخطبة، لأن الخطيب كان يُحسب عندهم كالزوج. بَارّاً أي عادلاً يعمل ما هو مستقيم. لأنه لو حكم بظاهر الأمر لكان ظالماً. لكنه كان باراً فلم يحكم عليها بدون أن يعطيها فرصة لتبرر نفسها، دون أن يغض الطرف عن ظواهر الأمر. وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أي أنه لم يرد أن يشتكي عليها للحكام ويعرضها للاحتقار والرجم كزانية (تثنية ٢٢: ٢٣، ٢٤) مع احتمال براءتها. تخليتها: كان له حق بذلك بإعطائه إياها كتاب طلاقٍ حسب ما قيل في تثنية ٢٤: ١. ٢٠ «وَلٰكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هٰذِهِ ٱلأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ ٱلرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: يَا يُوسُفُ ٱبْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، لأَنَّ ٱلَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ». لوقا ١: ٣٥ وفِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ لم يفعل شيئاً بالطيش والغضب بل فكر بتؤدة كيف يتصرَّف. والله ينير عقول جميع الذين يحبون معرفة واجباتهم. مَلاَكُ ذُكر اسم الملاك الذي أُرسل إلى مريم وهو جبرائيل، ولم يُذكر اسم الذي ظهر ليوسف. وكان الملائكة الذين هم أرواح للخدمة يظهرون قبل المسيح للناس ليعلنوا إرادة الله. فِي حُلْمٍ ظهر الملاك لمريم في اليقظة، لأن تسليم إرادتها وإظهار إيمانها كانا ضروريين في الأمر المُعلن لها. وظهر ليوسف في الحلم، لأنه كان محتاجاً لقبول الإعلان بالإيمان. وهذه هي الطريقة المعتادة التي عليها كان الله يُظهر إرادته للأنبياء الأقدمين ولشعبه. ولكن بعد ما أتى المسيح وحلَّ الروح القدس لم يبقَ احتياج إلى ظهور الملائكة. ولا نستطيع أن نعرف بأي طريقة كانوا يميزون بين الأحلام التي من الله والأحلام المعتادة. والقول بأن الله يُعلن إرادته الآن في الأحلام وهمٌ محض. يُوسُفُ ٱبْنَ دَاوُدَ بتسميته «ابن داود» تذكيرٌ بمواعيد الله لداود من جهة المسيح، وتهيئة لقلبه لينتظر إتمامها بواسطة خطيبته، وتأكيد له أن ما يأمره به لا يخالف هذا الانتظار. لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ أي لا تشكّ. وهذا يعلمنا أن الله لا يأتي بشعبه إلى الضيق والشك إلا بعد أن يجهز لهم باب الفرج. فمن تبرير مريم نتعلم أن ذوي الضمائر الصالحة يجب ألا يخافوا، بل يجب أن يتكلوا على الله، وهو يبررهم من كل تهمة باطلة. مريم امرأتك: تسمية الملاك لها بذلك دلالة على استحقاقها له، وأنها لم تقترف ذنباً يحرمها تلك النسبة. مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ولادته كانت بقوة الله، فقد صار ابنُ الله ابنَ الإنسان حقيقةً، إلا أنه لم يشترك في الطبيعة الفاسدة التي تعم كل من تسلسل من آدم تسلسلاً طبيعياً. وهكذا صار حَمل الله المُنزَّه عن العيب والدنس ذبيحة لائقة بأن تتقدم عن خطايا الناس. |
|