![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكنيسة و الليتروجيا ( القدسات للقديسين ) تمثل عبارة القدسات للقديسين " تى آجيا تيس آجيس" - مكانه محورية في القداس الإلهي إذ يعلن بها الكاهن أن ما على المذبح هو جسد المسيح و دمة المقدسيين و أنهما يعطيان للمؤمنين الذين تقدسوا بعمل المسيح فيهم . تحمل هذة العبارة أبعادا كتابيه عقيدية ابائية طقسية وروحية تجعلها مدخلا أساسيا لسر الافخارستيا. ولأننا سوف نتكلم عن الكنيسه و الليتورجيا. فلنجعل بدايتنا مع هذه العبارة العميقة ذات الدلالة القوية على قوة هذا السر العظيم ( سر الافخارستيا ) واتحادنا بالمسيح من خلال اشتراكنا فى هذه المائدة المقدسة. ١- الأساس الكنابى واللغوى: البعد الكتابي : " كونوا قديسين لأنى أنا قدوس" . ( ١ بط ١: ١٦ ) ‚ ( لا ١١ : ٢٤ ) " بدون القداسة لن يرى أحد الرب " ( عب ١٢: ١٤ ) " و أما أنتم فجنس مختار كهنوت ملوكى أمة مقدسة" ( ١ بط ٢ : ٩ ) ويشير معلمنا بولس الرسول إلى الافخارستيا ك ( كأس البركة) و ( خبز الشركة) ( ١ كو ١٠ : ١٦-١٧ ) البعد اللغوى : القدسات تعني المقدسات بالمعنى المطلق ويشير إلى الأسرار المقدسة. القديسون فى لغه الكتاب المقدس تطلق على جماعة المؤمنين. ( أع ٩ : ١٣ ) ( رو ١ : ٧ ) . البعد العقيدى: ١- المسيح القدوس: الافخارستيا ليست شيئا مقدساً بل شخصاً مقدساً إذ هي المسيح نفسه. ٢- الكنيسه المقدسة: بالمعمودية و التوبه ينال المؤمنون قداسة فعلية وبها يصيرون مستحقين للقدسات. ٣- استحالة التناول بدون قداسة: يحذر معلمنا بولس الرسول من التناول بدون استحقاق ( ١ كو ١١ : ٢٧- ٢٩ ) ٤- القداسة عطيه لا استحقاق: الشعب يرد بعد سماع هذا الإعلان من الأب الكاهن قائلا ( واحد هو الأب القدوس واحد هو الإبن القدوس واحد هو الروح القدس) ليؤكد أن المسيح وحدة هو مصدر كل قداسة. ثانياً : الشرح الابائى يقول القديس كيرلس الاورشليمى ( حينما يقول الكاهن القدسات للقديسين. أنتم قد صرتم قديسين بالمعمودية ولذلك أنتم مستحقون أن تتناولوا. ) " التعليم المسيحي ٢٣ : ١٩ " القديس يوحنا ذهبي الفم فى عظتة رقم ٣ على رساله افسس ( حينما نسمع القدسات للقديسين لا تظن أنك بعيد . لأنك إن كنت قد نلت المعمودية فقد صرت مستحقا لكن إن دنست نفسك فتب لتصير مستحقا للقدسات) القديس ايريناؤس فى كتابة ضد الهرطقات ( ٤ : ٨ ) " بهذا الإعلان تظهر الكنيسه وحدتها لأن القدسات هى جسد المسيح والقديسون هم اعضاؤة فى الجسد الواحد" القديس كيرلس الكبير في شرح إنجيل يوحنا ٤ : ٢ " لاينال هذا الجسد إلا من صار عضواً فى المسيح ' ولذلك حينما يقول الكاهن القدسات للقديسين يعلن إتحاد الرأس بالأعضاء في سر الشركة" ثالثا : البعد الطقسي : الموضع الطقسى : تأتى هذه العبارة بعد التقديس وقبل التوزيع. وكما أسلفنا رد الشعب هو إعلان لاهوتى بأن المسيح هو مصدر كل قداسة . التفسير الطقسي: الكاهن يعلن " القدسات" والشعب يرد ، " واحد هو " أى أن العلاقة بين القدسات و القديسين قائمة فقط على اتحادهم بالمسيح القدوس. وبهذا يعلن القداس ذروته الاتحاد الكنسى بالمسيح في الافخارستيا. رابعا البعد التاريخي : الطقس البيزنطي يحتفظ بنفس النص مع المرد من الشعب. الطقس السريانى يقول الكاهن القدسات للقديسين و يرد الشعب بنفس المعنى. الطقس اللاتينى لم يحتفظ بالنص نفسه في الليتورجيا الحديثة لكنة كان موجوداً في بعض التقاليد الغربية القديمة. وبالطبع موجود حتى الآن فى الطقس القبطى الاورثوذكسى. والمحصلة التاريخية: العبارة تنتمي إلى التقليد اللبتورجى المشترك قبل الانقسام الشهير فى القرن الخامس الميلادي ( ٤٥١ م ) مما يؤكد أصالتها الرسولية. خامسا : البعد الروحي: دعوة للتوبة وتذكير بأن التناول يتطلب نقاوة . دعوة للشكر القديسون ليسوا ببرهم الذاتى بل بنعمة المسيح العاملة فيهم. دعوة للوحدة كل المؤمنين يشتركون في القداسات عينها فيصيرون جسدا واحداً. والخاتمة القدسات للقديسين هى جملة ليتورجية تحمل عمق العقيدة المسيحية. المسيح القدوس يقدم ذاته لشعب قديس ' قداسة ممنوحة بالنعمة لا بالمجهود البشرى. إنها إعلان عرس كنسي فيه يلتقي العريس بعروسة فى سر الحب فتدخل الكنيسه في قداسة المسيح لتصير جسدة الحى في العالم المنظور . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القدسات للقديسين |
الكنيسة ليست متحفا للقديسين |
القدسات للقديسين |
القدسات للقديسين _ يوحنا ذهبي الفم |
محبة الكنيسة للقديسين |