بعد موت موسى كلف الرب يشوع بأن يتولى مهمة قيادة الشعب وعبور الأردن والدخول لامتلاك الأرض. ولا شك أن يشوع شعر بضآلته إزاء هذه المسئولية الجديدة، فهو يأتى بعد موسى الرجل العظيم الذى لم يقم نبى مثله، ثم الشعب الذى يقوم بقيادته شعب كثير جداً وأيضاً ذو طبيعة رديئة للغاية؛ وهذا ما رآه يشوع منهم فى تعاملاتهم مع موسى خلال رحلة الأربعين سنة. كم كانت المسئولية صعبة، لقد كان عليه أن يعبر بهم نهر الأردن؛ ولابد أن يقودهم فى حروب متتالية لطرد الأعداء وامتلاك الأرض. إزاء كل هذا كان من الطبيعى أن يبادر إلى ذهن يشوع تساؤل عن إمكانية نجاحه فى هذه المهمة الصعبة. وإذ بالرب يضع أمامه الطريق الوحيد للنجاح؛ وهو الطاعة الكلية للشريعة الإلهية. فهو يوصيه بأن يضع نصب عينيه دائماً سفر الشريعة «لايبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكى تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه، لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح (تنجح)» (يشوع1: 8). كان على يشوع لا أن يقرأ كتاب الشريعة فقط، بل أن يتخذه صديقاً يومياً يسير معه كل صباح وكل مساء. كان عليه أن يخلق فى نفسه وبيته وشعبه عادة التأمل اليومى فى كلمة الله «لكن فى ناموس الرب مسرته وفى ناموسه يلهج نهاراً وليلاً، فيكون كشجرة مغروسة عند مجارى المياه التى تعطى ثمرها فى أوانه وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح» (مزمور1: 2-4).
صديقى الشاب؛
لا يمكن أن نحيا حياة مسيحية ناجحة ما لم نلازم كلمة الله. وإنى أسألك: هل تتوق للنجاح فى كل جوانب حياتك؟ هل تشتاق أن تكون ناجحاً ذهنياً وروحياً ونفسياً؟ لا طريق سوى كلمة الله. كيف تقرأها؟ هل بتأمل يومى مستمر؟ ثم هل تظل بقية اليوم متفكراً فيما قرأته؟ وعندما يصادفك موقف صعب أو يكون عليك أن تتخذ قراراً حرجاً؛ هل تبحث عن الإرشاد والهداية فى كلمة الله؟ فى إحدى المرات خُدِع يشوع من جماعة يُدْعَوْن الجبعونيين لأنه لم يستشر الرب «فأخذ الرجال من زادهم ومن فم الرب لم يسألوا» (يشوع9: 14)؛ وهذا ما نتعرض له عندما نعتمد على حكمتنا وأفكارنا ولا نستشير الرب، فإننا لابد وأن نصاب بالفشل.