![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يكون الفرح في ما نأخذه بل في ما نمنحه الزفاف الذي لم يُكتب له أن يكون… لكنه تحوّل إلى وليمة كرامة وإنسانية لا تُنسى. في مدينة ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا، كانت كوين دواين، الشابة الحالمة، تترقب يومها المنتظر منذ شهور. كل شيء كان جاهزاً بدقة الحلم: قاعة فخمة في فندق، طاولات مزيّنة، قائمة طعام راقية، وضيوف قادمون من كل مكان ليشهدوا لحظة سعادتها التي كلفت أكثر من 35 ألف دولار. لكن قبل أيام فقط من الزفاف، انها*ر كل شيء… اتصل بها خطيبها ليخبرها بأنه لا يستطيع المضي قدماً في الزواج. كلمات قليلة كانت كفيلة بتحطـ*يم قلبها، وإسقاط أحلامها كلها في لحظة. في الوقت الذي غلبها فيه الحزن واختارت أن تنغلق على نفسها في صمت، كانت والدتها، كاري دواين، تفكر بطريقة مختلفة تماماً. لم تحتمل أن ترى كل هذا الطعام والفرح والجهد يضيع هباءً، ولم تحتمل أكثر أن ترى ابنتها غارقة في الحزن. عندها قررت أن تُحوّل الألم إلى عطاء… وأن تجعل من الخيبة بداية لأمل جديد. ففي مساء اليوم الذي كان من المفترض أن يكون زفاف كوين، فُتحت أبواب القاعة أمام عشرات الأشخاص بلا مأوى. جاءوا بملابس بسيطة، ووجوه أنهكها التعب، لا يعرفون ما ينتظرهم. لكنهم فوجئوا بترحيب دافئ ومأدبة لم يحلموا بها يوماً: أطباق من السَلمون والمعكرونة والسلطات الفاخرة. جلسوا يأكلون ببطء، بعضهم يبتسم بخجل، وبعضهم يبكي وهو يقول: "لم أذق طعاماً كهذا منذ سنين". وفي تلك اللحظة، امتلأت القاعة بمشاعر من نوع آخر… لا فرح زواج، بل فرح إنساني نادر. لم يكن هناك عريس، ولا فستان أبيض، ولا رقص، لكن كان هناك حب من نوع أعمق، حبٌ للعطاء، للرحمة، ولإحياء الأمل في قلوب نسيتها الدنيا. لقد خسرت كوين يوماً كانت تنتظره طوال حياتها، لكنها من حيث لا تدري، كانت سبباً في أن يعيش عشرات الناس ليلةً لا تُنسى. وهكذا، تحوّل الألم إلى كرامة، والخيبة إلى رسالة خالدة: أحياناً... لا يكون الفرح في ما نأخذه بل في ما نمنحه. |
![]() |
|