![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليست كل اللمسات آمنة فبعضها قد يقتل في صيف عام 2017، وقعت في إحدى مدارس لندن حادثة مأساوية هزّت قلوب الجميع، وذكّرت العالم كلّه بمدى هشاشة الحياة أمام أبسط الأشياء. كان كارانبير تشيما، فتى بريئًا في الثالثة عشرة من عمره، معروفًا بين زملائه بابتسامته الهادئة وذكائه، لكنه كان يعيش بحذرٍ دائم. كان يعاني من حساسية قاتلة تجاه منتجات الألبان والقمح والبيض والمكسرات — وحتى أقل لمسة منها قد تهدد حياته. في يومٍ عادي داخل مدرسته، لم يكن أحد يتوقع أن يتحوّل اللعب البريء إلى مأساة. خلال الاستراحة، قام أحد الطلاب برمي قطعة جبن صغيرة نحوه — ربما بدافع المزاح، وربما دون وعي بعواقب ما يفعل. لكن تلك القطعة لم تكن عادية بالنسبة إلى كارانبير... كانت قاتلة. لم يأكلها، لم يلمسها بيده، لكنها لامست بشرته — وكانت تلك اللمسة كافية لتشعل في جسده حربًا داخلية. بدأت نوبة الحساسية الحادة بسرعة مذهلة: صعوبة في التنفس، تورّم في الوجه، ثم انـهيار كامل. هرع المعلمون والمسعفون لإنقاذه، ونُقل على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث كافح الأطباء بكل ما لديهم لإبقائه على قيد الحياة. لكن بعد عشرة أيام من الغيبوبة والصراع، وبعد أن أنـهك الألم جسده الصغير، اضطر والده ووالدته إلى اتخاذ القرار الأكثر قسوة في حياتهما — فصل أجهزة الإنعاش ووداع ابنهما الوحيد إلى الأبد. عزا الأطباء وفاته إلى "متلازمة ما بعد السكتة القلبية" الناتجة عن تفاعل تحسسي ممـيت (anaphylaxis). تحولت قصته إلى صرخة تحذير مدوية في وجه الإهمال وعدم الوعي بخطورة الحساسية الغذائية. فما بدا في لحظة "مزحة بسيطة" دمّر أسرة، وعلّم العالم درسًا قاسيًا: لا تستهين بكلمة " لدي حساسية"، ليست كل اللمسات آمنة… فبعضها قد يقتل. |
![]() |
|