دور من يزرع البسمة في قلبٍ صغيرٍ يودّع الحياة
كان كودي، الطفل ذو الخمس سنوات، يخوض معركة خاسرة ضد مرض عضالٍ لا يرحم. لم تكن الأدوية تنفع، لكن الراحة التي وجدها في أيامه الأخيرة جاءت من مكان لم يتوقعه أحد…
من رجلٍ يرتدي قناع “جيسون فورهيس”، الشخصية المرعبة من أفلام الرعب التي أحبها كودي بجنون.
كودي كان يعشق أفلام الرعب، يحفظ تفاصيلها، يضحك في مشاهد يخاف منها الآخرون، وكأن الظلام نفسه كان بالنسبة له عالمًا مألوفًا لا يخشاه. وحين علم أحد محبي تقمّص الشخصيات في منطقته بقصته، قرر أن يحقق له أمنية بسيطة: أن يقابل بطله المفضل، ولو لمرّة واحدة.
دخل الرجل الغرفة بزيّ القاتل الشهير، القناع والبلطة وكل التفاصيل، لكن بدل الخوف… امتلأت عينا كودي بالبريق. لم يرَ أمامه وحشًا، بل صديقًا جاء ليمنحه لحظة سعادة في زمن الألم. تحوّل الرعب إلى دفء، والخيال إلى إنسانية حقيقية.
جلسا معًا يتحدثان، يضحكان، يتبادلان القصص، والرجل خلف القناع نسي دوره في أفلام الرعب، وتحول إلى دورٍ أعمق: دور من يزرع البسمة في قلبٍ صغيرٍ يودّع الحياة.
في النهاية، لم ينتصر الطب، لكن انتصرت الإنسانية. وكودي، في آخر أيامه، رحل مبتسمًا… لأنه عرف أن حتى “الوحش” يمكن أن يكون طيبًا.