منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 10 - 2025, 09:08 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,372,672

القلوب التي أحبت بصدق تجد طريقها دومًا إلى بعضها


لم يكن خوان يُونسون سوى طفلٍ رضيع في عمر الستة أشهر، حين غادر مع والديه بلده السويد إلى بوليفيا، أرضٍ غريبةٍ عليه، لكنها كانت على موعدٍ مع قلبٍ سيمنحه الحنان الأول في حياته.
هناك، دخلت في قصته امرأة تُدعى آنا خيمينيز — شابة بوليفية بسيطة، تحمل خلف ابتسامتها جراحًا من الماضي، لكنها وجدت في رعاية ذلك الطفل الغريب نورًا يملأ قلبها.
كانت آنا بالنسبة إليه أكثر من مربية… كانت الأم الثانية، الملاك الحارس، الصدر الذي نام عليه مطمئنًا.
كانت تُطعمه بيديها، وتهدهده بصوتها الناعم، وتداعبه قائلة: “يا تشولو السويدي” — وهو لقب محبّب في بوليفيا، يمزج الدعابة بالعاطفة.
أما هو، فكان يناديها "نانا"، الاسم الذي ظلّ محفورًا في ذاكرته رغم تعاقب السنين وتبدّل الوجوه.
لكن الزمن لا يرحم…
رحلت عائلة يُونسون عائدة إلى أوروبا، تاركة خلفها تلك المرأة التي أحبّت الطفل كما لو كان قطعةً من قلبها. انقطعت الرسائل، وضاع العنوان، وتحوّل كل شيء إلى ذكرى باهتة في ركنٍ بعيد من الذاكرة.
ومع مرور الأعوام، كبر "خوانيتو"، لكن داخله ظلّ صدى صوتٍ قديمٍ يهمس: “نانا…”
مرت 45 سنة كاملة، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه أن يبحث عنها.
لم يكن يدري إن كانت لا تزال على قيد الحياة، أو إن كانت ستتذكره أصلاً، لكنه كان يشعر أن شيئًا ما في داخله لن يكتمل إلا إذا وجدها.
قادته رحلته الطويلة عبر القارات إلى بلدة ياكويبا في بوليفيا، حيث طرق بابًا خشبيًا متآكلًا، ونظر إلى الداخل وقال بصوتٍ مرتجف:
“أنا خوانيتو.”
تطلّعت إليه آنا بعينين مليئتين بالدهشة.
ثوانٍ مرت كأنها دهر، قبل أن تهمس باسمه وتفتح ذراعيها له.
انهارا في عناقٍ طويلٍ أبكى كل من شاهده… عناق جمع بين طفولةٍ ضاعت، وأمومةٍ لم تنطفئ.
كانت تبكي وكأنها تستعيد عمرًا بأكمله في لحظة واحدة، وكان هو يحتضنها وكأنه وجد جزءًا من نفسه المفقودة.
لكن القصة لم تتوقف هنا…
حين انتشر فيديو ذلك اللقاء المؤثر، شاهدته إحدى بنات آنا التي كانت قد أُعطيت للتبنّي منذ زمن بعيد. وبين دموعها، قررت أن تبحث عن أمها الحقيقية، لتبدأ بذلك رحلة لقاءٍ جديد قد يصنع معجزة أخرى.
واليوم، يؤمن خوان أن ذلك العناق لم يكن نهاية فصل، بل بداية سلسلة من المعجزات الصغيرة التي ينسجها القدر بحكمة.
إنها ليست مجرد قصة لقاء بين مربية وطفلها القديم…
بل رسالة إنسانية عظيمة تقول لنا إن الحب الحقيقي لا يُقاس بالدم أو المسافات، وإن القلوب التي أحبت بصدق تجد طريقها دومًا إلى بعضها، مهما طال الغياب.
فالحب لا يضيع… إنه فقط ينتظر اللحظة المناسبة ليعود ويُضيء الحياة من جديد.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القلوب التي أحبت
محبة البٌر، إذ يربط بين ثلاثة أمور لا يمكن فصلها عن بعضها البعض
القلوب التي تسامح كثيراً هي القلوب التي إن قررت الرّحيل فلن تعود يوما
الوحدة ضرورية حتى تُعلن عن طريقها للعالم محبة الآب
هل تصدق ::هذا الرجل يستطيع حفظ توازن الاحجار فوق بعضها مهما بلغ حجمها


الساعة الآن 12:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025