![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "وصعد موسى من عربات موآب إلى جبل نبو إلى رأس الفسجة الذي قبالة أريحا، فأراه الرب جميع الأرض من جلعاد إلى دان. وجميع نفتالي وأرض افرايم ومنسى وجميع أرض يهوذا إلى البحر الغربي والجنوب والدائرة بقعة أريحا مدينة النخل إلى صوغر. وقال له الرب: هذه هي الأرض التي أقسمت لإبراهيم وإسحق ويعقوب قائلًا لنسلك أعطيها. قد أريتك إياها بعينيك ولكنك إلى هناك لا تعبر. فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب" [1-5]. لم يرتبك موسى حين صدر له الأمر بذلك، بل حسب الموت عطية إلهية، إذ أكمل رسالته وانطلق إلى الله مرسله. عرف النبي المكان الذي فيه تُطلب نفسه، ومع هذا لم يتحاشاه بل صعد إليه بكامل حرية إرادته، وربما كان متهللًا لأنه أكمل رسالته بسلام، وحسب الموت صعودًا. صعد إلى أعلى منطقة هناك وحده دون معاونة أحد. وكان شيخًا في المائة والعشرين من عمره. ولم يكن أحد قط في صحبته. لم يره أحد وهو يموت، إما لأن الله لم يرد أن يكشف عن موضع جثمانه، خشية أن يبالغ اليهود في تكريمه. أو لعله أراد أن يؤكد أن أولاد الله لا يحتاجون إلى عون بشري في لحظات خروجهم من العالم، إذ أن الله نفسه يكون لهم عونًا. تطلع موسى النبي من الجبل إلى أسفل ليرى كنعان، أرض الموعد، فتتهلل نفسه من أجل تحقيق الوعود الإلهية، ورفع بصره إلى فوق ليرى كنعان السماوية. حقًا لم تكل عينا موسى وهو في المائة والعشرين من عمره، لكن رؤيته لكل أرض كنعان من الجبل لا يمكن أن تكون بقدرة طبيعية، إنما وهبه الله هذه الإمكانية لكي تفرح نفسه مع ما سيتمتع به شعبه في القريب العاجل. |
![]() |
|