منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 10 - 2025, 02:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,372,039

رَحمةُ يسوعَ للمَرأةِ الزَّانية


رَحمةُ يسوعَ للمَرأةِ الزَّانية



يسوعُ هو الوحيدُ الذي يَقدِرُ أن يَرمِيَ الحَجَرَ الأوَّل، لأنَّهُ الوحيدُ المَعصومُ من كلِّ خَطيئة. ومع ذلك، لم يَحكُم يسوعُ على الزَّانِية، إنَّما أدانَ خَطيئتَها، وبرَحمتهِ غَفَرَ لها وخلَّصها. لقد ذهَبَ أبعدَ مِن الشَّريعة! لم يَقُل للمرأةِ إنَّ الزِّنى ليسَ خَطيئة، لكنَّهُ أيضًا لم يُحاكِمها بحسبِ الشَّريعة. وهذا هو سِرُّ الرَّحمة.



الرَّحمة لا تَمحو الخَطايا، بل يَغفِرُ اللهُ الخَطايا بِواسِطةِ الرَّحمة. إنَّ اللهَ يَغفِرُ لنا بِلَمسَةِ حَنانِه ورَحمته. وقفَ يسوعُ أمامَ المرأةِ الزانية كمن يهتمُّ بحياتِها وتاريخِها، وقفَ ليكونَ قريبًا منها ويُكَلِّمَها. لقد فَهِمَ جَوهَرَ هذهِ النَّفس، وسَعَى إلى إدراكِ حقيقتِها، ودَعاهَا إلى التوبة. لم يتوقَّف عندَ الخَطيئة، بل عندَ ألمِها واحتياجِها. كانت تَعيشُ بِشُعورٍ بالذَّنبِ بسببِ أخطائِها الماضية، لكنَّ يسوعَ فتحَ أبوابَ سِجنِها، وحرَّرَها، لأنَّهُ يَعرِفُ أنَّ الإنسانَ لا يُساوي خَطيئتَه، واللهُ لا يَهمُّهُ ماضيها، بَل مستقبلُها.



فقالَ لها يسوعُ: "أَلَمْ يَحكُم عَلَيكِ أَحَد؟" (يوحنَّا 8: 10). وكأنَّهُ يقولُ لها: "أنتِ الآن وحدَكِ أمامَ الله، بلا اتّهامات، بلا أحكام. أنتِ واللهُ فقط!" فقالت: "لا، يا ربّ!" لم تُبرِّر نفسَها، بل اعترفَت بخَطيئتِها. وقد وصفَ القدِّيس أُوغُسطينوس هذا المشهد بقوله: "بقيتِ الرَّحمةُ والبُؤسُ وجهًا لِوجه." اتَّخَذَ يسوعُ موقفًا مُتَعاطِفًا، مَملوءًا رِقَّةً ورحمةً وصفحًا. اتَّخَذَ موقفًا يتحدّى موقفَ الرأيِ العام. لم يَنظرْ إلى قضيَّةِ الزِّنى في ظاهرِها، بل نَظرَ إلى داخِلِ قلبِ الزانية. لم يَحكمْ عليها، ولم يُدِنْها، بل غيَّرَ نفسَها التي أقفَرَت وتَوحَّشَت بالخطيئة، وحوَّلَها إلى سلامِه. قال لها: "وأَنا لا أَحكُمُ عَلَيكِ" (يوحنَّا 8: 11). وبهذه الكلمات، أعادَ يسوعُ إلى المرأةِ الزانية شَرَفَها وكَرامتَها. قالَ البابا فرنسيس وفي هذا السِّياق: "رَحمةُ اللهِ هي نورُ مَحبَّةٍ وحَنانٍ كبير! إنَّها لَمسَةُ حَنانِ اللهِ على جِراحِ خَطايانا. فمَغفِرَةُ اللهِ هي مَحبَّةٌ حقيقيَّة، تَحثُّ الإنسانَ ليُصبِحَ أفضلَ ما بإمكانِه أن يَكون."



يسوعُ لا يَعرِفُ إلا هذا الطريق: المُسامَحة، المغفِرة، لا سَبعَ مرّات، بل: "سَبعينَ مرَّةً سَبعَ مرَّات" (متى 18: 22). لم تَكنِ المرأةُ الزَّانيةُ واقِفَةً أمامَ حاكمٍ، بل أمامَ مُخلِّص، لأنَّه: "فَإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إلى العالَم لِيَدينَ العالَم، بل لِيُخَلَّصَ به العالَم" (يوحنَّا 3: 17).



يسوعُ لم يَسألها عن ماضيها، ولا طلبَ منها اعتذارًا عمّا صنعت. كانت صامتةً، مُخفِضَةَ الجَفنَينِ حياءً، تُصغي لِتَسمَعَ الحُكمَ عليها مِن فَمِ أشهرِ مَن في الزمان. فإذا بها لا تسمع: "أنا أيضًا أَحكُم عليكِ بالرَّجم"، بل:
"أنا لا أَحكُم عليكِ"، بشرطٍ واحد: "اِذْهَبِي، ولا تعودي تُخطئين." إذًا، هي لم تكن واقفةً أمام قاضٍ قاسٍ، بل أمامَ مُخلِّصٍ يُقدِّمُ الحياة. ما جئتُ لأَحكُم، بل لأُخلِّص. وما هي إلا أيّام، وسَيُعلَّقُ على الصَّليب، ليَحملَ خَطاياها ويُخلِّصَها، لأنَّهُ هو "حَمَلُ اللهِ الَّذي يَحمِلُ خَطايا العالَم." وقد كتبَ البابا يوحنّا بولس الثاني، في أوَّل منشورٍ رسوليٍّ له بعنوان "مُخلِّصُ البَشر" في مطلع الثمانينات: "كم يجب أن تكونَ قيمةُ الإنسانِ غالية، حتّى استحقَّت هذا المُخلِّص!"



يسوع هو الوحيد القادر أن يرمي الحجر الأوّل، هو الوحيد المعصوم من أي خطيئة. ومع ذلك، لم يحكم يسوع على الزانية، إنما أدان يسوع خطيئتها، ولكن برحمته غفر للمرأة الزانية وخلّصها. إنه ذهب أبعد من الشريعة! لم يقل للمرأة أنّ الزنى ليس خطيئةً، ولكنّه لم يحاكمها بحسب الشريعة. وهذا هو سرّ الرحمة. فالرحمة لا تمحو الخطايا؛ إنما يغفر الله الخطايا بواسطة الرحمة. فالله يغفر لنا بلمسة حنانه ورحمته.



وقف يسوع أمام المرأة الزانية كمن يقف أمام شخص يهمُّه حياتها وتاريخها، وقف ليكون أقرب إليها ويُكلّمها، فقد فهم جوهر هذه النفس؛ وحاول أن يُدرك الحقيقة التي لديها، ويدعوها إلى التوبة. فلم يتوقّف عند الخطيئة وإنما عند ألمها وحاجتها. فهي تعيش بشعور بالذنب بسبب أخطائها الماضي، لكن يسوع يفتح أبواب سجنها ويُحرِّرها، لأنه يعرف أن الإنسان لا يُساوي خطيئته، والله لا يهمّه ماضيها إنما مستقبلها. فسألها يسوع أَلَم يَحكُمْ عَليكِ أحَد؟" (يوحنا 8: 10). وكأنّ به يقول لها: "أنتِ وحدكِ الآن أمام الله، بدون اتهامات وبدون أحكام! أنتِ والله فقط! فقالت: "لا، يا ربّ!"، لم تُبرّر نفسها بل اعترفت بخطيئتها. وقد وصف القديس أوغسطينوس هذا المشهد بقوله: "بقيت الرحمة والبؤس وجها لوجه".



اخذ يسوع موقفا متعاطفا، ملؤه رقةً ورحمة ًوصفحاً، اخذ موقفا يتحدّى موقف الرأي العام. ولم ينظر إلى قضية الزنى في ظاهرها، بل نظر إلى داخل قلب الزانية. فلم يحكم عليها ولم يدنْها، بل غَّيَّر نفسها التي أقفرت وتوحشت بالخطيئة، وحوّلها إلى سلامه. فقال لها " وأَنا لا أَحكُمُ علَيكِ" (يوحنا 8: 11)؛ وبهذه الكلمات أعاد يسوع إلى المرأة الزانية شرفها وكرامتها. وفي هذا الصدد قال البابا فرنسيس "رحمة الله هي نور محبة وحنان كبير! إنها لمسة حنان الله على جراح خطايانا؛ لان مغفرة الله هي محبّة حقيقيّة تحثُّ الإنسان ليصبح أفضل ما بإمكانه أن يصير". يسوع لا يعرف إلا هذا الطريق: المسامحة، المغفرة " سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرَّات (متى 17: 20). لم تكمن المرأة الزانية واقفة أمام حاكمٍ بل أمام مخلّصٍ إذ " فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلَّصَ بِه العالَم" (يوحنا 3: 17) ويعلق البابا يوحنا بولس الثاني " كم يجب أن تكون قيمة الإنسان غالية، حتى استحقّت هذا المخلِّص!".

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يَسوع والمَرأة الزَّانية
أَطلُبَ رَحمةَ اللهِ عَلَيَّ
أجابَ يسوعُ
مآ رَحلتُ عنَكْ
مآ رَحلتُ عنَكْ


الساعة الآن 02:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025